النوبات القلبية... الأسباب والعواقب

نشر في 15-04-2018
آخر تحديث 15-04-2018 | 00:00
No Image Caption
ربما سمعتَ عن صفات متنوعة للنوبات القلبية، بدءاً من النوبات «الخفيفة» وصولاً إلى النوبات «القوية» أو حتى نوبة «الترمّل» التي تحمل اسماً ينذر بالسوء. لكن قد تنتج هذه المصطلحات كلها شيئاً من الارتباك والقلق. لا تنجم النوبات القلبية عن انسداد الشرايين بالضرورة، وحتى أصغرها قد يترافق مع عواقب حادة.
من الناحية الإيجابية، ينجو معظم الناس الذين يصابون بنوبة قلبية. لكن من الناحية السلبية يقول الدكتور جيمس جانوزي، طبيب قلب في مستشفى «ماساتشوستس» العام التابع لجامعة هارفارد: «قد تكون أية نوبة قلبية قاتلة، بغض النظر عن قوّتها أو مكان وقوعها في القلب». يتحدث جانوزي أيضاً عن اللغط السائد وسط الرأي العام بشأن طبيعة النوبات القلبية.

الفرق بين النوبة والسكتة

يتعلق أبرز سبب للارتباك السائد على الأرجح بالفرق القائم بين النوبة القلبية والسكتة القلبية. تُعرَّف النوبة القلبية (أو ما يسمّيه الأطباء احتشاء عضلة القلب) بالضرر الذي يصيب جزءاً من عضلة القلب بسبب تدفق كمية غير مناسبة من الدم إلى تلك المنطقة.

يقع النوع الأول من النوبات القلبية بسبب انسداد أحد شرايين القلب غالباً. تحصل هذه الانسدادات عموماً حين يتمزق الكيس المليء بالكولسترول على طرف الشريان، فتتشكّل جلطة وتسدّ الوعاء الدموي. لكن بدأ عدد إضافي من الأطباء يعترف بأن نسبة كبيرة من النوبات القلبية تنجم عن اختلال التوازن بين إمدادات الدم ومستوى الحاجة إليه.

فيما تتعلق النوبة القلبية بانسداد الشرايين، ترتبط السكتة القلبية بمشكلة كهربائية، أي حين يختلّ عمل النظام الكهربائي في القلب، ما يجعله يخفق بوتيرة متسارعة وعشوائية أو قد يتوقف عن الخفقان نهائياً. حين لا يصل الدم إلى الدماغ والرئتين وأعضاء أخرى، سيلهث الشخص أو يتوقف عن التنفس ولا يعود يتجاوب لثوانٍ.

تُعتبر النوبة القلبية سبباً شائعاً للسكتة القلبية، لكن لا يؤدي معظم النوبات إلى سكتة قلبية. تبرز أسباب محتملة أخرى للسكتة، من بينها قصور القلب، وتشكّل جلطة في الرئتين، واختلال حاد في توازن البوتاسيوم أو معادن أخرى في الدم، وجرعة زائدة من المخدرات، وضربة على الصدر.

ما النوع الثاني من النوبات القلبية؟

يقع النوع الثاني من النوبات القلبية عندما لا يتطابق حجم إمدادات الدم مع حاجة الجسم إليه. على سبيل المثال، قد لا يتمكن الشخص من ضخ كمية كافية من الدم لتلبية حاجات القلب إلى الأوكسجين إذا كانت شرايينه متضيّقة بسبب مرض في القلب، أو إذا أصيب بنزف داخلي، أو كان ضغط دمه منخفضاً جداً.

أو يمكن أن تقع مشكلة أخرى: إذا تسارعت ضربات قلب الشخص بدرجة كبيرة أو ارتفع ضغط دمه كثيراً، قد تفوق الحاجة إلى الدم مستوى الإمدادات المتاحة. المشكلتان أكثر شيوعاً لدى الأشخاص الذين يدخلون إلى المستشفى بسبب إصابتهم بمشاكل قلبية أخرى إلى جانب مرض القلب.

قد يحصل النوع الثاني من النوبات القلبية أيضاً لدى غير المصابين بمرض في القلب. عموماً، تكون هذه الفئة أصغر سناً وتتمتع بصحة أفضل، لذا يزيد احتمال نجاتها. أحياناً، ينقبض أحد شرايين القلب مؤقتاً. تُعرَف هذه الحالة بتشنّج الشريان التاجي. كذلك يتعلق سبب نادر للنوبات القلبية بتمزق جدار شريان القلب أو ما يُسمّى تشريح الشريان التاجي العفوي.

ما أهمية حجم النوبة؟

يسبّب بعض النوبات القلبية أضراراً أكثر من غيره. خلال النوبة، توحي مستويات بروتين التروبونين الذي تطلقه عضلة القلب المتضررة في الدم بخطورة الحالة. ثم يمكن أن يكشف تصوير القلب بالموجات فوق الصوتية (تخطيط صدى القلب) حجم الضرر. يوضح الدكتور جانوزي: «تؤدي النوبة القلبية الكبرى إلى إضعاف قوة الضغط في عضلة القلب بدرجة ملحوظة».

يشير مصطلح «الترمّل» إلى النوبة القلبية الناجمة عن انسداد بالقرب من أعلى الشريان الهابط الأمامي الأيسر (إنه الشريان الأساسي الذي يوصل الدم إلى الجهة الأمامية من القلب). لكن لا تكون هذه النوبات القلبية قاتلة بالضرورة بل يمكن أن تكون النوبات التي تشمل شرايين أخرى مميتة.

ما العمل عند التعرّض لأزمة قلبية؟

اتّصل برقم الطوارئ فوراً إذا أصبتَ أو أصيب شخص بالقرب منك بأعراض النوبة أو السكتة القلبية. أبرز أعراض النوبة القلبية الشائعة ما يلي:

• ضغط مزعج أو ضيق أو ألم في الصدر.

• ألم أو انزعاج في الذراع أو الظهر أو العنق أو الفك أو المعدة.

• ضيق تنفّس.

• غثيان أو تقيؤ مفاجئ.

• دوخة أو دوار.

تعب غير مألوف.

تتعدد مؤشرات السكتة القلبية، أبرزها فقدان القدرة على التجاوب فجأةً والتنفس بشكل غير طبيعي. طبّق الإنعاش القلبي الرئوي باستخدام اليدين فقط حتى وصول المساعدة.

back to top