«صداع الرعد»... حذار الفلفل الأشد حرارة في العالم

نشر في 15-04-2018
آخر تحديث 15-04-2018 | 00:00
No Image Caption
تناولت دراسة جديدة نُشرت في مجلة BMJ Case Reports سبباً غير اعتيادي لـ«صداع الرعد»، في حالة رجل تناول الفلفل الأشد حرارة في العالم: يُدعى على نحو ملائم «كارولاينا ريبر»
(أي حاصد أرواح كارولاينا).
ماذا يحدث عندما تتناول الفلفل الأشد حرارة في العالم؟ يُعتبر كل ما تختبره سيئاً للأسف. وثّقت دراسة نُشرت أخيراً حالة غير اعتيادية من صداع الرعد (نوع حاد جداً من الصداع يكون خطيراً غالباً) نشأت على ما يبدو نتيجة تناول فلفل «كارولاينا ريبر».

أشرف على وضع تقرير الدراسة الدكتور ساتيش بودولا من مركز باسيت الطبي في كوبرزتاون.

انقباض الشرايين

أفاد الدكتور بودولا وزملاؤه بأن رجلاً في الرابعة والثلاثين من عمره لا يعاني مشاكل صحية وصل إلى غرفة الطوارئ في أحد المستشفيات وهو مصاب بنوبة من «صداع الرعد»، ذلك عقب تناوله قرن فلفل كارولاينا ريبر في مسابقة للفلفل الحار.

شملت أعراضه اختلاجات تقيؤ جافة من دون خروج أي قيء تلاها ألم حاد في العنق ومنطقة الفص القذالي في الدماغ. وفي الأيام التالية، ظل يعاني نوبات صداع الرعد دامت كل منها بضع ثوان، إلا أنها سببت له ألماً مبرحاً.

يُعتبر النزف تحت العنكبوتية سبب صداع الرعد الأكثر شيوعاً. أما أفضل طريقة لتشخيصه، فتقوم على إجراء مسح للدماغ بالتصوير المقطعي المحوسب.

ولكن في حالة هذا الرجل، لم يكشف تصوير الأوعية المقطعي المحوسب أي تمدد في الأوعية. على العكس، أظهرت عملية المسح تقلص الشرايين في دماغ المريض. لذلك شخّص الأطباء إصابته بـ«صداع رعد» ناجم عن متلازمة تضيّق الأوعية الدموية الدماغية القابل للعكس».

تؤدي هذه المتلازمة إلى تضيّق مؤقت في الأوعية، وتلي هذا التأثير غالباً الإصابةُ بصداع رعد. يوضح الأطباء في تقرير الدراسة أن حالات كثيرة من متلازمة تضيق الأوعية الدموية الدماغية القابل للعكس لا تنجم عن سبب واضح، إلا أنها قد تكون تأثيراً جانبياً لعدد من أنواع الأدوية والمخدرات. من حسن حظ هذا الرجل أنه تعافى بسرعة وزالت الأعراض من تلقاء ذاتها. وفي غضون خمسة أسابيع، خضع مجدداً لتصوير مقطعي أظهر أنه يتمتع بشرايين طبيعية.

تضيق الأوعية القابل للعكس

هذه أول مرة يُربط فيها تناول الفلفل الحار بمتلازمة تضيق الأوعية الدموية الدماغية القابل للعكس، كما يشير معدو الدراسة. لكنهم ينبهون إلى أن تناول فلفل كايان رُبط سابقاً بتضيّق الشريان التاجي والنوبات القلبية.

لذلك استخلص الباحثون: «من الضروري أخذ متلازمة تضيق الأوعية الدموية الدماغية القابل للعكس في الاعتبار عند تشخيص حالة المرضى الذين يطلبون الرعاية الطبية بسبب معاناتهم صداع الرعد عقب تناولهم فلفل كايان، الذي يُشكّل مادة نشيطة وعائياً».

يضيف الأطباء: «يجب اعتبار متلازمة تضيق الأوعية الدموية الدماغية القابل للعكس سبباً محتملاً لصداع الرعد بعد استبعاد معظم الأسباب الشائعة، خصوصاً النزف تحت العنكبوتية».

إذاً، يجعل تناول فلفل كارولاينا ريبر تشوش الرؤية والحاجة الملحة إلى دخول الحمام، اللذين يختبرهما البعض عند استهلاك فلفل شديد الحرارة، يبدوان عارضين بسيطين.

في مطلق الأحوال، لا تخض تجربة مماثلة، مهما كانت شدة حرارة الفلفل. أما مَن يعشقون المشاركة في مباريات تناول الفلفل الحار، فليقارنوا أولاً الجائزة المالية التي قد يحصلون عليها بالكلفة التي تتكبدها شرايينهم.

back to top