إسرائيل تضرب إيران في سورية وتخسر مقاتلة لأول مرة منذ عقود

• «غرفة الأسد» تتوعد برد قاسٍ... وموسكو تحذر من تعريض جنودها للخطر وتدعو إلى ضبط النفس
• طهران تكذب تل أبيب وتدعم تحرك دمشق... «الحرس الثوري»: جنود الإسلام قرب الصهاينة

نشر في 11-02-2018
آخر تحديث 11-02-2018 | 00:05
صبية يحملون جزءاً من صاروخ سقط في القنيطرة أمس (رويترز)
صبية يحملون جزءاً من صاروخ سقط في القنيطرة أمس (رويترز)
شهدت الساعات الماضية أخطر مواجهة حتى الآن في سورية بين إسرائيل وإيران، التي عززت وجودها في إطار دعمها للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية، مع استهداف سلاح الجو الإسرائيلي لنحو 12 هدفاً بينها بطاريات دفاع جوي وخسارتها مقاتلة من نوع «إف 16» لأول مرة منذ عقود.
شنت إسرائيل أمس ضربات "واسعة النطاق" استهدفت مواقع "إيرانية وسورية" داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط مقاتلة لها من طراز إف- 16 في أراضيها، واثر اعتراضها لطائرة من دون طيار في أجواء هضبة الجولان المحتلة أكدت أنها إيرانية انطلقت من سورية.

وذكر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، في موجز للصحافيين الأجانب، أن سلاح الجو نفذ سلسلتين من الغارات، مستهدفاً مركز قيادة طائرة مسيرة إيرانية خرقت الأجواء الإسرائيلية، و12 موقعا عسكرياً.

وأشار المتحدث إلى أن الغارات الأولى شنت من ثماني مقاتلات، وتعرضت لإطلاق نيران مكثف من قوات الدفاع الجوي السوري بالرغم من أن الهدف الذي قصفته كان إيرانياً، مشددا أن المقاتلات استُهدفت في الأجواء الإسرائيلية.

اقرأ أيضا

وأكد كونريكوس أن طياري إحدى هذه المقاتلات، وهي من طراز "إف-16"، قررا القفز أثناء إصابة المقاتلة، ومن المرجح أن ذلك جاء نتيجة للنيران السورية، مضيفاً أن الطيارين هبطا في منطقة وادي جزريل شرق مدينة حيفا شمال إسرائيل، وأحدهما مصاب بجروح خطيرة، في حين تعرض الثاني لإصابات خفيفة، وتحطمت طائرتهما في منطقة الجليل الشمالي.

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سورية. كما أنها المرة الأولي منذ فترة طويلة التي تفقد فيها إسرائيل مقاتلة أصيبت بمضادات أرضية خلال مشاركتها في غارات في سورية.

رد حاسم

وأفاد المسؤول الإسرائيلي أن الجيش شن، ردا على ذلك، غارات جوية جديدة على 12 هدفا، أربعة منها إيرانية في سورية، لافتاً الى أن ما بين 15 و20 صاروخا أطلقت على المقاتلات الإسرائيلية أثناء تنفيذها هذه الغارات، لكن جميعها عادت بسلام إلى قواعدها دون تسجيل أي إصابات.

وقال كونريكوس، إن هذه الغارات "تصرف ذو طابع دفاعي" ردا على "عدوان جوي من إيران"، مؤكدا إصرار الجيش على حماية السيادة الإسرائيلية وجاهزيته للرد الحاسم على كل من يهاجم البلاد، دون الاهتمام بالتصعيد.

وحذر كونريكوس سورية وإيران من "اللعب بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية"، مشيراً الى "اننا لا نسعى إلى التصعيد، لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات" وعلى استعداد لتدفيعهما "ثمناً باهظاً" على مثل هذه الأعمال.

وفي كلامه عن دخول الطائرة من دون طيار الإيرانية الأجواء الاسرائيلية، قال المتحدث: "انه الانتهاك الإيراني الأشد والأفضح للسيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية"، مضيفاً: "لذلك جاء ردنا بمثل هذه الشدة". وكتب المتحدث الآخر باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على صفحته على "فيسبوك": "لا نعلم بعد ان كانت الطائرة أصيبت بنيران سورية".

موجة ثانية

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الغارات الإسرائيلية "استهدفت إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى، وتصدت لها وسائط دفاعنا الجوي، وأصابت أكثر من طائرة".

أما مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن فأعلن أن الغارات استهدفت مواقع شرق حمص في منطقة توجد فيها قوات إيرانية وعناصر من "حزب الله" اللبناني.

وشنت المقاتلات الإسرائيلية موجة ثانية من الغارات "الواسعة النطاق" استهدفت، حسب بيان للجيش الإسرائيلي "12 هدفاً إيرانياً وسورياً، من بينها ثلاث بطاريات صواريخ مضادة للطائرات، وأربعة أهداف إيرانية غير محددة يملكها الجهاز العسكري الإيراني".

وفي إشارة إلى هذه الموجة الثانية، أعلنت دمشق تصدي أنظمة دفاعها الجوي لضربات إسرائيلية ثانية استهدفت قواعد للدفاع الجوي السوري في ريف دمشق، بحسب وكالة "سانا".

دمشق وجنوبها

ولاحقاً، أكد مصدر عسكري سوري، أن إسرائيل شنت غارات على ريف دمشق والمنطقة الجنوبية، مشيراًَ إلى أن "وسائط دفاعنا الجوي تصدت للعدوان الجديد في ريف دمشق وأفشلته".

وأكدت مصادر سورية أن المضادات الجوية تصدت للغارات الإسرائيلية الجديدة فوق ريف دمشق، مشيرة إلى أن الغارات استهدفت منطقة الكسوة تحديداً وأنظمة رادار في جبل قاسيون.

ومنذ اندلاع الأحداث في سورية عام 2011 عملت اسرائيل على تجنب التورط في هذا النزاع، لكنها كانت تستهدف أحياناً مواقع للنظام السوري أو قوافل سلاح مرسلة إلى "حزب الله".

حلفاء الأسد

في المقابل، شددت "غرفة عمليات حلفاء سورية" على أن إسرائيل ستشهد "رداً قاسياً وجدياً" على "إرهابها" من الآن فصاعدا.

ونفت الغرفة، التي تضم أبرز داعمي دمشق، خصوصاً إيران و"حزب الله"، وتتولى تنسيق العمليات القتالية، إرسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الإسرائيلية، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها "افتراء".

وأوردت غرفة العمليات، في بيان: "ما قاله العدو الإسرائيلي في أنها (الطائرة) كانت تستهدفه ودخلت المجال الجوي لفلسطين المحتلة هو كذب وافتراء وتضليل"، مؤكدة أن "أي اعتداء جديد سيشهد رداً قاسياً وجدياً".

وتضم هذه الغرفة قادة عسكريين من أبرز حلفاء سورية، خصوصاً إيران وحزب الله اللبناني، الى جانب ممثلين عن قوات النظام وتتولى تنسيق العمليات القتالية على الأرض.

واستهدف القصف الإسرائيلي، بحسب بيان الغرفة، "محطة طائرات مسيّرة في مطار تيفور" في ريف حمص الشرقي قال إنها تعمل "على جمع المعلومات في مواجهة المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش".

روسيا وإيران

ودعت روسيا جميع الأطراف إلى "ضبط النفس"، معتبرة أن تعريض حياة الجنود الروس للخطر في سورية "غير مقبول بتاتاً".

وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن القلق الشديد إزاء التطور الأخير في سورية، مشيرة إلى أنه "من الضروري احترام سيادة وسلامة الأراضي السورية وغيرها من البلدان في المنطقة دون شروط".

وذكّرت الوزارة بأن القوات الحكومية السورية ملتزمة بالاتفاقات الخاصة بضمان ثبوت عمل منطقة وقف التصعيد في جنوب غرب سورية.

واتهمت إيران أمس إسرائيل بـ"الكذب"، مؤكدة حق سورية في "الدفاع المشروع عن النفس". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي، إن إسرائيل من أجل التغطية على جرائمها في المنطقة، تلجأ إلى أكاذيب ضد الدول الأخرى".

زوال إسرائيل

وفي تصريح نقلته وكالة "تسنيم"، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن الكيان الصهيوني بات يسمع صوت جنود الإسلام عند حدوده، مشددا على أنه "سنحقق نبوءة المرشد الأعلى بزوال إسرائيل قبل 20 عاماً". وأشار سلامي إلى أن "إيران قادرة على تدمير القواعد الأميركية في المنطقة وتحويلها إلى جهنم لإسرائيل".

ولفت سلامي الى أن الوجود الإيراني في سورية ليس وجودا عسكريا، بل وجود استشاري، والجيش السوري قادر على الدفاع عن بلاده.

غارات جديدة استهدفت منطقة الكسوة وأنظمة رادار في جبل قاسيون
back to top