باراسيتامول أو إيبوبروفين أو أسبرين... أي مسكّن هو الأفضل؟
نحتفظ جميعاً في أدراجنا بهذه الأقراص التي تخفف أكثر الأوجاع شيوعاً. لكن هل نجيد استعمالها بالشكل الصحيح؟
من الشائع أن يأخذ الأشخاص الذين يصابون بنوبات متكررة من الصداع أو وجع الظهر كميات كبيرة من المسكّنات. على المدى الطويل، سيعتاد الجسم على تلك الأدوية وسيصبح بحاجة إلى أخذ جرعات إضافية. حتى أن بعض الأشخاص يقدم وصفات قديمة إلى الصيدلي لشراء الأدوية أو يختار منتجات قوية تحتوي على الترامادول أو مسحوق الأفيون أو الكوديين علماً بأن هذه الأصناف قد تتفاعل بطريقة سلبية مع مسكنات الألم التقليدية. يسعى المرضى بذلك إلى استرجاع الراحة بأسرع طريقة ممكنة، لكنهم لا يأخذون بالضرورة المنتج المناسب. ما لم تُعالج أوجاع الظهر أو الألم المرافق للصداع النصفي سريعاً، قد تصبح الأوجاع مزمنة وأكثر تعقيداً.
الحمل... فترة شائكة
لا تعرف غالبية النساء مسكنات الألم التي تناسبهنّ. لكن تزيد أعداد الدراسات التي تحذّر من استعمال مسكنات الألم خلال فترة الحمل. تبيّن أن دواء الباراسيتامول قد يكون مسؤولاً عن بعض التشوهات لدى الجنين أو عن اضطرابات عصبية في نموه. أما الإيبوبروفين، فيبدو أنه قد يسبب اضطراباً في عمل الغدد الصماء، حتى أنه قد يؤثر سلباً في الجهاز التناسلي لدى الذكور تحديداً. لا بد من التأكد من استنتاجات هذه الدراسات لكن يبقى الحذر واجباً بانتظار النتائج الجازمة.
أفضل الاستراتيجيات
لا داعي لمعالجة أي شكل من الألم بالأدوية. ثمة أوجاع تختفي من تلقاء نفسها أحياناً، وقد تكون كمادة الثلج أكثر فاعلية من مسكنات الألم في بعض الحالات ومن دون أن تعطي آثاراً جانبية!الصداع
الباراسيتامول أول دواء يمكن اللجوء إليه لمعالجة الصداع. يمكنك أن تبدأ بأخذ 500 ملغ في المرحلة الأولى ويمكن زيادة الجرعة لاحقاً بشرط ألا تتجاوز الأربعة غرامات يومياً. لكن إذا لم يُعالَج الصداع القوي وغير المألوف بدواء الباراسيتامول، فمن الأفضل أن تتخلى عنه وتستشير طبيبك.يُعتبر الصداع النصفي حالة خاصة: يتركز هذا الألم على جانب واحد من الرأس ويترافق أحياناً مع شعور بالغثيان. عموماً، يمكن تخفيف حدة الصداع النصفي بدرجة إضافية من الفاعلية عبر أخذ مضاد للالتهاب. تبلغ الجرعة المثالية 400 ملغ من الإيبوبروفين. لضمان فاعلية العلاج، يجب أن يُؤخذ قرص الدواء في أبكر وقت ممكن، منذ بداية النوبة. إذا ظهرت الأعراض مجدداً، يمكن أخذ جرعة أخرى لكن بعد مرور ثماني ساعات. تبرز علاجات خاصة بالصداع النصفي لكن لا يمكن الحصول عليها إلا بوصفة طبية، من بينها مضاد الالتهاب كيتوبروفين الذي يتمتع بمفعول أقوى من الإيبوبروفين و/أو أدوية التريبتان.أوجاع المفاصل
لاستهداف نوبات الفصال العظمي ذات الطابع الالتهابي، من المنطقي أن تُجرّب في المقام الأول الإيبوبروفين. يمكنك أن تأخذ الباراسيتامول أيضاً لكن تُشكك دراسات حديثة بفاعليته في حالات مماثلة. يُشار إلى أنه غير مناسب لمعالجة الأوجاع الحادة. يمكن أن تتنقل بين الإيبوبروفين والباراسيتامول أيضاً لتقريب الفترات الفاصلة بين مواعيد أخذ الأدوية بشرط عدم تجاوز الجرعات اليومية الموصى بها. لكن لن يكون هذا الحل دائماً. في مطلق الأحوال، يجب ألا تؤخذ هذه الأدوية لأكثر من أسبوع من دون استشارة الطبيب.ألم أسفل الظهر
سيساعدك دواء الباراسيتامول على تحمّل الألم عند تشنّج منطقة أسفل الظهر لكن لن يكون هذا العلاج كفيلاً بتقليص نوبات الألم. إذا فشل الباراسيتامول، يمكنك أن تُجرّب الإيبوبروفين لكن لا تأخذ في الوقت نفسه أي نوع آخر من مضادات الالتهاب، بما في ذلك الأسبرين. في مطلق الأحوال، يجب ألا تتوقف عن التحرك لأن الحركة أول علاج فاعل. في المقابل، تؤدي قلة الحركة إلى تفاقم مشكلة ضعف العضلات، ما يزيد حدة الألم. يمكن أن يتجدد الألم أيضاً أثناء المشي لكنه يخفّ عموماً بعد قطع ثلاث أو أربع خطوات.دورة شهرية مؤلمة
يكون دواء الإيبوبروفين غالباً أكثر فاعلية من الباراسيتامول في هذا المجال. يمكن أخذه تزامناً مع مضاد للتشنجات مثل سباسفون الذي يُباع بلا وصفة طبية. لكن إذا كان الألم قوياً جداً، يمكن أخذ مضادات التهاب، خصوصاً مثل البونستيل والأنتاديس خلال أول يومين من الدورة الشهرية. لكن تتطلب هذه الأدوية وصفة طبية.أوجاع الأسنان
لا بد من توخي الحذر عند أخذ مضادات الالتهاب لمعالجة أوجاع الأسنان لأن هذه الأدوية تؤدي إلى تفاقم الالتهاب الكامن وراء معظم مشاكل الأسنان. لذا من الأفضل أن يُعالَج الألم بدواء الباراسيتامول بكل بساطة قبل استشارة طبيب الأسنان.حمّى وألم في أعضاء الجسم
لا داعي لمحاولة تخفيض حرارة الجسم بشكل عاجل لأن الحمى وسيلة دفاعية يستعملها الجسم للاحتماء من أية عدوى محتملة. لكن حين يعجز الشخص عن تحمّلها، يجب أن يأخذ الباراسيتامول في المقام الأول بشرط ألا يتخطى العلاج عتبة الثلاثة أيام. تتوقف طبيعة العلاج على حالة كل مريض. لا تتردد في استشارة الطبيب إذا بلغت الحمى 40 درجة مئوية واستمرت ثلاثة أيام.التواء المفاصل
يمكن التحكم برد الفعل الالتهابي الذي يظهر بعد أي اصطدام قوي عبر دواء الإيبوبروفين إذا لم يكن الالتواء حاداً جداً. أو يمكن تدليك منطقة الألم بمرهم مضاد للالتهاب بعد استشارة الطبيب. لكن تبقى كمادة الثلج أفضل علاج لتسكين الألم. لن يكون الامتناع عن التحرك حلاً فاعلاً بالضرورة، بل يشكّل المشي تزامناً مع وضع مِشدّ على الكاحل أو الركبة عند الحاجة جزءاً من مسار التعافي أحياناً.وجع البطن
لمعالجة التشنجات، لا يوصي الأطباء بدواء الإيبوبروفين لأن مضادات الالتهاب قد تعطي مفعولاً مضرّاً على مستوى الجهاز الهضمي ولا يمكن أخذ هذه الأدوية طبعاً في حال الإصابة بقرحة في المعدة. من الأفضل إذاً الاكتفاء بالباراسيتامول مع أحد مضادات التشنج من نوع سباسفون.ألم الحلق
يخفف الباراسيتامول الانزعاج في الحلق. أو يمكن أخذ أقراص مصّ تحتوي على مخدّر موضعي من نوع ليدوكاين. لكن لا بد من توخي الحذر عند أخذ مضادات الالتهاب لأنها لم تُثبت بعد تفوّقها على العلاجات الأخرى لمعالجة الخناق الصدري أو التهاب البلعوم. قد تؤدي هذه الأدوية إلى تفاقم الأمراض الالتهابية.اختبار: قيم نزعتك إلى أخذ مسكنات الألم
هذا الاختبار مثبت علمياً لتقييم الميل المفرط إلى أخذ المسكنات القوية من نوع المواد الأفيونية. أجِبْ بـ{نعم» أو «لا» عن الأسئلة التالية:1- هل يمكن أن تأخذ جرعة دواء تفوق تلك التي أوصاك بها طبيبك؟2- هل تشعر أحياناً بالراحة أو بالنشوة بعد أخذ مسكّن الألم؟3- هل يمكن أن تُجدّد علاجك في مرحلة أبكر مما ينبغي؟4- هل يمكن أن تأخذ أدويتك بوتيرة تفوق وصفة الطبيب (ما يعني أن تُقصّر الفترة الفاصلة بين مواعيد أخذ الدواء)؟5- هل يمكن أن تأخذ المُسكّنات لمجرّد أنك تشعر بالانزعاج أو للتمكن من مواجهة مشاكل أخرى عدا الألم؟6- هل حصل يوماً أن استشرتَ أكثر من طبيب أو اتصلتَ بقسم الطوارئ للحصول على مسكنات الألم؟احتساب النتائج
كل إجابة «نعم» تساوي نقطة (1)، وكل إجابة «لا» لا تساوي أية نقطة (صفر).يسمح مجموع النقاط (بين صفر و6) باحتساب معدّلك.يشير المجموع الذي يساوي نقطتَين وما فوق إلى سوء استعمال الأدوية. في هذه الحالة، لا تتردد في استشارة طبيبك.
كمادة الثلج تكون أكثر فاعلية من مسكنات الألم في بعض الحالات