الكويت تعزز مساعداتها للعراق بعد الحرب على «داعش» انطلاقاً من دبلوماسيتها الإنسانية

نشر في 10-02-2018 | 13:03
آخر تحديث 10-02-2018 | 13:03
No Image Caption
انطلاقاً من دبلوماسيتها الانسانية التي تستهدف تقديم العون لمختلف المناطق المنكوبة عبر العالم عززت دولة الكويت وعلى مدى السنوات الماضية مساعداتها إلى المناطق العراقية المدمرة جراء الحرب على ما يسمى تنظيم الدولة الإسلامية «داعش».

ومنذ أن عانى العراق في عام 2014 من سيطرة «داعش» على مساحات شاسعة ومدن عديدة في أرجائه أدت إلى موجات نزوح كبيرة للعراقيين وظروف إنسانية صعبة سارعت دولة الكويت إلى رفع وتيرة مساعداتها الإنسانية على اختلاف أوجهها للعراق من خلال إرسال قوافل الإغاثة الطبية والغذائية إلى النازحين المتواجدين في مخيمات اللجوء.

وتنوعت أوجه المساعدات الكويتية للعراق لتشمل مختلف المجالات والقطاعات الحيوية فقد ساهمت في بناء المدارس والمراكز الصحية وأرسلت المساعدات الإغاثية والعينية بالتعاون والتنسيق مع الحكومة العراقية والمنظمات الدولية المعنية.

جهود

وبدروها، كثفت جمعية الهلال الأحمر الكويتي والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية من جهودهما الإغاثية في العراق فيما زاد الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية من مساهماته الداعمة لإعادة إعمار المناطق المتضررة جراء العمليات العسكرية.

وقرر مجلس الوزراء الكويتي في يونيو عام 2014 تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للنازحين العراقيين جراء تدهور الأوضاع الأمنية في العراق وذلك عن طريق هيئات ومنظمات الأمم المتحدة الإنسانية المتخصصة في هذا المجال.

وتنفيذاً للقرار الحكومي قدمت دولة الكويت في صيف العام ذاته مساهمة بقيمة 10 ملايين دولار أمريكي لوكالات الأمم المتحدة الإنسانية والمنظمة الدولية للهجرة استجابة للأزمة الأنسانية المتدهورة في العراق كما تبرعت بمبلغ ثلاثة ملايين دولار للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة دعماً لعمليات المفوضية في العراق.

ومع تفاقم الوضع الإنساني جراء العمليات العسكرية بين الجيش العراقي و«داعش» في عام 2015 أعلنت دولة الكويت في يونيو من العام ذاته التبرع بمبلغ 200 مليون دولار أمريكي لتخفيف معاناة الشعب العراقي.

وقوبل هذا التبرع السخي الذي قدمته دولة الكويت لتخفيف المعاناة الإنسانية في العراق بإشادات من الأمم المتحدة ورئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

وقررت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في نوفمبر عام 2015 بناء أكبر مخيم للنازحين العراقيين في إقليم كردستان العراق مؤلف من 500 وحدة سكنية كما قامت الجمعية بتوزيع مواد غذائية على نحو 56 ألف فرد من العائلات النازحة خارج المخيمات في مدن كردستان.

دعم

وفي اطار توجيهات سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالتخفيف عن كاهل العائلات النازحة في العراق أطلقت دولة الكويت في أبريل عام 2016 حملة لتوزيع مساعدات على عائلات نازحة في البصرة.

وتعهدت دولة الكويت خلال مؤتمر المانحين لدعم العراق الذي عقد في يوليو 2016 في واشنطن تحت رعاية الكويت ودول أخرى بتقديم مساعدات إنسانية للعراق بقيمة 176 مليون دولار مخصصة للاحتياجات الإغاثية والطبية بإشراف المؤسسات الكويتية المعنية.

وفي هذا الصدد، قال مساعد وزير الخارجية الكويتي لشؤون التنمية والتعاون الدولي السفير ناصر الصبيح آنذاك أنه تم توجيه 30 مليون دولار لأعمال الإغاثة الإنسانية و46 مليون دولار أخرى للاستجابة السريعة على خلفية ما حصل في مدينة الفلوجة العراقية وذلك بعدما تمكنت القوات العراقية من طرد تنظيم «داعش» منها.

ودعماً لجهود دولة الكويت الإغاثية للعراق قدمت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية عبر حملة «نحن معكم» مساعدات للأشقاء العراقيين النازحين في محافظتي الأنبار وصلاح الدين تجاوزت قيمتها في سبتمبر عام 2016 المليون دولار أمريكي.

وقامت الهيئة بالتعاون مع الجمعية الطبية العراقية الموحدة للإغاثة والتنمية بإقامة ثمان محطات لتكرير المياه إلى جانب تجهيز عيادة طبية متنقلة وتقديم مواد ومستلزمات طبية ومساعدات غذائية للأسر النازحة بقيمة مليون و88 ألف دولار أمريكي لفائدة نحو 600 ألف نازح.

الكويت بجانبكم

وفي أكتوبر عام 2016 باشرت حملة «الكويت بجانبكم» الممولة من قبل الجمعية الكويتية للإغاثة توزيع آلاف المدافئ النفطية على الأسر النازحة والعائدة من النزوح في عدد من محافظات العراق.

وساهمت حملة «الكويت بجانبكم» بتوزيع مئات الآلاف من السلال الغذائية على النازحين في مختلف مدن إقليم كردستان العراق إضافة إلى انشاء مدارس ومراكز صحية للنازحين العراقيين.

وفي نوفمبر عام 2016، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تلقيها مساهمة من دولة الكويت بقيمة ثمانية ملايين دولار لتقديم المساعدة لعشرات آلاف النازحين العراقيين واستجابة للاحتياجات الإنسانية في مدينة الموصل جراء فرار عشرات الآلاف من سكان المدينة من الأوضاع الأمنية الصعبة والمواجهات العسكرية مع تنظيم «داعش».

وأشادت المفوضية بهذه المساهمة السخية مشيرة إلى أن دولة الكويت تبرعت خلال أربع سنوات بنحو 360 مليون دولار لدعم الأنشطة الإنسانية للمفوضية في المنطقة لتحافظ على مكانتها كأكبر المانحين للمفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وفي الشهر ذاته سلمت دولة الكويت مبلغ ستة ملايين دولار أمريكي لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» تلبية للاحتياجات الإنسانية في العراق عن طريق الوكالات الدولية المتخصصة والصناديق التابعة للأمم المتحدة.

كما سلمت دولة الكويت في ديسمبر عام 2016 مساهمة طوعية بقيمة خمسة ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لدعم جهود المنظمة في التعامل مع التداعيات الصحية الناجمة عن العمليات العسكرية في مدينة الموصل شمالي العراق.

التعليم

وقبل نهاية عام 2016، باشرت دولة الكويت ممثلة بقنصليتها العامة في اربيل بتنفيذ أكبر مشروع في مجال التربية والتعليم للنازحين العراقيين بإقليم كردستان العراق بتوزيعها 20 ألف حقيبة مدرسية ولوازم مدرسية إضافة إلى بناء مدرسة للنازحين في أربيل.

وفي اطار المساعدات الكويتية المقدمة لنازحي الموصل أبرمت جمعية الهلال الأحمر الكويتي في مطلع العام الماضي مع إحدى شركات إقليم كردستان عقدين لبناء خمسة مدارس وثلاث مراكز طبية للطوارئ في مدينتي اربيل ودهوك.

ووزعت دولة الكويت في يناير العام الماضي مواد غذائية على 33 ألف نازح عراقي في مدينة كركوك ضمن حملة «الكويت بجانبكم» لإغاثة النازحين العراقيين كما وزعت في مارس من العام ذاته نحو أربعة آلاف سلة غذائية في الأحياء المحررة من الجانب الأيسر لمدينة الموصل بتمويل من الجمعية الكويتية للاغاثة ضمن الحملة ذاتها.

وضمن حملة «الكويت بجانبكم» أيضاً، أعلن القنصل العام لدولة الكويت في اربيل الدكتور عمر الكندري في مارس العام الماضي أن الجمعية الكويتية للإغاثة مولت مشروع حفر 10 آبار ارتوازية للنازحين العراقيين في عدد من أحياء ومناطق مدينة اربيل.

وفي مايو العام الماضي أعلنت قنصلية الكويت في اربيل عن تمويل دولة الكويت إنشاء جناح خاص في مستشفى الطوارئ بمدينة اربيل بغية استقبال أكبر عدد من المصابين جراء العمليات العسكرية في الموصل.

إغاثة

وأطلقت حملة «الكويت بجانبكم» التي تمولها الجمعية الكويتية للإغاثة في شهر يوليو العام الماضي دفعة جديدة من الإعانات المالية الشهرية ضمن مشروع خاص لكفالة الأيتام العراقيين في عدد من المحافظات مثل بغداد وصلاح الدين والأنبار ونينوى كما وزعت الحملة 60 طناً من المواد الغذائية و18 ألف قنينة مياه شرب في أحياء «تموز» و«الرفاعي» بالجانب الأيمن من مدينة الموصل.

وفي أغسطس العام الماضي، واصلت القنصلية الكويتية العامة في البصرة حملة توزيع المساعدات على الأسر النازحة والمتعففة بالتعاون مع جمعية الهلال الأحمر الكويتي وقدمت سلالاً غذائية بالإضافة إلى 500 قسيمة شرائية مدفوعة الثمن وزعت في مناطق متنوعة من أقضية مدينة البصرة ونواحيها ومراكزها.

وفي الشهر ذاته قدمت دولة الكويت مساعدات طبية تزن 55 طناً من الأدوية المختلفة لمستشفيات الموصل وإقليم كردستان العراق في اطار حملة «الكويت بجانبكم» الإنسانية كما وزعت سلالاً غذائية وقناني مياه على أهالي الجانب الأيمن من مدينة الموصل بعد تحريرها من تنظيم «داعش».

وبمبادرة إنسانية كويتية انطلقت في مدينة اربيل في اقليم كردستان خلال شهر أغسطس العام الماضي حملة لعلاج مدنيين عراقيين بترت أطرافهم جراء العمليات العسكرية في مدينة الموصل تزامناً مع احتفالات العراق بتحرير المدينة التاريخية من سيطرة «داعش».

back to top