خاص

مصر / الجريدة• ترصد أحوال الأهالي ثالث أيام العملية العسكرية

• السيناويون يتحملون مرارة نقص السلع لإنجاح «الشاملة»
• مواطن: الحياة شبه متوقفة

نشر في 12-02-2018
آخر تحديث 12-02-2018 | 00:06
جنود مصريون خلال عمليات ضد الإرهاب
جنود مصريون خلال عمليات ضد الإرهاب
لطالما عكست التجارب الميدانية والأحداث المتلاحقة التي مر بها أهالي منطقة شمال سيناء، الحدودية مع قطاع غزة الفلسطيني، وإسرائيل، مدى صبر وتفهم أهالي المنطقة، التي تعاني وجود جماعات إرهابية مسلحة، أبرزها «ولاية سيناء»، الفرع المصري لتنظيم داعش، منذ 4 أعوام، نظرا لطبيعة الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها شبه الجزيرة الاستراتيجية، منذ أعلن الجيش المصري حربه على الجماعات الإرهابية، خصوصا بعد إطلاق «العملية الشاملة - سيناء 2018» الجمعة الماضي.

وفي اليوم الثالث للعملية العسكرية الأكبر في تاريخ مواجهة مصر للإرهاب، بدا أغلب سكان منطقة العريش والشيخ زويد، الذين يدفعون ضريبة الحرب الشاملة بنفس راضية، وكأن لسان حال غالبيتهم يقول: «نتفهم إجراءات الدولة التي غالبا ما تكون مضطرة لاتخاذها، فالأوضاع المعيشية صعبة لكن خطر الإرهاب أدهى وأمر».

وعبر مبارك شيخ مُسن عن دهشته من ارتفاع الأسعار قائلا: «للأسف خلال يومين الخضراوات شحَّت من الأسواق، بعدما أقبل الأهالي على شراء وتخزين المواد الغذائية»، متابعا: «بعض الخضراوات مثل الطماطم وصل سعر الكيلوغرام منها إلى 15 جنيها، أقل من دولار، بينما بلغت أسعار البطاطس والكوسة والخيار والبصل 10 جنيهات».

وفي العريش، أغلقت محلات بيع الدواجن والأسماك واللحوم لانعدام المعروض، فضلا عن انعدام الوقود، بسبب إغلاق الجيش الطرق الرئيسية والفرعية، لأسباب تتعلق بالعملية العسكرية، وطالب الأهالي محافظ شمال سيناء اللواء عبدالفتاح حرحور بإمداد مديرية التموين في المحافظة بالسلع قبل تفاقم الأزمة.

بدوره، شكل اللواء حرحور غرفة عمليات لمتابعة المديريات الخدمية والمرافق العامة وتلقي البلاغات من المواطنين بشأن نقص الخدمات، وكلف الأجهزة في المحافظة بسرعة حلها.

وقال سيد، الذي كان يعمل مدرسا في «العريش» قبل وقف الدراسة إلى أجل غير مسمى، لـ«الجريدة»، «قدرتنا على التنقل انعدمت لقلة عدد سيارات السرفيس العاملة وسيارات الأجرة التي توقفت غالبيتها عن العمل»، موضحا أن الطريق الدولي الساحلي من القنطرة شرق حتى العريش، في الاتجاهين مغلق، «الحياة في سيناء حاليا شبه متوقفة».

وأفاد مصدر سيناوي «الجريدة» بأن ضربات الجيش مستمرة في مناطق الظهير الزراعي جنوب العريش ومنطقة نجع شيبانة والمقاطعة واللفيتات وجنوب الشيخ زويد، ومزارع بلعا.

ولفت المصدر إلى أن قوات الشرطة دخلت، لأول مرة منذ ثورة 25 يناير 2011، أحياء مدينة الشيخ زويد، وقامت بعمليات تمشيط للبيوت وفحص وتسجيل بيانات أصحابها، مضيفا: «معاملة قوات الشرطة كانت جيدة ولم تشهد أي انتهاكات».

وذكر الباحث السيناوي عبدالقادر مبارك، لـ«الجريدة»، «هناك ارتياح وسط أبناء المناطق التي تشهد عمليات للجيش، وجميعهم عبر عن أمله في نجاح خطة الجيش الرامية لاقتلاع الإرهاب من سيناء»، متابعا: «السيناويون عانوا كثيرا، وحان وقت تعويضهم عن تلك المعاناة، ويبدو أن هناك نية هذه المرة من قبل الدولة لإنهاء هذه العناصر من سيناء».

back to top