أنصار نجاد يدعون إلى محاكمة سليماني بتهمة الفساد

• طهران: أوروبا فشلت في إبقاء الاتفاق النووي
• واشنطن: تراجُع استفزازات إيران في الخليج

نشر في 16-03-2018
آخر تحديث 16-03-2018 | 00:03
خامنئي مستقبلاً اعضاء مجلس خبراء القيادة في طهران أمس (ارنا)
خامنئي مستقبلاً اعضاء مجلس خبراء القيادة في طهران أمس (ارنا)
تسبب امتناع قائد "فيلق القدس"، اللواء قاسم سليماني، عن الإدلاء بشهادته في قضية اتهام مساعد الرئيس السابق أحمدي نجاد باختلاس أموال خصصها "الحرس الثوري" لتوزيعها على قادة أفارقة في موجة انتقادات ضده ومطالبات بمحاكمته.
غداة إلقاء الشرطة القضائية القبض على حميد رضا بقائي، المساعد التنفيذي للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، بعد تأييد حكم بسجنه وجلده بتهمه اختلاس أموال تابعة لـ "الحرس الثوري" كان يفترض أن يتم توزيعها على زعماء أفارقة، امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي التابعة لأنصار نجاد بهجمات لاذعة وصلت إلى حد الإهانة بحق قائد "فيلق القدس" اللواء قاسم سليماني، بعد أن امتنع عن الإدلاء بشهادة طالب بها مساعد الرئيس السابق لنفي التهمة الموجه له.

وطالب أنصار نجاد السلطة القضائية بمحاكمة قائد "فيلق القدس" ومساعديه، على اعتبار أن الحكم بإدانة مساعد نجاد ذكر أنه حصل على ملايين الدولارات النقدية دون إيصال ليسلمها إلى قادة أفارقة.

وشارك رحيم مشاعي النائب السابق لنجاد في وقفه احتجاجية أمام السفارة البريطانية في طهران، إلى جانب عدد كبير من أنصاره وحرق حكم المحكمة ضد بقائي، وسط اتهامات بأن الحكم جاء بإيعاز من لندن لرئيسي السلطة القضائية الإيرانية ورئيس السلطة التشريعية الأخوين صادق لاريجاني وعلي لاريجاني.

وتوعد نجاد وأنصاره رئيس السلطة القضائية وقادة "الحرس الثوري" بنشر وثائق تفضحهم أمام الرأي العام إذا ما لم يفرجوا عن بقائي وسحب اتهاماتهم تجاه أنصار الرئيس السابق كلياً.

تصدّ وتصدير

بدوره، أكد المرشد الأعلى علي خامنئي، أمس، خلال استقباله أعضاء مجلس خبراء القیادة، أن بلاده تصدت بنجاح لـ "هجمات الجبهة الأميركية الصهيونية السياسية والمالية والعسكرية والأمنية والثقافية الهائلة"، مشدداً على أن المشكلات الداخلية التي تعانيها إيران "لا يستحيل حلها".

وأشاد خامنئی بمجلس الخبراء الذي يخضع لهيمنة المتشددين، مشددا على أنه "یجسد نموذجا حیا للتلاحم بین الدین والسیاسة".

وجاءت الإشادة بعد أيام من توجيه رئيس المجلس، أحمد جنتي، خلال جلسة أعيد انتخابه فيها لولاية جديدة انتقادات لأداء حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني.

وتطرق إلى "اعتراض البعض على المواجهة القاسية والحرب السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية والأمنية الضروس التي تخوضها إيران في مواجهة الهجمات الشاملة للأعداء"، معتبرا أن "هذا التصور هو نوع من الغفلة، خصوصا أن نفس وجود الجمهورية الإسلامية والحكومة الدينية يدفع الأعداء الى شن الحروب والهجمات"، مضيفا: "القرآن الكريم أوضح مرارا أن جبهة الحق كانت على مر التاريخ في معرض هجمات جبهة الباطل".

وشدد خامنئي على أن "ما هو مهم في هذه المواجهة المستمرة بين الحق والباطل، هو الوعد الإلهي الحتمي المبني على انتصار جبهة الحق".

في موازاة ذلك، رأى المستشار الأعلى للمرشد الإيراني، اللواء سید رحیم صفوي، أن إیران تشكل الیوم "نموذجا مثالیاً للعدالة والحریة لكل المجتمعات المسلمة".

وأضاف المسؤول: "استطعنا من خلال الحوار الثوري أن نكرس ثقافة مقاومة امتدت من إیران إلى المنطقة، وسوریة ولبنان والیمن والعراق".

فشل نووي

وفي وقت تتزايد الصراعات الداخلية بين أجنحة النظام الإيراني، نقل حسين نقوي حسيني، المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان عن كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي قوله إن المحادثات التي تجريها الدول الأوروبية مع الولايات المتحدة لإبقاء الاتفاق لم تنجح حتى الآن.

ونقل حسيني عن عراقجي، أمس، قوله خلال الاجتماع الطارئ للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية أمس الأول إن "التحدي الرئيس للاتفاق النووي في الوقت الحاضر يتمثل في كيفية تعامل الغربيين معه".

وأكد عراقجي خلال الاجتماع أن بلاده التي رفضت "وساطة فرنسية لإصلاح الاتفاق" ستنسحب من المعاهدة المبرمة بينها وبين القوى الكبرى في 2015 في حال نفذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب تهديده بالانسحاب منها بحلول منتصف مايو المقبل في حال لم يتم إدخال تعديلات مشددة عليها تتضمن لجم أنشطة طهران بالمنطقة وبرنامج تسلحها الصاروخي.

وتأتي التصريحات عقب إعلان ترامب الثلاثاء الماضي، تعيين مدير الاستخبارات مايك بومبيو، وزيرا للخارجية، وأبدى الأخير مواقف أكثر تشدداً من مواقف سلفه ريكس تيلرسون تجاه سياسات إيران، وخاصة الاتفاق النووي.

ورأت طهران في إقالة تيلرسون، إشارة إلى تصميم واشنطن على الانسحاب من الاتفاق الدولي حول برنامج طهران النووي.

إفساح إيراني

في سياق قريب، أكد المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية، الكوماندر وليام أوربان، أن القوات البحرية الإيرانية على ما يبدو أوقفت عمداً استفزازاتها لسفن البحرية الأميركية في الخليج العربي في الشهور الأخيرة.

وأضاف أوربان، أنه لم تكن هناك تصرفات "غير آمنة وغير مهنية" من قبل القوات البحرية الإيرانية في الخليج منذ أغسطس 2017.

ورفض أوربان التكهن بسبب التغير في هذا السلوك خلال توقف وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس في البحرين في طريق عودته من أفغانستان ليلتقي مسؤولين حكوميين بارزين وقادة عسكريين أميركيين، لكنه علق بالقول أمس إنه "يبدو أنهم اتخذوا قرارا واعيا لمنحنا مساحة أكبر"، معتبراً أنه "بالتأكيد تغيير في السلوك من جانبهم".

قبل ذلك، كانت السفن الإيرانية تقوم بشكل دوري بالاقتراب من السفن الأميركية بسرعات عالية اعتبرتها الأخيرة استفزازات خطيرة.

من جهة أخرى، أعربت ايران عن ترحيبها بالحوار المرتقب بين الرئيس الأميركي وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، مع "عدم ثقتها" بمواقف وسياسات الولايات المتحدة.

ترحيب إيراني حذر بالحوار بين ترامب وكيم
back to top