معرض الإسكندرية الدولي للكتاب يحتفي برموز التنوير

• بمشاركة 11 دولة عربية وأجنبية... وطه حسين شخصية العام

نشر في 29-03-2018
آخر تحديث 29-03-2018 | 00:00
في قالب تنويري تنطلق الدورة الرابعة عشرة لمعرض الإسكندرية الدولي للكتاب، وتمتدّ بين 31 مارس و9 أبريل المقبل، بمشاركة أكثر من 11 دولة عربية وأجنبية، من بينها الكويت والإمارات والسعودية ولبنان وليبيا والأردن وسورية والولايات المتحدة والصين.
اختار معرض الإسكندرية الدولي للكتاب أحد رموز التنوير عميد الأدب العربي طه حسين ليكون شخصية العام، وتنعقد حوله لقاءات الصالون الثقافي العربي. كذلك يحتفي برمز تنويري آخر هو الأديب يحيى حقي من خلال ندوة فكرية بمناسبة مرور ربع قرن على رحيله. ويحمل المعرض هذا العام شعار «فكر. أدب. فن. إبداع».

تستضيف الفعاليات أكثر من 200 شاعر وقاص في 10 أمسيات و10 ندوات. كذلك تقام قرابة مئة فاعلية فكرية وثقافية وفنية متنوعة، بحضور نخبة كبيرة من المثقفين المفكرين والناشرين من الدول المشاركة. وللمرة الأولى، يشارك الأزهر بجناح خاص، يعرض المؤلفات والبحوث والكتب، كذلك يشارك ممثلون له في بعض الأنشطة الثقافية بما يعكس رغبة إدارة المعرض لتقديم مفهوم تجديد الخطاب الديني من خلال التوافقات والتفاهمات بين المتناقضات.

محاور ولقاءات

تنقسم الفعاليات على ثلاثة محاور، يتناول الأول منها: «مستقبل الثقافة في الوطن العربي»، ويهدف إلى مناقشة الثقافة المستقبلية في العصر الرقمي، فيما يسلط المحور الثاني الضوء على الإبداع والمبدعين من أبناء الإسكندرية، خصوصاً من لم يسلط الضوء عليهم بشكل وافٍ سابقاً. أما المحور الثالث فيدور حول الأدب السيناوي، ملقياً الضوء على تاريخ وتراث سيناء فيناقش التراث الشعري الشعبي، والتراث القصصي، والمشهد السردي، وقصيدة النثر في أرض الفيروز.

كذلك ينظم المعرض ورشة عن «التداوي بالكتابة»، وورشة عمل للأطفال «قصر الحكايات»، وورشة كتابة أدبية بعنوان «هل أنت قادر على كتابة رواية أو قصة؟».

على الصعيد الفني، يشهد المعرض ندوة ثرية عن «الإسكندرية وجماليات الصورة البصرية» وحلقات عن الأراغوز، والساحر، وندوة عن دور الدراما المصرية في معالجة القضايا الاجتماعية.

وقال د. مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية: «يلتقي المفكرون والباحثون في حلقات بحثية لمناقشة مجموعة من الكتب التنويرية والبحوث التحليلية والنقدية الهادفة إلى تشكيل الوعي العربي وإعادة بناء المجتمعات من خلال بحث الظواهر المعاصرة وقضايا الفكر والفلسفة والعلوم. وهذه الكتب تعتمد على استكتاب باحثين أو ترجمة دراسات نوعية مختارة، فضلاً عن الأعمال ذات المنهجية الاستشرافية، في التنظير والتطبيق».

تابع: «وتتسق الكتب مع محاور المعرض، لا سيما مستقبل الثقافة في الوطن العربي والثقافة المستقبلية في العصر الرقمي، كذلك تشارك المكتبة بأكثر من 30 عنواناً جديداً من إصدارتها على رأسها كتاب تذكاري عن الدكتور أحمد زويل وآخر مترجم من الفرنسية عن الدكتور بطرس غالي، كذلك ستقدم موسوعة المزارات الإسلامية في 8 مجلدات».

«مستقبل الثقافة»

في مقدمة الكتب التي يتناولها الباحثون، كتاب «مستقبل الثقافة» للدكتور طه حسين الذي يدور حول ثلاثية الثقافة والمستقبل والوطن، وهي عناصر تشكل هموم الوجدان العربي، فلا نهضة ولا تقدم من دون الاستناد إلى الثقافة. وهي ثقافة وطنية، أي ثقافة الشعب التي تحرك الجماهير وتؤثر في العامة، في مقابل ثقافة النخبة الحاملة للأيديولوجيات السياسية. ويربط الكتاب حسب رؤية طه حسين بين الثقافتين العربية والغربية تأسيساً على ارتباط الأولى بالثقافة اليونانية منذ نشأتها، عن طريق الترجمة وتبني النماذج اليونانية الأفلاطونية أو الأرسطية أو كليهما.

وقد أتت الثقافة اليونانية الرومانية من الشمال، من أثينا إلى الإسكندرية، وجاءت الثقافة الغربية من الشمال من فرنسا إلى الوطن العربي، خصوصاً شمال أفريقيا والشام. وكانت البعثات التعليمية الأولى إلى فرنسا منذ الطهطاوي وقبله الشيخ حسن العطار. وكان عام 1936 هو عام المعاهدة المصرية البريطانية، وكان من شروطها جعل مصر قطعة من أوروبا، والربط بينهما علمياً وثقافياً كمقدمة للربط بينهما سياسياً وعسكرياً.

وفي هذا السياق، يناقش الحضور كتابات حسن حنفي وفلسفته حول ما يسميه الاستغراب، إذ يشير إلى أن مستقبل الثقافة العربية ليس النموذج الغربي بل نقد الغرب وتأسيس علم «الاستغراب». كذلك أسس الغرب علم «الاستشراق» حتى تستيقظ الأنا الشرقية، وتتحول من موضوع للدراسة إلى ذات دارس. ويصبح كل منهما دارساً ومدروساً. وفي هذه الحالة ينجح الحوار بين طرفين متكافئين وليس بين طرف يرى وطرف مرئي. كل منهما نموذج نفسه فتتعدد النماذج وتنتهي أحادية النموذج، كذلك التقليد الذي هو آفة الآفات.

يشار إلى أن معرض الاسكندرية الدولي للكتاب، أهدى دورته العام الماضي إلى اسم الراحل الدكتور مصطفى العبادي، باعتباره صاحب فكرة إصدار نداء دولي تتبناه اليونسكو لإحياء مكتبة الإسكندرية التي كانت مركزاً ثقافياً عالمياً في الحقبة البطلمية. مصطفى العبادي كان عضواً في المجمع العلمي المصري، ورئيس جمعية الآثار بالإسكندرية، وعضو الهيئة الدولية البردية ومركزها بروكسل ببلجيكا، وعضو مجلس إدارة الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، وعضو اللجان التحضيرية لمشروع إحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.

كذلك احتفت الدورة السابقة بتجارب كبار المبدعين في مصر والعالم العربي، وكانت الأديبة الكويتية فاطمة يوسف العلي ضمن التجارب وتحدث عنها كل من الدكتورة زينب العسال، والدكتور عذاب الركابي، وقدّمها الأديب منير عتيبة.

المعرض يحتفي بالأديب يحيى حقي رمزاً للتنوير
back to top