بينيلوبي كروز: مهمتي القيّمة تربية ولدَيّ

• تسعى إلى إيجاد التوازن في حياتها

نشر في 17-03-2018
آخر تحديث 17-03-2018 | 00:00
كانت إطلالاتها نادرة في السنوات الأخيرة... لكن في عام 2018، تعود بينيلوبي كروز (43 عاماً) إلى الشاشة بكامل رونقها بدور دوناتيلا فيرساتشي في مسلسل American Crime Story (قصة جريمة أميركية).
كروز متحفظة غالباً، لكنها كشفت جزءاً من شخصيتها وأخبارها في هذه المقابلة الشائقة...
في استوديو تصوير شاسع في وسط مدريد. قبل دقائق من مقابلة الجميلة السمراء، طلبت مديرة أعمالها كاترينا بايوناس عدم التطرّق إلى أية أسئلة شخصية! هل أصبح هذا المبدأ شعار النجمة المشهورة؟ منذ فترة، يتعرّض الصحافيون للإحراج بسبب هذا المطلب المستجدّ. ما عادوا يعرفون أية مواضيع يمكن مناقشتها مع كروز لأنها تحمل مفهوماً واسعاً وخاصاً عن معنى (الأسئلة الشخصية).

الأمومة

بعدما قررت إبطاء إيقاع مسيرتها المهنية لتكريس نفسها لولدَيها ثم أنهت فيلمَين مع زوجها الممثل خافيير بارديم، كيف يمكن ألا تحمل الأسئلة أي طابع شخصي؟

تغيرت بينيلوبي كروز كثيراً بعدما أصبحت أماً. حتى أنها انسحبت من أجواء هوليوود وجنونها، مبتعدةً عن السجادة الحمراء وأنواع المناسبات كافة. حصرت نشاطاتها المهنية كي تتمكّن من التركيز على مشاريع طموحة تريد تحقيقها من كل قلبها.

في المقام الأول، ترغب كروز في حصر أدوارها تزامناً مع تحسين أدائها. لذا قررت أن تؤدي دور دوناتيلا فيرساتشي الشقراء في المسلسل اللامع American Crime Story الذي بدأ عرضه منذ يناير الفائت. كذلك ستشارك زوجها خافيير بارديم في فيلم Loving Pablo (حب بابلو) الذي يدور حول تاجر المخدرات المعروف بابلو إسكوبار.

يؤدي بارديم دور التاجر، بينما تتقمّص بينيلوبي شخصية الصحافية التي تقع في غرامه.

أخيراً، أنهت كروز للتو تصوير فيلم Todos Lo Saben (الجميع يعرف) للمخرج الإيراني الموهوب أصغر فرهادي. أوضحت في هذا المجال: (يسمح لي أسلوب حياتي راهناً بالتعمق في أدواري إلى أقصى الدرجات. يمكن تقمّص أية شخصية حين يعرف الممثل أن حياةً هادئة ومستقرة تنتظره في المساء، بعد انتهاء التصوير. في الماضي كنت مقتنعة بضرورة أن أُطَعّم أدواري بتجارب شخصية. كنت أخلط بين الأمور. أما اليوم، فأنا أجيد رسم الحدود اللازمة. أعيش بين الخيال من جهة والواقع من جهة أخرى. حين أكون في موقع التصوير، أعطي كل ما لديّ. وحالما يتوقف التصوير، أستأنف حياتي العادية. يناسبني هذا الوضع).

وتكلمت الممثلة الجميلة عن رغبتها في حماية حياتها الخاصة قائلة: (من واجبي أن أحمي ولدَيّ. هما لم يطلبا أن يكونا تحت الأضواء).

بالنسبة إلى كروز، شكّلت ولادة ولدَيها، لونا (4 سنوات) وليوناردو (7 سنوات)، ثورة حقيقية في حياتها. لم تكن تلك التجربة مجرّد حدث تقليدي وسعيد بل كان في حالتها أشبه بزلزال هزّ كيانها بالكامل: (كانت ولادة ولديّ كفيلة بتغيير كل شيء بالنسبة إليّ. كانت لدينا تسعة أشهر للاستعداد لهذه المرحلة. كنتُ أصلاً من نوع الأشخاص الذين يقلقون من الأمور كافة. ما زلتُ أقلق حتى الآن لكن لأسباب مختلفة. كما يحصل مع جميع الأهالي، يتأثر أي قرار عليّ اتخاذه في حياتي اليوم بوجود ولدَيّ. صرتُ أختار مشاريعي المهنية نسبةً لهما، بحسب مكان التصوير ومدته، وبحسب نوع الفيلم أيضاً لأنني لم أعد أستطيع أن أؤدي أي دور أو أوجّه أية رسالة. لديّ مسؤولية كبرى)

على صعيد آخر، شرحت الممثلة الفاتنة أنها كانت تظن في السابق أن مكروهاً لا يمكن أن يصيبها لكنها تظن اليوم أن مكروهاً يجب ألا يصيبها: (يجب أن أتمتع بصحة جيدة وبحياة متناغمة لأنني موكلة بمهمّة قيّمة جداً: تربية ولدَيّ. يمكن أن يصبح الأهل مهووسين بهذه الفكرة...”).

ممثلة مثالية

تسعى كروز بشكل أساسي إلى إيجاد التوازن في حياتها، لكن لا يسهل تحقيق هذا الهدف دوماً إذا كانت المرأة ممثلة. في فيلم Loving Pablo، كان يصعب تصوير بعض المشاهد نظراً إلى قوة الشغف الذي تحمله. كان خافيير بارديم الذي اكتسب الوزن لأداء الدور يضع قطعاً اصطناعية أيضاً كي يبدو وجهه سميناً. عند سؤالها عن شعورها عند الوقوف إلى جانب زوجها الذي يؤدي دور مجرم أسطوري، أجابت: (كنت أقول لنفسي أحياناً إننا سنتجاوز محنة كبرى إذا تمكّنا من إنهاء مشهد معيّن. لكن لا يمكن أن أؤكد أن التمثيل إلى جانب خافيير كان أسهل أو أصعب من الوقوف إلى جانب ممثل آخر. لا فرق بالنسبة إليّ. عند تصوير أي مشهد، كنت أشعر بالمستوى نفسه من التوتر والقلق، وكأنني أشارك لأول مرة في فيلم سينمائي. لا مفر من أن نشعر بحداثة التجربة في هذه المهنة. إنها مغامرة مشوّقة ومثيرة للتوتر في آن).

وراء صورة المرأة السمراء الراقية والفاتنة، تختبئ ممثلة دقيقة ومثالية ومستعدة لأخذ المجازفات من أجل أدوارها. أثناء تصوير فيلمها الأخير مع المخرج أصغر فرهادي، كان يجب أن تحضر سيارة إسعاف بحثاً عنها في المشهد. لقد تقمّصت الشخصية لدرجة أن أُغمي عليها جزئياً: (صغر رجل مبدع! يرغب الممثل في تقديم كل ما لديه من أجله وقد نبالغ في ذلك أحياناً...).

قال المخرج وودي آلن الذي عمل مع كروز في فيلمVicky Cristina Barcelona: (لا يمكنني أن أنظر إلى بينيلوبي مباشرةً. إنها لحظة مُحطِّمة...). وأضاف بيدرو ألمودوفار، أستاذ بينيلوبي الذي قدّم لها أجمل أدوارها: “بينيلوبي امرأة عاطفية جداً. من حسن حظها أنها اختارت مهنة تُمكّنها من التعبير عن تلك العواطف التي تبدو أقوى من أن يتحمّلها الشخص العادي. وإلا كانت لتعاني كثيراً... ربما لا تزال تعاني أصلاً”.

العودة إلى الجذور

هل قررت كروز أن تعود للعيش في بلدها الأم لمواجهة تلك المعاناة إذاً؟ تجيب: “(أحب إسبانيا ومدريد. في الشارع، يبدو الناس منفتحين وودودين. في لوس أنجليس، ثمة مسافة بين الناس بسبب الحاجة إلى التنقل دوماً في السيارات). تعبّر كروز عن حبها للمكان لكنها تعترف أيضاً بحاجتها إلى البقاء بالقرب من والدتها إنكارنا التي تعتبرها قدوتها. كذلك تريد أن تكون بقرب أصدقاء طفولتها وشقيقتها مونيكا التي شاركتها مشروعاً لإطلاق مجموعة ملابس. باختصار، أرادت بينيلوبي أن تعود إلى جذورها بعد سنوات من المغامرة. كانت بدأت مسيرتها المهنية في عمر مبكر، منذ سن السادسة عشرة، في الأعمال التلفزيونية والسينمائية الإسبانية قبل أن تصبح شهرتها عالمية.

تحدثت كروز أيضاً عن تعاونها مع ماركة (لانكوم (قائلة:) حققتُ حلم شبابي حين أصبحتُ وجه (لانكوم). إنه مشروع مهم في نظري ولا أبالغ في هذا القول مطلقاً). اليوم أصبحت أيضاً الوجه الإعلاني للعطر الجديد الذي أصدرته الماركة وقد تولى صديقها المُصوّر نيكو بوستوس مجدداً تصوير الحملة الدعائية.

متصالحة مع ظروفها

تبدو بينيلوبي كروز اليوم متصالحة مع الوضع الذي وصلت إليه. مثل عدد كبير من النساء، تقدّم الممثلة الجميلة كل ما لديها في عملها لكنها تبذل قصارى جهدها في الوقت نفسه لإعطاء الأولوية لولدَيها. حاولت أن تحقق أحلامها ووجدت أخيراً شكلاً من الهدوء والسلام الداخلي في حياتها العائلية وعلاقتها الفنية بمهنتها بعد عودتها إلى بلدها الأم.

قامت بينيلوبي برحلة طويلة قبل أن تستعيد دفء عائلتها وعاشت في خضم مغامرتها أياماً من المجد والشهرة. كل ما تتمناه اليوم أن تعيش حياة مشوّقة لكن هادئة... من دون أن يُطرَح عليها طبعاً أسئلة شخصية!

حققتُ حلم شبابي حين أصبحتُ وجه “لانكوم”
back to top