ما بين الغرب والشرق!

نشر في 02-04-2018
آخر تحديث 02-04-2018 | 00:18
 صالح القلاب هناك "حرب باردة"، بكل معنى الكلمة، تحتدم الآن بين المعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة، والمعسكر الشرقي بقيادة روسيا الاتحادية، وكأن الأمور عادت للوراء نحو ربع قرن وأكثر. والخوف، كل الخوف، أن تنزلق قدم إحدى الدولتين الرئيسيتين في هذا الصراع "البارد"، فتشتعل نيران حرب حقيقية في إحدى الجبهات الساخنة، فيصبح العالم أمام احتمال جدي لاندلاع حرب عالمية ثالثة بالفعل.. والله يستر، كما يُقال!

كانت محاولة اغتيال الجاسوس الروسي وابنته على يد جهاز المخابرات الروسي، الذي هو امتداد لـ"كي.جي.بي" السوفياتية، التي كانت طويلة الباع في هذا المجال، إن خارجياً أو داخلياً.

والحقيقة أن حرب الاغتيالات للمنشقين عن روسيا الاتحادية اللاجئين إلى بريطانيا تحديداً طالت 11 منشقاً معظمهم من الوزن الثقيل، لكن الأمور لم تصل إلى التوتر الذي وصلت إليه بعد هذه المحاولة الأخيرة.

ولعل ما يزيد هذا التوتر، الذي هو ليس بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة فقط، بل بين الغرب والشرق، أن هناك العديد من الجبهات الساخنة التي قد تشعل إحدى "الشرارات" المنطلقة منها الحقل كله، على غرار ما حدث عشية الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية، حيث بقيت المواجهة الكونية مستمرة من خلال الحرب الكورية والحرب الفيتنامية وانهيارات أوروبا الشرقية، وقبل ذلك حرب قناة السويس، أي الحرب التي شنتها ثلاث دول على مصر عام 1956، هي: بريطانيا وفرنسا وإسرائيل، والتي دخلت أميركا من خلالها الشرق الأوسط من أوسع الأبواب، بوقوفها إلى جانب الاتحاد السوفياتي ضد ذلك العدوان الثلاثي.

الآن هناك بالإضافة إلى المواجهات المحتدمة في سورية، بأشكال وألوان متعددة، بؤر كثيرة مشتعلة في العالم كله، فهناك كوريا الشمالية التي قد تعطِّل روسيا ومعها الصين أيضاً محاولات التفاهم غير المضمون بين رئيسها كيم جونغ أون والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهناك ما تفعله إيران المتسلحة بسيف فلاديمير بوتين من تدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية... وأيضاً الإسلامية، وما تثيره من مشاكل وإشكالات كثيرة في باب المندب، وحتى في العديد من الدول الإفريقية "الرقيقة القشرة"، كما يُقال.

وعليه، فإن السؤال المطروح الآن في الشرق والغرب وفي كل مكان هو: هل التصعيد في هذه الحرب الباردة بين الغرب والشرق التي قد تلتحق بها الصين علناً في أي لحظة "سيفلت" أحد براغيه، كما يُقال، فتندلع حرب عالمية ثالثة يبدو أن معظم عوامل اندلاعها غدت جاهزة، وإن بأشكال متعددة تختلف عن عوامل اندلاع الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية؟!

back to top