حلمي التوني يعزف على أوتار الطبيعة ورموز الفن الشعبي

• معرضه الجديد بعنوان «ليه يا بنفسج»

نشر في 08-04-2018
آخر تحديث 08-04-2018 | 00:00
حلمي التوني في معرضه
حلمي التوني في معرضه
شهد غاليري «بيكاسو للفنون» في القاهرة أخيراً، معرضاً تشكيلياً للفنان حلمي التوني بعنوان «ليه يا بنفسج» مركزاً فيه على مفردات الحياة اليومية والرموز الشعبية.
ضمّ معرض «ليه يا بنفسج» للفنان حلمي التوني نحو 40 لوحة، تنوعت بين البساطة المبهجة والعمق الحزين، لتتمثل في مخيلة الرائي مقطوعة من أغنية «ليه يا بنفسج بتبهج وانت زهر حزين».

تلفتنا عيون الفلاحات الجميلة التي تخفي في طرفها حزناً ما، ومشاهد من الطبيعة وقد توارت خلفها أسرار وطلاسم، فتعكس اللوحات معاني عميقة تلامس الوجدان ببساطة، يفعلها التوني ببراعة ومهارة، وحرية هائلة وقدرة على المغامرة والتجريب المنطقي المحسوب الواعي.

شعبية

حول تفسيره البساطة في تركيب لوحاته، وقدرته على مخاطبة المتلقين رغم أن أعماله محملة بكثير من القيم الجمالية والتعبيرية، قال التوني لـ«الجريدة»: «ربما يعود ذلك إلى الغوص في مفردات الحياة التي يلمسها المواطنون، والسعي الدائم إلى معرفة رموز الفن الشعبي ودمجها مع هذة المفردات، لا سيما التي يعيشها أبناء الطبقة الوسطى».

رؤية التوني تفسر الإقبال الكبير والشعبية الهائلة التي تتمتع بها أعماله وجعلت منه حالة مميزة في الفن المصري الحديث، إذ أبدع في استلهامه الفن الشعبي لينتج عملاً مبتكراً، وفي الوقت نفسه مسايراً للقواعد والأسس الأكاديمية.

وتعد لوحات التوني، حسبما صرّح زائرو المعرض، نقطة ارتكاز بين الزمان والمكان، إذ تعكس المشاهد الحياتية فيها والملامح المألوفة للمرأة الشعبية والمفردات المتنوعة رؤية واقعية جوهرية معبرة لجزر الحياة بملامحها ومشاعرها وبهجتها، وتلامس أصل الوجود بتعبير فردي خالص يجمع بين رؤية الفنان والشخصية المصرية.

وقال التشكيلي أحمد عبد الجواد إن عناصر تكوّن اللوحة لدى التوني تدور بأسلوب شعبي، إن صح التعبير، فينتقل من هارمونية اللون ومن التحوير عن الطبيعة المباشرة إلى استلهام الرسوم الشعبية مقدماً بما يوازيها من موضوعات رمزية فرحة ممتلئة بالنساء، المحاطات بالزهور.

شفرة التوني

الفنان حلمي التوني تشكيلي مصري متخصص في التصوير الزيتي. ولد عام 1934 وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم ديكور مسرحي ودرس فنون الزخرفة والديكور ويستند في أعماله إلى استخدام عناصر الطبيعة والكائنات في التراث الشعبي وإبراز تحولاتها، مع إضافة رموزه الخاصة، كذلك يجمع بين الرموز الشعبية في تشكيلات خاصة به لتحقيق الغرض نفسه والمعنى ذاته، وهو يغوص داخل الظاهرة الطبيعة لهذه الأشكال يحمل معنى أعمق من شكلها الواضح ومعناها الظاهري ويستعملها كشفرة يترجمها جمالياً للتعبير عن آراء اجتماعية وأفكار عصرية.

عاش التوني بين القاهرة وبيروت وأقام معارض محلية وعالمية عدة وحصل على جوائز كثيرة من بينها جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لمدة ثلاث سنوات 1977-1979، وجائزة معرض بولونيا لكتاب الطفل عام 2002. كذلك أصدر كتباً وملصقات للأطفال نشرت بلغات عدة بواسطة المنظمات التابعة للأمم المتحدة.

back to top