خاص

صفاء عفيفي: الأدب أكثر تأثيراً في الجمهور من الرسم

• ترى أن التشكيل لم يأخذ حقه بعد

نشر في 27-02-2018
آخر تحديث 27-02-2018 | 00:00
تجمع الفنانة صفاء عفيفي بين الفن التشكيلي وكتابة الشعر والقصة، وتتفاعل مع شخصياتها رسماً وإبداعاً أدبياً. تشعر بأنها تعيش معها ومع قصصها، تقول: «أعشق امتزاج الألوان وتكوين ألوان جديدة وأميل إلى الألوان النارية النابضة بالحياة والتفاؤل والإيجابية».
التقتها «الجريدة» في هذا الحوار، الذي تحدثت فيه عن أعمالها التشكيلية والشاعرية، واهتمامها بآراء القراء، لأنهم المقياس الأول للنجاح. وفيما يلي التفاصيل:
كيف يتعانق الشعر والفن التشكيلي لديك، وأيهما كان الأسبق؟

أكتب القصة والشعر بالأساس، وأحب الرسم والتلوين. التحقت بكلية الفنون الجميلة، حيث درست على يد فنانين كبار، أثروا الحركة التشكيلية في مصر، وكان لهم تأثير كبير في تكوين شخصيتي كفنانة تشكيلية. شاركت لاحقاً في معارض جماعية وفردية عدة، وأرى أن الفن التشكيلي تجسيد لوني للكلمات والمشاعر، وتعبير ملموس ومرئي لكل بيت في القصيدة.

ما الذي يحرك مشاعرك ويدفعك لقول ما تريدين؟

أنا شخصية مزاجية. في كل ظرف سعيد أو حزين تكون الكلمات أو الألوان طريقي لإخراج المشاعر. وكوني امرأة، فإنني أعيش أحاسيس الأنثى بتفاعلاتها كافة، من معاناة، وحب، وفرح، وحزن، ولكل إحساس منها أثر خطته التجارب بعمق في نفسي وقلبي ووجداني، وانعكس تلقائياً في كلماتي أو ريشتي، فكتبته أو رسمته لوحة رقيقة مفعمة بالحياة ومتشعبة، تمثل الجمال والأنوثة أحياناً، والتمرد والعنفوان والقهر والحزن أحياناً أخرى.

ألوان

ما الذي يربط مضامين لوحاتك؟

الألوان والتقنية الخاصة بي وتطلعي إلى الحرية. سواء في لوحاتي أو قصصي، تراني لا أميل إلى الإعداد المسبق، بل أتركها تأتي في لحظتها. وألواني وخطوطي، وحتى لعبة الضوء والظل، تحركها مشاعر المرأة العاشقة، والحالمة، والممزوجة بألوان الكبرياء، مع ذلك تزداد جمالا ورسوخاً في المجتمع. تعاني التهميش والحرمان فتبادل ذلك كله بالعطاء والحب.

ماذا عن فلسفتك مع الألوان؟

أعشق امتزاج الألوان وتكوين ألوان جديدة وأميل إلى النارية منها النابضة بالحياة والتفاؤل والإيجابية. لوحاتي وليدة لحظات خاصة أعيشها، أترك للمتلقي أن يقرأها ويتملى من خباياها، وأكون أكثر سعادة عندما يجد فيها ما يحاكيه ويعبر عن أحاسيس عايشها. خواطري ولوحاتي لحن موسيقي متناغم تتداخل فيه الكلمات مع تموجات الريشة لتخط مشاعر صادقة.

«ليس بإمكاني تفادي أن لوحاتي لا تباع» قال فان غوغ. هل أحسست يوماً بحزن على لوحة بيعت لك، ولماذا؟

حزنت جداً، لأن الفنان يرتبط بكل لوحة ويشعر كأنها واحدة من أبنائه، فهو عاش مع كل ضربة فرشاة، ومع كل لون كان جزءاً منها.

متى تشعرين بأن العمل الذي رسمته انتهى؟

أعيد العمل باللوحة نفسها مرات عدة إلى أن أشعر في داخلي بالرضا التام.

ما مدى قدرة اللوحة على إظهار هوية الفنان في رأيك؟

لكل فنان بصمة وأسلوب يميزانه عن غيره فنعرف هويته من دون النظر إلى التوقيع.

العالم والمجتمع

في رأيك أيهما يعتبر أكثر تأثيراً في الجمهور، الرسم أم الأدب؟

المتابع للواقع الراهن من ثقافة وآداب يجد أن الأدب أكثر تأثيراً في الجمهور من الرسم بفعل عوامل عدة وظروف محيطة بنا، ولا يزال أمامي طريق طويل لتحقيق طموحات عدة.

إلى أي حد كانت استفادتك من ممارستك التشكيلية من المدارس العالمية، وكيف حافظت على التراث التشكيلي الأصيل لنا كعرب؟

رؤية مفاهيم ثقافية مختلفة لشعوب أخرى تثري خيال أي فنان وفكرة، ولكن تراث وحضارة بلدي راسخة في الوجدان والكيان. من ثم، ثمة خلط وامتزاج يثمر أعمالاً ذات قيمة ومفهوماً جديداً تحكمه الأصالة والانتماء، كما أن زيادة الوعي وإدراك أهمية الفن التشكيلي ودوره المهم للنهوض بشعب ووطن أمر لا بد منه.

هل تعتقدين أن الفن يطرح مشكلات المجتمع بطريقة جمالية؟

يطرح الفن المشكلات المجتمعية بطريقة جمالية، وهو وسيلة أخلاقية وتربوية علاجية للارتقاء بالمجتمع والبعد به عن العنف والجريمة والارتقاء بالإنسان وجعله عضواً فاعلاً وإيجابياً.

دور التشكيل في المجتمع

عن رؤيتها لمكانة الفن التشكيلي راهناً، وهل لا يزال يعيش فنانوه في عزلة، تقول صفاء عفيفي: «يشهد الفن التشكيلي اهتماماً في الفترة الراهنة، وثمة تواصل كبير بين الفنانين على مستوى العالم، وأعتقد أن ذلك ينعكس على الخريطة الفنية في مصر خصوصاً. كذلك يجب العمل باستمرار على القضاء على أمية العين بالفن في مجالاته كافة، فهو الغذاء الحقيقي للروح والحواس. يعطي الفن الحياة البهجة والتفاؤل والعمل على الإبداع والتميز».

وترى عفيفى أن الرسم والكتابة هما رحيق الحياة اللذين تستنشقهما بسعادة، وتسير بهما في دروبها بحلوها ومرها، موضحة أن دور الفنان الحقيقي يتمثل في ان يذهب أبعد من الواقع الذي نعيشه، فيتفاعل يختزن ويهضم ليقدم رؤيته الخاصة... القضايا كافة التي يحيا بها وتمس ناسه ووطنه سلبية كانت أو إيجابية يخرجها بمفهومه الجميل ووجدانه العميق.

تختم بأنه ينبغي على الفنان أن يكون صادقاً، فعندما يرسم لوحه أو يكتب شعراً أو قصة فإنه يعبر عن شخصيته ومكنونات النفس البشرية في داخله، فإن كان صادقاً سيصل إلى القلب مباشرة.

أنا شخصية مزاجية وفي كل ظرف تكون الألوان طريقي لإخراج كل المشاعر
back to top