عمار الكويت وإعمار العراق

نشر في 17-02-2018
آخر تحديث 17-02-2018 | 00:09
 محمد خلف الجنفاوي في خطوة مهمة من الكويت ورسالة إلى العالم الذي عرف معنى لغة الحروب والدمار ونتائجها، عقد في الكويت مؤتمر إعمار العراق برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، في موقف يعكس رؤية شديدة الأهمية استراتيجيا واقتصاديا وسياسيا.

فهو استثمار للمستقبل وإنشاء لفكر جديد يعزز لغة المصالح والشراكة الدولية مع الكويت كبوابة للاستثمار، وعودة الكويت كميناء ضخم لا ينقل ويصدر البضائع فقط، بل كذلك يصدر ثقافة التعايش ودولة المؤسسات الأبعد عن ثقافة الكراهية والحروب والهيمنة، والأقرب إلى لغة تبادل المصالح والمنافع وتبادل الثقافة بأنوعها بدلاً من تبادل الأسرى والرفات والعيش في الماضي.

فالماضي درس وعبرة لعدم الوقوع في الأخطاء نفسها وذكرى لا تغيب لتضحيات قدمها هذا الشعب، ولكن بلغة تنظر إلى الأمام بثقة من خلال سياسة ربط المصالح وفتح الكويت كما كانت ميناء ضخما، وفرص عمل وعمالة من أمهر العقول والأفكار.

وهناك معارضة للموضوع بسبب نسب الفساد في العراق التي تنشرها تقارير عدة، ولكن المؤتمر لا يقدم دعماً إلا لمشاريع واضحة وبمراقبة دولية خاصة من الاتحاد الأوروبي وأميركا، ونتمنى نجاح تطبيق الإعمار في بلد دخل في دوامة العنف والإرهاب والتهجير ناهيك عن تاريخ طويل من الدولة الأمنية العنيفة.

وقضية الإعمار حساسة إن لم تنجز وتحل بطريقة عاجلة وعادلة فستصبح بذرة أخرى للتدخل الخارجي والإرهاب، وهذه مسؤولية الحكومة العراقية والمجتمع الدولي، وإن ما قامت به الكويت من دعم وتعاون مقدر من العالم الحر الذي ينشد السلام والتعاون، وهذا يكفي، أما الخلافات الداخلية والمصالح المتقاطعة في الداخل العراقي فهي شأن عراقي!

وشكرا للكويت ودورها كبوابة للغة جديدة تدعم السلام في المنطقة، أما من يعتب أو يهاجم عقد المؤتمر لعدة أسباب فنقول إن العراق جار وسيبقى جاراً، نتعلم من الماضي دروسا وعبراً للجميع، ولا مكان للأحقاد، فالحكومات زائلة أما الشعوب فستتعايش إن وجدت حكومات رشيدة تعزز لغة الحوار والمصالح المشتركة بعيدا عن لغة تصدير الأزمات!

وإننا نقول "نعم" وبقوة لمن يقول إن الأولى الداخل، فالمواطن هو أساس الوطن، وهذا المؤتمر فيه مصلحة عليا للكويت، وينعكس على أهم عامل للتنمية وهو الاستقرار، وسبب تراجع التنمية داخل الكويت يوجه إلى الحكومات المتعاقبة التي فشلت في تأسيس فكر وبرنامج للتنمية، وإن كنا لا ننكر بعض التحرك في السنوات الأخيرة.

back to top