خاص

درويش لـ الجريدة•: مصر نسّقت «سيناء 2018» مع إسرائيل

الخبير الاستراتيجي: «الطاحونة» تضمن عدم تسلل العناصر الإرهابية داخل التجمعات السكنية

نشر في 11-02-2018
آخر تحديث 11-02-2018 | 00:02
الخبير الاستراتيجي اللواء عبدالرافع درويش
الخبير الاستراتيجي اللواء عبدالرافع درويش
كشف الخبير الاستراتيجي اللواء عبدالرافع درويش في مقابلة مع «الجريدة» عن وجود تنسيق أمني بين مصر وإسرائيل قبل بدء العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، مشيراً إلى أنه لا يحق للقوات المصرية الدخول بهذا العدد من الجنود والأسلحة إلا بعد الحصول على موافقة الجانب الإسرائيلي وفقاً لـ«معاهدة السلام».
وفيما يلي نص الحوار:
• ما قراءتك للعملية العسكرية الشاملة التي بدأها الجيش المصري في سيناء؟

- مصر تواجه مجموعة تهديدات على جميع المحاور في الشمال الشرقي من ناحية إسرائيل وقطاع غزة الفلسطيني، وفي الغرب مع ليبيا، ومن ناحية الجنوب مع السودان، وخاصة بعد ما حدث تسليم جزيرة «سواكن» السودانية على البحر الأحمر إلى الجانب التركي، إضافة إلى التهديدات الإيرانية لمنطقة الخليج، وبالتالي هناك تهديدات للأمن القومي المصري من جميع الجوانب، فضلاً عن مؤامرات التنظيم الدولي لجماعة «الإخوان»، وهناك متغيرات مهمة حدثت، منها محاصرة تنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، كما بدأت القوات العراقية عملية تطهير كاملة لمدينة الموصل، ولذلك أصبح الملاذ أمام العناصر الإرهابية يتمثل في مصر وليبيا، وبالتالي يجب توجيه ضربات استباقية لهذه العناصر.

• تردد أن هناك تنسيقاً مع إسرائيل قبل بدء هذه العملية... ما صحة ذلك؟

- بالطبع هناك تنسيق مع الجانب الإسرائيلي، لأنه وفقاً لمعاهدة السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 لا يحق للقوات المصرية الدخول بهذا العدد من القوات، وبهذه النوعيات من الأسلحة إلى سيناء إلا بعد الحصول على موافقة إسرائيل، ومن ثم حصلت قواتنا على هذه الموافقة بعد أن أظهرنا للعالم مدى خطورة الإرهاب على جميع الدول.

• هل القوات المسلحة قادرة على القضاء على الإرهاب في سيناء قبل انقضاء مهلة الثلاثة أشهر التي حددها الرئيس السيسي والمقرر لها نهاية الشهر الجاري؟

- قواتنا المسلحة قادرة على تحقيق أهدافها بكفاءة عالية، ولذلك أعطى الرئيس السيسي للقوات الجوية مهمة تأمين الحدود لاجتثاث الإرهاب من جذوره، بعد أن كان تأمين الحدود مسؤولية قوات حرس الحدود والشرطة، وبالتالي بدأت تظهر في ساحة المعركة طائرات «الأباتشي وإف 16»، مما أدى إلى تحقيق نتائج كبيرة جداً، وبالنسبة إلى مهلة الأشهر الثلاثة التي أعطاها الرئيس للقوات المسلحة لتحرير سيناء من الإرهاب، فقد انقضى منها 72 يوماً، لذا كان لابد من حشد قواتنا، وهذا الحشد كانت تسبقه معلومات مخابراتية وأمنية عن أماكن وجود العناصر الإرهابية، لكي يتم تحديد التمركزات الأمنية لقواتنا والانتشار في كل الأماكن الاستراتيجية سواء في الغرب أو الشرق، والتمشيط الكامل لهذه المناطق فيما يُطلق عليه «الطاحونة» أي عملية مسح لمنطقة معينة ثم المنطقة التالية، وهكذا حتى لا تفر العناصر الإرهابية إلى الداخل وسط التجمعات السكنية.

• ما مدى ارتباط هذه العملية بالانتخابات الرئاسية؟

- بكل التأكيد هذه العملية ترتبط ارتباطاً وثيقاً باقتراب موعد إجراء انتخابات الرئاسية التي تسعى الجماعات الإرهابية إلى إفشالها، حتى تظهر مصر أمام العالم أنها غير قادرة على فرض الأمن على أراضيها، كما أن هذه الجماعات تحاول دائماً استغلال أية مناسبة قومية أو دينية لتنفيذ عملياتها الإجرامية باستهداف المنشآت الحيوية والمساجد والكنائس، وبالتالي فإن الرئيس السيسي بصفته رجلاً عسكرياً سعى خلال الفترة الماضية إلى تنويع مصادر السلاح ورفع الكفاءة القتالية لقواتنا المسلحة، وأصبح الجيش المصري يحتل المرتبة العاشرة عالمياً في ترتيب أقوى الجيوش.

• هل تتوقع محاولة العناصر الإرهابية تنفيذ أي عمليات داخل العمق المصري رداً على عملية تطهير سيناء؟

- هذا الأمر غير مُستبعد، وكما ذكرت فهم سيحاولون بكل الطرق إفشال عملية الانتخابات الرئاسية لتصدير الإحباط إلى الشارع المصري، ومحاولة التأكيد على وجودهم على الأرض وعدم تأثرهم بالعمليات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة في سيناء، ولذلك هناك حالة تأهب قصوى واستنفار لكل القوات.

back to top