علاوي: الأمير رجل وطني وحكيم في معالجة القضايا العربية
المالكي يقترح تنفيذ مشاريع الدفع بالأجل عبر مؤتمر إعمار العراق
شدد أياد علاوي على ضرورة تقدير تضحيات وجهود الكويت من جانب الدول العربية في محاولاتها الدائمة لرأب الصدع وتجاوز الخلافات.
أشاد نائب الرئيس العراقي د. اياد علاوي، بقدرة الكويت وحكمتها في معالجة "العقد السياسية الكبيرة"، قائلا انها "رغم صغر حجمها فإن لها مكانة معنوية في المنطقة والعالم".وأعرب علاوي، أمس الاول، خلال لقائه الوفد الاعلامي الكويتي الذي يزور بغداد حاليا، عن شكره لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد "الرجل الحكيم والعروبي والوطني" على دعمه الدائم للعراق وحنكته في معالجة القضايا العربية.وأشاد بحكمة القيادة السياسية الكويتية في سعيها الدائم لحل الخلاف والنزاع العربي، مشددا على ضرورة تقدير تضحيات وجهود الكويت من قبل الدول العربية في محاولاتها الدائمة لرأب الصدع وتجاوز الخلافات، قائلا إن دعوة الكويت لمؤتمر اعمار العراق هي دعوة لإعادة الوئام العربي.وبالنسبة لما يسمى تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) قال علاوي انه "من الخطأ اعتبار انه انتهى اذ ان المعركة مازالت مستمرة ولكن طرق المواجهة ستتغير عبر المواجهة الاستخباراتية والعمليات النوعية للقضاء على الارهاب ووحدة المجتمع وتحصينه من الافكار المتطرفة".
واوضح ان تلك الافكار جاءت بسبب المحاصصات الطائفية والتجاوزات على بعض شرائح المجتمع والسياسات التي بنيت على ردود الفعل غير المقبولة.
التفكك العربي
وفي سياق متصل، اعرب علاوي عن أسفه ازاء حالة التفكك التي يعيشها العالم العربي بشكل ادى الى تراجع القضية الفلسطينية كمحور مهم في مسار العمل العربي، معتبرا ان التفرقة العربية لن تؤدي الى نتائج فلابد للعرب من ادراك ما هو مطلوب منهم مستقبلا.واستنكر علاوي ما قام به النظام العراقي السابق في غزوه للكويت واصفا اياه "بالمغامرة اللعينة" وهو ما "رفضناه وتصدينا له جميعا".وقال ان تراجع دوري الجناحين العراقي والمصري وغيابهما عن المسرح السياسي ادى الى تراجع الدور العربي، منوها بدور الاعلام الكويتي الريادي في حث العرب على تجاوز خلافاتهم لإعادة الروح العربية الى الطريق المنشود.ودعا علاوي الى عقد قمة عربية لإعادة التضامن المفقود تقترن بعقد مؤتمر امن اقليمي بحضور تركيا وايران لأنه "امر مهم" مناشدا الجميع احترام السيادة وعدم القبول بأي من مظاهر التطرف والارهاب.إعمار العراق
ومن جهته، اقترح نائب الرئيس العراقي نوري المالكي تنفيذ مشاريع الدفع بالاجل عبر مؤتمر الكويت الدولي لاعادة اعمار العراق وهو ما حاول تنفيذه عندما كان رئيسا للحكومة العراقية في الدورة الانتخابية الماضية منوها باحتضان الكويت للمؤتمر وتبنيها له.واعرب المالكي خلال استقباله الوفد الاعلامي الكويتي الذي يزور بغداد عن رغبته بألا يقتصر الامر على جمع منح وتبرعات للعراق بل ان تنفذ الدول والشركات مشاريع اعادة اعمار الجسور والمستشفيات والمصانع وبقية القطاعات على ان تتقاضى استحقاقاتها بالاجل نفطا او نقدا عبر جدول زمني محدد.وأضاف ان "تنفيذ المشاريع في العراق وتسجيل الفواتير بضمانات حكومية افضل من اعطائه منحا مالية"، موضحا ان هذه الآلية ستفيد المستثمر من جهة وتعجل باعادة اعمار العراق من جهة اخرى.واشار الى انه سبق ان طرح هذا المقترح عندما كان رئيسا للحكومة العراقية في الدورة السابقة تحت اسم (قانون البنى التحتية) وكانت القيمة التقديرية لمشاريع الدفع بالاجل انذاك تبلغ نحو 77 مليار دولار تدفع على عشر سنوات.وقال ان هذا المبلغ لم يكن كبيرا مقارنة بقدرات العراق الاقتصادية الا ان القانون لم يمرر حينها بسبب رفض بعض الجهات السياسية بحجة انه سيرهن اقتصاد العراق.واعرب عن امله بأن تستثمر شركات كويتية في بناء الموانئ في العراق فتتولى هي جميع الاجراءات وفق مواصفات متفق عليها ثم تتقاضى اجورها لاحقا.وقدم المالكي الشكر لسمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد وحكومة الكويت وشعبها على استضافة المؤتمر الدولي، متمنيا ان يسهم في زيادة اللحمة بين الشعبين الشقيقين على كافة الصعد وفي جميع المجالات.ورأى ان نجاح المؤتمر يعني تجاوز كل ما هدمته المنظمات الارهابية وخربه تنظيم ما يسمى بالدولة الاسلامية (داعش) والقاعدة والطائفيون والمتشددون والتكفيريون في العراق.حل الأزمات
وفي سياق متصل اشاد المالكي بموقف سمو الامير الذي كان متساميا وحريصا على ايجاد مخرج وحل لكل الازمات والمشاكل بين البلدين وعمل على انهائها وفق قواعد ثابتة، مبينا ان بلاده لا تريد ان تقف عند هذا الانجاز وانما تسعى لغلق كل ابواب الفتن وتطوير العلاقات عبر تفعيل الزيارات المتبادلة والتركيز على المصالح المشتركة.وحمل المالكي وسائل الاعلام في البلدين ونخبهم التي وصفها بالخيرة مسؤولية دعم هذه العلاقة وادامة التواصل بين البلدين الجارين الصديقين المسلمين العربيين ومعالجة السلبيات التي قد تصدر من هنا او هناك لاسيما ان المجتمع يتلقف السلبية ويتناقلها بسرعة.ورأى ان البلدين نجحا في تجاوز الحقبة الماضية والصورة السوداء المظلمة التي رسمها حزب البعث انذاك نحو علاقات جيدة متكاملة ومتفاعلة بعيدا عن التشتت والقلق الخوف.واشار الى ان الجميع يشهد للكويت انها لم تدعم الارهاب ولم تسكت عنه وانها كانت من ابرز الدول التي وقفت ضد التكفير والطائفية وهذا يحسب لها.
أعتبر دعوة الكويت لمؤتمر إعمار العراق دعوة لإعادة الوئام العربي... علاوي