تصوير المسلسلات المصرية خارج الاستوديوهات...

هل يجذب الجمهور وينشِّط السياحة الداخلية؟

نشر في 06-02-2018
آخر تحديث 06-02-2018 | 00:03
إلى أي حد يسهم خروج الكاميرا من الاستوديوهات في جذب الجمهور إلى العمل الفني، وهل يشجع السياحة الداخلية في مصر، وتعريف المشاهد بأماكن جديدة لم تسنح له الظروف لاكتشافها؟
تضمّن «غراند أوتيل» الذي عُرض في موسم رمضان 2016 مناظر خلابة، إضافة إلى عنصر التشويق والحبكة الدرامية اللافتة، فشكّل بذلك وجبة دسمة جذبت المشاهدين.

صوِّرت أحداث المسلسل داخل فندق «كتاراكت» في أسوان، مبرزةً طبيعة المدينة الخلابة، ما جذب الجمهور لزيارتها لاحقاً للتعرّف إلى معالمها، أي أن المسلسل أدّى دوراً في الترويج للسياحة.

دفع نجاح العمل المنتجين إلى السير على الدرب نفسه، وعلى غرار «غراند أوتيل»، فضّل صانعو عدد من المسلسلات الخروج من دائرة الأستوديوهات والهرب من القاهرة إلى مدن أخرى داخل مصر، بحثاً عن صورة أفضل تجذب المشاهدين بدلاً من المشاهد المتكررة.

مسلسلان

من بين هذه الأعمال «أفراح إبليس 2» الذي سيُعرض في فبراير، إذ اختار الصانعون مدينة أسوان (جنوب القاهرة)، لتصوير غالبية المشاهد فيها، خصوصاً بعض المناطق الأثرية.

العمل من تأليف مجدي صابر، وإخراج أحمد خالد أمين، وبطولة الفنان القدير جمال سليمان والفنانة صابرين، يشاركهما كل من محمود الجندي، وكمال أبورية، ومحمود عبد المغني، وأحمد صفوت، ومنة فضالي.

وقصد صانعو «بالحجم العائلي»، المقرر عرضه في سباق رمضان المقبل، مدينة مرسى علم، لتصوير الأحداث، والمسلسل من تأليف محمد رجاء، وإخراج هالة خليل في أولى تجاربها الإخراجية في الدراما، ومن بطولة الفنان الكبير يحيى الفخراني، والفنانة ميرفت أمين، يشاركهما كل من يسرا اللوزي، وندى موسى، وشيماء سيف، وهبة مجدي، وسامي مغاوري، وأحمد مجدي.

رأي النقد

من جانبه، أوضح الناقد الفني نادر عدلي أن حجم الإنتاج يتحكَّم في التصوير الخارجي، مشيراً إلى أن الرغبة موجودة دوماً للتصوير في أماكن متعددة، بالإضافة إلى أن صانعي الدراما اكتشفوا أن التصوير الخارجي في أماكن لم تتطرق إليها أية أعمال فنية سابقاً يشكل عامل جذب للجمهور، من ثم يحقِّق العمل نسب مشاهدة عالية، مؤكداً أن إصرار البعض على سجن الأحداث داخل ديكور معين يُصيب المشاهد بالملل.

ولفت عدلي في تصريحاته لـ«الجريدة» إلى أهمية دور الدراما في كشف الأماكن الجديدة، وتشجيع الناس على زيارتها، ما يسهم حتماً في تعزيز السياحة، رغم أن الدولة غير مدركة أهمية هذا الدور، حتى أنها تعمل ضده، إذ تضع أسعاراً مرتفعة مقابل التصوير في بعض المناطق كمطار القاهرة أو الأماكن الأثرية، من ثم إذا لم يجد المنتج الدعم الكافي من الدولة فلن يتطرّق إلى التصوير الخارجي.

واتفقت معه الناقدة الفنية ماجدة موريس، مؤكدةً أن عملية التصوير الخارجي تقدِّم العمل في قالب فني يعزز مصداقيته، وأشارت إلى أن المصنف الفني لن يحقق نجاحاً كبيراً إلا إذا صوِّر في مكان الأحداث الطبيعي، حتى أن المكان يكون أحياناً البطل، كما ظهر في أعمال كثيرة، من بينها «الراية البيضا» من بطولة القديرة سناء جميل.

وتابعت موريس أن الأعمال الدرامية التي تلجأ إلى بعض الأماكن الخارجية يتوافر فيها عامل جذب كبير للجمهور، لأن المصداقية تدعم تفاعل الجمهور الذي يشعر بالمتعة عند متابعة الأحداث، أما إذا كان المنتج غير قادر على تلبية تكاليف تصوير عمله فعليه الاعتذار عنه من البداية، وإلا فقد المشروع عنصري المصداقية وإقناع الجمهور.

جمال العدل

أوضح المنتج الفني جمال العدل أن الأعمال الدرامية تقتضي بالضرورة تصوير بعض أحداثها خارج الاستوديوهات، والسفر إلى أماكن أخرى سواء داخل القاهرة أو خارجها، لافتاً إلى أن عملية التصوير الخارجي تحقق جودة عالية في الصورة، ويخرج المشهد بشكل فني جميل، ويكون عامل جذب للمشاهد، لكنه في المقابل يُكلف المنتج كثيراً، لأنه يحتاج إلى أدوات تصوير خارجية ومعدات، بالإضافة إلى ارتفاع أجر الممثل.

«أفراح إبليس 2» يجري تصويره في مدينة أسوان
back to top