الصين تحظر النفاذ إلى «غوغل» و«تويتر» و«فيسبوك» بدءاً من أبريل

تكليف آلاف المختصين بحجب المواقع الخاصة حتى لو كان وسيطها «علي بابا»

نشر في 10-03-2018
آخر تحديث 10-03-2018 | 00:03
No Image Caption
ألغت جهات الرقابة في الصين المئات من الشبكات الخاصة، التي توجه طلبات المستخدم إلى مواقع الشبكات الافتراضية الموجودة على خوادم الشركات المزودة، وتخفي المواقع أو الوجهات الحقيقية للمستخدمين.
ترغب حكومة بكين في إغلاق الشركات الخاصة التي توفر إمكانية النفاذ الى خدمات "فيسبوك" و"يوتيوب" والخدمات الأخرى. وطوال سنوات وفرت آلاف من الشبكات الخاصة للناس في الصين فرص الالتفاف على القيود المفروضة على خدمات الإنترنت وزيارة "فيسبوك"، و"غوغل"، و"يوتيوب"، و"تويتر"، وغيرها من المواقع المدرجة من الحكومة على القائمة السوداء. ولكن ذلك تغير الآن.

وتقول سلطات بكين إنها ستعمد اعتباراً من 31 مارس الجاري إلى إغلاق أو حظر أي مزود لخدمات وتطبيقات الانترنت الخاصة.

وقال صنداي يوكوبيتيس، وهو رئيس الشركة المزودة للشبكات الخاصة غولدن فروغ في أستن، إن لديه فكرة عما يمكن لجهات الرقابة القيام به.

وذكر يوكوبيتيس في يناير 2015 أن حاسوبه حفل بطائفة من أنظمة انذاروشكاوى بالبريد الالكتروني من عملاء صينيين، وقد عطل شيء ما خدمة فايبر في غولدن فروغ عبر حجب مستهدف لعناوين الخادم، ما جعلها غير قابلة للاستخدام في الصين.

وقال إنهم حجبوا "كل الخوادم لدينا في الوقت ذاته". تلك عملية قمع عشوائية، والأمور ازدادت سوءاً منذ ذلك الحين".

وكانت بكين قد شجبت بشكل رسمي عدم استخدام الشبكات الخاصة لخدمتها "غريت فايروول" ويمثل تحديد 31 مارس الحالي موعدا نهائيا مرحلة جديدة في التزامها بعملية ملاحقة واسعة مثل تلك التي تعرض لها يوكوبيتيس قبل ثلاث سنوات.

وتقول الحكومة الصينية انه بحلول نهاية الشهر الجاري سيتعين على الناس في الصين التوقف عن استخدام الشبكات غير المرخصة والتقيد بالقنوات الحكومية المرخصة. ويشكل هذا بنداً رئيسياً في أكبر حملة تقوم بها الصين ضد حرية التعبير في عصر الإنترنت وهي حملة عملت بنشاط خلال السنة الماضية على مراقبة البرمجة التلفزيونية وألعاب الفيديو العنيفة وحتى أنباء المشاهير.

شبكات افتراضية

وألغت جهات الرقابة في الأساس المئات من الشبكات الخاصة التي توجه طلبات المستخدم إلى مواقع الشبكات الافتراضية الموجودة على خوادم الشركات المزودة وتخفي المواقع أو الوجهات الحقيقية للمستخدمين.

وتعرض البعض من أصحاب تلك الشركات للسجن، وخلال فصل الصيف بدأت شركة أبل بإزالة برنامجها على الشبكات الخاصة من النسخة الصينية من "أبل ستور".

ولاتزال فايبر واكسبرس في بي ان ونورد في بي ان، وقلة من الجهات الأخرى تعمل لتخطي الحكومة واستئجار خوادم كلاود إضافية من خدمات أمازون ويب وأمثالها لتحسين خدمات شبكاتها. كما تعمل أيضاً على برنامج يستطيع جعل أنشطة المستخدم تبدو مرخصة، وفي بعض الأحيان عبر استئجار عناوين بروتوكول انترنت كانت تستخدم من قبل خدمات وافقت الحكومة عليها.

لعبة المواجهة

وقال يوكوبيتيس إن عملية المواجهة والدفاع عن قدرة الشبكات الخاصة تزداد حدة. وفي الشهرين الماضيين منع فريقه ست هجمات على غرار فايبر في سنة 2015. وأضاف "كنا نشهد من قبل هجمات كل ثلاثة أو أربعة أشهر".

وقالت روبي غونزاليس، وهي رئيسة الاتصالات لدى شركة نورد في بي ان، التي تتخذ من بنما مقراً لها، إن شركتها شهدت تصعيداً مماثلاً، وهي تتوقع المزيد بعد الموعد النهائي المشار اليه.

وتقوم الحكومة الصينية بتشغيل الآلاف من المختصين من أجل العثور على طرق لإحباط برامج الشبكات الخاصة، وقد بدأت بإجبار شركة تشاينا تليكوم كورب وغيرها من الشركات المملوكة للدولة على حجب أي حركة غير مرخصة للشركات الخاصة تتمكن من رصدها حتى عندما تزور مواقع مصرح بها مثل مول تاوباو أون-لاين الضخم التابع لمجموعة علي بابا القابضة.

وقال هارولد لي، وهو نائب رئيس لدى شركة اكسبرس في بي ان، التي تتخذ بشكل رسمي من الجزر العذراء البريطانية مقراً لها "هذا أسلوب فني جديد وهو مثل على محاولة خفض درجة التجربة على الشبكات الخاصة بحيث تقل إمكانية استخدامك لها".

وتوجد طريقتان رئيسيتان لاكتشاف وحجب خدمات الشبكات الخاصة – وتتمثل الطريقة الأولى في الاشتراك مع مزود والتحقق من العنوان المستخدم ثم الطلب من مزودي الاتصالات لحجبه. وتتمثل الطريقة الثانية في البحث عن حركة الإنترنت لتحديد روابط مع بروتوكولات تشفير. ومثل عربة مدرعة فإن أكثر الشبكات الخاصة أمناً يسهل تعريفها بهذه الطريقة حتى اذا كنت لا تعرف ما يوجد في داخلها على وجه التحديد.

وقال رالف هولز، وهو محاضر عن الشبكات والأمن السبراني في جامعة سيدني "هذا سباق تسلح"، ويضيف أن أداء الحكومة يتحسن في كل يوم.

تكلفة الشبكات

تصل تكلفة معظم خدمات الشبكات الخاصة الريادية الى ما بين 6 دولارات و12 دولاراً في الشهر، والبعض منها يعرض نسخاً مجانية مع سمات أقل. وتدين النوعية المربحة في استمرارها إلى حد كبير إلى توق الجمهور الصيني إلى استخدامها من أجل مشاهدة الرسوم المتحركة المحظورة وقراءة الأخبار المثيرة للجدل، وبلوغ البحوث العلمية على خدمات مثل غوغل سكولار أو ببساطة حماية اتصالاتهم.

وفي وسع المستخدمين وضع شبكاتهم الخاصة على خوادم كلاود التي توفرها خدمات أمازون ويب ومنافسوها. وتستطيع مثل هذه الشبكات الشخصية طرح درجة طفيفة من الحركة بحيث يصعب كشفها واغلاقها، ولكنها أيضاً أكثر تكلفة وتتطلب مستوى أعلى من الخبرة.

وتقول الجهات التنظيمية الرسمية إن شركات معينة –بما فيها تشاينا تليكوم– سيسمح لها بتوفير قدرة وصول إلى الشبكات الخاصة التي تتمتع بموافقة الحكومة بمجرد مرور الموعد النهائي السالف الذكر.

ومثل هذا النظام لن يوفر المستويات ذاتها من الخصوصية والحرية التي اعتاد عليها مستخدمو الشبكات الخاصة، بحسب برايس بولاند، وهو رئيس قسم التقنية الإقليمي لدى شركة الأمن السبراني فاير آي.

ومن المنطقي التعويل –كما يقول– على أن "أبل" و"علي بابا" –وهما عالميتان- ستقومان بأي تسوية هما في حاجة إليها من أجل الاستمرار في العمل في الصين.

وأسهمت حملة الصين في تحسين وضع بقية الشبكات الخاصة، اذ ارتفعت مبيعات نورد في بي ان "بنسب بلغت عدة مئات في المئة" منذ أن بدأت حكومة بكين باستهداف الخدمات الأخرى في الصيف الماضي، بحسب غونزاليس. وقفزت مبيعات غولدن فروغ بمعدل النصف خلال ستة أشهر، وتقول اكسبرس في بي ان انها حققت قفزة بنسبة 50 في المئة في شهر أكتوبر. ولكن ماذا عن المشاركة؟ يقول يوكوبيتيس "إذا لم تمض الأمور إلى الأسوأ، فقد نكون بحاجة إلى التحدث عن بعض مزودي في بي ان، والحصول على تقنيات، ولكننا لم نصل الى تلك النقطة بعد. ومن الأفضل أن تكون بحوزتنا عدة سفن الصغيرة بدلاً من سفينة حربية عملاقة".

back to top