الماجدي: التعصب الديني أحد أسباب ضعف المجتمعات
خلال محاضرة «غربة الحضارات الشرقية في العصر الحديث»
استضافت ندوة «حديث الاثنين» في مركز جابر الأحمد الثقافي، أمس الأول، محاضرة بعنوان «غربة الحضارات الشرقية في العصر الحديث» للأكاديمي العراقي أستاذ التاريخ القديم د. خزعل الماجدي.وأعرب الماجدي عن سعادته بزيارته الكويت للمرة الأولى، بدعوة من مركز جابر الأحمد الثقافي، لإلقاء محاضرة تسعى للإجابة عن أسباب تراجع الحضارات الشرقية في العصر الحديث.وأضاف: «رغم أن الحضارات الشرقية القديمة كانت بمثابة النواة لتأسيس الحضارات الإنسانية، فإنها أصبحت غريبة، وذلك في ضوء التقدم الهائل الذي قطعته الحضارة الغربية».وأوضح أن «المحاضرة سعت كذلك إلى طرح حلول وطرق تفادي هذا الخمول، والعودة لإنتاج حضارات قادمة في المستقبل، وإعادة النظر في طريقة تفكيرها».
ثلاثة أقسام
وقدَّم الماجدي محاضرته على ثلاثة أقسام، بدأها بمقدمة في علم الحضارة وعلمائها وأنواعها، معرفا مفهوم الحضارة والثقافة، ثم حديث عن مرحلة الصراع بين حضارتي الشرق والغرب، وأخيرا غربة الحضارة الشرقية في الوقت الراهن.وتطرق للعديد من الحضارات الإنسانية المتعاقبة وتطورها منذ نشأتها، مرورا بمرحلة ازدهارها وتمددها الجغرافي، وصولا إلى مرحلة الانكماش والاضمحلال في نهايتها.واستعرض مكامن الخلل في المجتمعات الغربية سابقا، وما تضمنته من سلبيات، تمثلت في النزعات القومية والتعصب الديني، وغيرها من الأمور التي تضعف المجتمعات، إذ تطرق إلى تمكن الغرب من التخلص من هذه الآفات المجتمعية، ومن ثم تسيده الحضاري في الوقت الراهن، مقابل تراجع الحضارة الشرقية.واختتم الماجدي محاضرته باستعراض للمشكلات الكامنة في ضعف دور الريادة الشرقية بالمنطقة، والتي أرجعها إلى عوامل عدة، منها الجغرافية والتاريخية والسياسية والاجتماعية والدينية، مرورا بالعوامل النفسية والمادية والتربوية والأخلاقية، والتي يراها المشكلة التي شكلت بداية انهيار الكيان الحضاري الشرقي، لافتا إلى وجوب الاستفادة من التاريخ وقراءة العصور السابقة، ونبذ التعصب، بغية التقدم والازدهار.علوم وتاريخ الأديان
د. خزعل الماجدي أكاديمي وباحث في علوم وتاريخ الأديان والحضارات والأساطير حاز شهادة الدكتوراه في التاريخ القديم من معهد التاريخ العربي والتراث العلمي للدراسات العليا في بغداد عام 1996، وله أكثر من 45 مؤلفا في تاريخ الحضارات والأديان، وشارك في العديد من المؤتمرات الفكرية والثقافية والإعلامية، وقدم خلال مسيرته أكثر من 60 محاضرة فكرية وثقافية حول العالم.