خاص

عشراوي لـ الجريدة•: بناء «قدس جديدة» استخفاف بالعقل العربي

نشر في 06-02-2018
آخر تحديث 06-02-2018 | 00:06
عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية  د. حنان عشراوي
عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. حنان عشراوي
أكدت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. حنان عشراوي، أن ما يتردد اليوم من فكرة بناء قدس جديدة ما هو إلا استخفاف بالعقل الفلسطيني والعربي.

وأضافت عشراوي، في مقابلة مع "الجريدة"، على هامش مشاركتها في اجتماع مجلس العلاقات العربية والدولية في الكويت، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب نصب فخا للفلسطينيين من خلال إمساكه بكل قضايا الحل كالقدس والحدود واللاجئين والموارد وغيرها... وفيما يلي نص الحوار:

• هل وجود مجلس العلاقات الدولية والعربية يخدم القضية الفلسطينية والعربية؟

- نحن اليوم في ظل الظروف الحرجة والصعبة التي تعيشها منطقتنا العربية في أمسّ الحاجة إلى مثل هذا المجلس، ليس فقط من أجل تشخيص التحديات التي نواجهها، بل لوضع تصور للخروج من تلك الأزمات التي يعانيها العالم العربي والإقليم وكذلك العالم بأسره.

في الوقت نفسه، وضع القضية الفلسطينية اليوم في جوهر التحالف العربي كأساس تجميعي للرؤى ولوضع خطوات عملية كي يصطلح المسار، وهناك إجماع على ذلك، فنحن بحاجة إلى العالم العربي وبحاجة إلى الاحتضان العربي، وبحاجة إلى المقومات والإمكانات العربية من أجل حمايتنا، وأكرر دائما وأقول القدس ليست مدينة مثل أي مدينة أخرى، وليست هي مدينة فلسطينية فحسب، وإنما هي قلب فلسطين وقلب العالم العربي، وهي الاختبار الحقيقي الآن لإرادة العالم العربي.

• ذكرت تقارير أن أميركا ستعرض على الفلسطينيين بناء "قدس جديدة"، هل هذه الفكرة مرفوضة تماما، حتى إذا ضمت المدينة الجديدة غالبية أحياء القدس الشرقية؟

- هذا استخفاف بالعقل الفلسطيني والعربي وكذلك العقل العالمي، لأن الجميع يدرك ما هي القدس، وأين هي، وبالتالي لا حاجة إلى إعادة اختراع القدس، فهي مدينة عريقة وتاريخية ومدينة لها حضارة ووجود إرث عربي وإسلامي ومسيحي، وبالتالي لا يمكن أن نعيد اختراع القدس من أجل مراضاة الولايات المتحدة الأميركية التي تخدم فقط مصالح إسرائيل.

• تبدو خيارات الفلسطينيين ضيقة جدا في مواجهة إدارة الرئيس ترامب، هل تعتقدين أنه كان هناك إمكان للاحتواء بدلا من المواجهة معه؟

- نعم الخيارات الفلسطينية أصبحت ضيقة، لأن هناك فخا حاول ترامب من خلاله الإمساك بكل قضايا وملفات الحل بكل ما فيها القدس والحدود واللاجئين والموارد وكذلك المياه، وحتى الأمن الشخصي الفلسطيني. وفي الوقت نفسه إسرائيل مازالت دولة احتلال وهي دولة استعباد، وهي أيضا دولة استعمار إحلالي من دون أدنى شك، وبالتالي تمسك إسرائيل السيطرة من منطلق عسكري، وفرض إملاءات وخنق الفلسطينيين ومصادرة كل مقدراتهم بما فيها الأرض والعدوان على الشعب.

ترامب لم يترك لنا مجالا من أجل احتواء القضية أو احتوائه هو، فقد كان أول القصيدة كفرا، لذا كيف لنا أن نحتويه وهو يعلن القدس عاصمة لإسرائيل؟

فك الارتباط

• منظمة التحرير دعت في اجتماعها الأخير، الحكومة إلى إعداد خطة لفك الارتباط مع إسرائيل، هل هذا الأمر قابل للتنفيذ؟

- ما قامت به إسرائيل، وتقوم به إلى هذه اللحظة من انتهاكات ومضايقات للفلسطينيين، بل ومصادرة حقوقهم بكافة الصور، يدفعنا إلى اتخاذ خطوات جدية مقابل ذلك، ومنها العمل بقدر ما نستطيع إلى فك الارتباط وسنفعل، والقضية هي الانعتاق، فنحن نريد أن نتحرر، وأن نمارس حقنا في تقرير المصير، وأن نعيش بكرامة على أرضنا، وأصبح من الواضح للعيان أن إسرائيل وبتعاون أميركي كامل، ودعم لا محدود، تقوم بعملية تصفية القضية الفلسطينية وفرض إسرائيل الكبرى على كل فلسطين التاريخية.

back to top