عزّ الدين نجيب يفتح الصناديق المطوية على هموم الناس

• في معرضه الجديد «العيش والحلم»

نشر في 25-03-2018
آخر تحديث 25-03-2018 | 00:00
من اعمال معرض «العيش والحلم»
من اعمال معرض «العيش والحلم»
تشهد دار الأوبرا المصرية في قاعة «الباب سليم» معرضاً تشكيلياً جديداً للفنان عز الدين نجيب بعنوان «العيش والحلم»، يعود فيه إلى بحث المشاعر الإنسانية، واستدعاء صور واقعية من الماضي البعيد، والحنين إلى رحيق العيش في أماكن منسية في القرى والواحات والصحارى، التي طالما بحث فيها عن عبقرية المكان.
اشتمل معرض «العيش والحلم» لعز الدين نجيب على مجموعة منتقاة من أعماله، في مجال فن التصوير، يعرض معظمها مجموعات من الأبنية تتميز بتكوينها المعماري في مناطق النوبة والواحات.

تأتي كل لوحة في المعرض الذي يستمر حتى آخر الشهر الجاري مغلفة بأسلوب يتسم بالسحر والجاذبية ورقة التعبير، عن نموذج الحياة البسيطة في تلك المناطق، كذلك اكتسب بعضها روحاً ساحرة، ورقة من خلال التعبير بالألوان الزاهية الخفيفة واستخدام النور والظل، فضلاً عن وجود العنصر البشري داخل تكوين العمل بشكل أقرب إلى الرمزية. وثمة أعمال حديثة تعبر عن اهتمامه الشديد ببعث الروح في الحِرف المصرية التقليدية.

هموم وأحلام

يحاول الفنان عز الدين نجيب فتح الصناديق المطوية لحياة الناس بهموم عيشهم وأحلامهم الصغيرة، فيراهم بعين الحلم والخيال، عبر ثقافتهم الممتدة ورموزهم السحرية، ويحلق معهم نحو واقعية بلا ضفاف، بعيداً عن الرجعية وعدم مسايرة الحداثة. يحمل هذان المصطلحان، كما يقول الفنان، قيماً إنسانية، تتجاوز الأشكال والأساليب إلى جوهر المعاني الكلية في تعاملها مع الإنسان والعصر، ومن دون هذا التفاعل تظل أشكالاً جوفاء معزولة عن الناس منقطعة عن الواقع والحياة. عز الدين نجيب فنان عاشق لوطنه بكل ما تحمله كلمة عشق من معان.

عن لوحات المعرض المفعمة بالدلالات، ذات القيم الإنسانية الكلية قال عز الدين لـ«الجريدة»: «تعصمني القيم الإنسانية من فقدان الثقة في النفس في واقع مغترب ثقافي، وهي ما يحفظ لي توازني في خضم تيارات الاغتراب، وفي زمن الاهتزاز القيمي «العظيم» في الفن والحياة. وأكّد معرضي «العيش والحرية» لي اليوم، وأنا أستقل القطار مقترباً إلى محطتي الأخيرة، أنني من دون الريشة والقلم أكاد أجن».

تابع: «بعد هذا العمر أجدني الفنان الشاب نفسه الذي كتب في مقتبل حياته، تحديداً عام 1968، قصة «المثلث الفيروزي»، وأبحث عما كان يبحث عنه: عن الأرض والجذور، رغم توالي الخطوب، وتغير الأولويات، وأستولد الحلم من طين الأرض وهمس الحيطان، وأرى الأمل بين طيات الظلمة وغلظة الواقع، وأحلق بأجنحة الحب والحرية».

وحول العودة إلى التراث ذكر: «التراث عندي لا يعني الماضي. ثمة من ينظرون إلى المهتمين بالتراث على أنهم أناس ماضويون، أو رجعيون. لكنني على قناعة تامة بأن التراث يحمل مفاتيح المستقبل. وفي ما يخص الفن، فإن مفهوم ما بعد الحداثة يعني العودة إلى البيئات الشعبية، والمنتج التراثي الذي حققته الجماعات البشرية».

معارض وجوائز

أقام عز الدين نجيب معارض فردية وجماعية وخارجية في مختلف دول العالم، وأصدر كتباً عدة من بينها «فجر التصوير المصري الحديث»، و«أنشودة الحجر»، وأصدر موسوعة الفنون التشكيلية من ثلاثة أجزاء، وحصل على الجائزة الأولى في النقد الفني من المجلس الأعلى للثقافة، وجائزة الدولة التقديرية في الفنون.

back to top