المهرجانات السينمائية في مصر تتداخل زمنيّاً والمواعيد غير مناسبة

نشر في 23-03-2018
آخر تحديث 23-03-2018 | 00:00
جانب من افتتاح أحد المهرجانات
جانب من افتتاح أحد المهرجانات
تشهد الساحة السينمائية المصرية خلال شهرين فقط من العام زخماً من المهرجانات لدرجة أن يومين أو ثلاثة أيام تفصل بين مهرجان وآخر، فنتابع خلال فترة قصيرة خمسة مهرجانات في خمس مدن مصرية مختلفة.
أقيم مهرجان أسوان السينمائي في دورته الثانية بين 20 و26 فبراير الفائت، في مدينة أسوان جنوب مصر، وحقّق نجاحاً ملحوظاً لوجود ثلاثة أفلام مصرية في المسابقة الرسمية، بالإضافة إلى حضور الشباب الأسواني المميز في الفعاليات والورش.

تزامناً معه افتتح المركز الكاثوليكي للسينما الدورة السادسة والستين من مهرجان المركز الكاثوليكي بمشاركة سينمائية كبيرة من الأفلام المصرية، واستمر من 23 فبراير إلى الثاني من مارس الجاري، وشارك عدد كبير من نجوم السينما المصرية في الافتتاح والختام والفعاليات.

وبمجرد انتهاء المهرجان الكاثوليكي، بدأت الدورة الثانية من مهرجان شرم الشيخ السينمائي في الثالث من مارس واستمرت فعالياته حتى التاسع منه، ولكن لم يحقق المهرجان المردود المنتظر منه، فيما تميّز بوجود أفلام كثيرة في المسابقات الرسمية.

تُقام راهناً فعاليات الدورة السابعة من {الأقصر للسينما الأفريقية}، ويرعاه رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي نظراً إلى دور المهرجان في فتح سبل التعاون مع المصريين في أفريقيا، خصوصاً بعد الابتعاد عنهم في الفترة الماضية، وتحضر مجموعة كبيرة من شباب الدول الأفريقية الورش الخاصة بصناعة الفيلم وتتولاها مجموعة مميزة من رواد السينما، على رأسهم المخرج خيري بشارة.

وخلال أيام قليلة، مع الثلث الأول من أبريل المقبل، تبدأ دورة جديدة من مهرجان الإسماعيلية للأفلام الوثائقية والتسجيلية بمشاركة مئات الشباب وبدعم رئيس من المركز القومي للسينما، برئاسة الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزيرة الثقافة ورئيس المركز.

ومن المتعارف عليه أن فكرة المهرجانات السينمائية مطلوبة ويرى الجميع ضرورة دعمها، لكن ثمة ملاحظة مهمة وهي تجمع ثلثي مهرجانات مصر في فترة زمينة قصيرة جداً، فهل يصبّ ذلك في صالح المهرجانات أم يؤدي إلى حالة من التشبع منها؟

رأي النقد

قال الناقد السينمائي نادر عدلي إنه متعجب من السر وراء اختيار هذه المواعيد للمهرجانات المتتابعة، خصوصاً أنها تتزامن مع الموسم الدراسي في مصر، علماً بأنها ليست خاصة بالشباب فحسب بل مرتبطة بأولياء الأمور أيضاً، ما يبعدهم عن مشاهدة الأفلام المشاركة. من ثم، يؤكد ذلك أن مشاهدة الجمهور للأفلام ليست في الخطط الفعلية لهذه التظاهرات وليست من أولويات المنظمين.

وأضاف عدلي أن المواعيد الراهنة مزعجة لدرجة أن رؤساء المهرجانات أقاموا اتحاداً يُسمى {اتحاد المهرجانات} لتنظيم الأمر، وهو اعتراف ضمني منهم بأن ثمة خطباً ما، وأن فكرة إقامة ثلاثة مهرجانات في أقل من شهر غريبة، لدرجة أن المواطن العادي المتابع من خلال القراءة يسأل عن الفرق بين كل مهرجان وآخر!

وتابع الناقد السينمائي: {رغم هذا الكم من المهرجانات، لم نجد مهرجاناً احتفى بوجود فيلم كبير في الفعاليات، كذلك نجم سينمائي، باستثناء مهرجان أسوان حيث حضر الفنان العالمي داني غلوفر.

وطالب عدلي منظمي المهرجانات بإعادة النظر في ترتيب المواعيد، وبأن يكون لكل مهرجان شخصية لافتة تصل إلى دول العالم، فتحرص على المشاركة في الفعاليات، مشيراً إلى أن هذه المهرجانات مفلسة تعتمد على دعم وزارة الثقافة، من ثم شركات الإنتاج الكبرى التي تطلب أموالًا مقابل نسخة العرض تهرب منها، وهي نقطة ضعف واضحة.

وختم كلامه: {يتطلب من الوزارات المعنية إعادة النظر في المهرجانات، وأن تصبح المشاركة الفيلمية، وهي العنصر الأهم فيها، جيدة جداً}.

وأشار الناقد السينمائي محمود قاسم إلى أن ثمة من يفرح بعدد المهرجانات المصرية، وهو أمر مهم ونتمنى أن يكون لدينا ألف مهرجان. لكن السؤال المهم: هل هي مجرد احتفالات تمرّ مرور الكرام ويتبعها احتفال آخر؟ بالطبع لا، المهم في المهرجانات السينمائية أن تتضمن أفلاماً مصرية حديثة وجيدة للعرض}.

وتعجب قاسم من عدم حضور أفلام مصرية في بعض المهرجانات، مثل القاهرة في الدورة الماضية، {فلا بد من أن نحيي السينما المصرية ونسوقها من خلال مشاركة الأفلام في كل دورة}، مشيراً إلى أن ثمة من ينظم المهرجانات من أجل الحصول على الدعم من الوزارات الراعية، ما يفسر انتشار هذه الظاهرة.

كذلك طالب الدولة بالتدخل الفوري ومتابعة المهرجانات وتقييمها، {فلا يجوز أن يشرف على مهرجان مثل شرم الشيخ أشخاص لا يعرفون أي أمر عن السينما، مع غياب أية آلية للمحاسبة}.

ونفى الناقد السينمائي أن يثير تتابع المهرجانات أية مشكلة في حالة واحدة فقط، وهي وجود الفيلم المصري القوي، مشيراً إلى أن مصر تحتمل ألف مهرجان في حالة توفير سبل النجاح لصناعة السينما من أجل الغزارة في الإنتاج، فالمهرجانات تتماشى مع زيادة عدد الأفلام التي تنتجها الدولة.

نهاية العام

تشهد نهاية العام كذلك التتابع في المهرجانات، فخلال شهر ونصف الشهر من نهاية سبتمبر المقبل، حتى أول نوفمبر تستقبل مصر مهرجان الجونة السينمائي، ومهرجان بانوراما الفيلم اﻷوروبي، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي.

back to top