بنس من «الكنيست»: نقل السفارة إلى القدس العام المقبل

• طَرْد نواب عرب احتجوا على كلمته
• عباس يدعو أوروبا إلى الاعتراف «سريعاً» بدولة فلسطين

نشر في 23-01-2018
آخر تحديث 23-01-2018 | 00:03
نتنياهو مصفقاً لبنس في الكنيست أمس   (ا ف ب)
نتنياهو مصفقاً لبنس في الكنيست أمس (ا ف ب)
أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أمام الكنيست الإسرائيلي أنه سيتم نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس قبل نهاية 2019، معتبراً أن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل «هو اعتراف بالحقيقة... والحقيقة هي الأساس الحقيقي الوحيد لسلام دائم».
تعهد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، أمس، في خطاب ألقاه أمام البرلمان الإسرائيلي بأن السفارة الأميركية ستفتح أبوابها قبل حلول نهاية العام المقبل، بموجب قرار نقلها الشهر الماضي، بعد اعتراف الرئيس دونالد ترامب بالمدينة المقدسة عاصمة لإسرائيل.

وقال بنس إن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل "هو اعتراف بالحقيقة... والحقيقة هي الأساس الحقيقي الوحيد لسلام دائم"، متابعا: "القدس عاصمة إسرائيل، ولهذا وجه الرئيس ترامب تعليماته لوزارة الخارجية للبدء فورا في التحضيرات لنقل السفارة الاميركية من تل ابيب الى القدس"، وسط تصفيق الحضور.

وأضاف: "في الاسابيع المقبلة ستقدم الادارة خطتها لفتح سفارة الولايات المتحدة في القدس، وستفتح السفارة قبل نهاية العام المقبل". وحسب بنس، فإن ترامب قام الشهر الماضي "بتصحيح خطأ عمره 70 عاما، وأبقى على كلمته للشعب الاميركي عندما اعلن ان الولايات المتحدة ستعترف اخيرا بأن القدس عاصمة إسرائيل".

وحض الإسرائيليين والفلسطينيين على استئناف مفاوضات السلام، وقال: "نعرف أن الإسرائيليين يريدون السلام... وعلى القيادة الفلسطينية العودة إلى الطاولة".

وأكد ان الولايات المتحدة "لن تسمح أبدا" لايران بحيازة سلاح نووي، مضيفا ان الاتفاق النووي الذي تم التوصل اليه عام 2015، والذي وقعته ايران مع روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا، عبارة عن "كارثة"، والولايات المتحدة ستنسحب "فورا" منه في حال عدم تعديله.

وفي وقت سابق، وبعد لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، وصف بنس قرار الرئيس دونالد ترامب حول القدس بـ"التاريخي"، مؤكدا ان ترامب يعتقد ان "بإمكاننا خلق فرصة للتقدم في المفاوضات بحسن نية"، وأعرب عن أمله "ببزوغ فجر حقبة جديدة" في جهود السلام الفلسطينية - الاسرائيلية.

طرد نواب عرب

وبعد لحظات من بدء نائب الرئيس الاميركي خطابه، طرد نواب عرب إسرائيليون من الكنيست، بعد احتجاجهم على حضور بنس.

ووسط تصفيق نواب الكنيست ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصعود بنس على المنصة، طرد حراس إسرائيليون النواب العرب، وهم من "القائمة المشتركة"، وقاموا بإخراجهم بالقوة.

وقالت عضوة الكنيست العربية عايدة توما من "القائمة العربية المشتركة"، ممثلة فيها عن "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، "عندما بدأ مايك بنس الحديث قمنا، نحن النواب العرب من القائمة المشتركة، بشكل تظاهري، حيث حمل البعض صورا لمدينة القدس كتب عليها القدس عاصمة فلسطين، وقام حرس الكنيست بدفعنا نحو الخارج بقوة، وتمزيق الصور".

وأكدت توما "كانت لدينا رسالة، من المهم ارسالها، مفادها انه ليس هناك اي احتفال بوجود بنس، وهناك جمهور في إسرائيل يرفض ان يستقبله بحفاوة وان وجوده خطر".

وأثنى نتنياهو من جانبه على القرار بشأن القدس، وقال: "تشرفت على مر السنين أن أقف هنا وأستقبل مئات الزعماء في القدس عاصمة إسرائيل، وهذه هي المرة الأولى التي أقف هنا ونستطيع كلانا أن نقول 3 كلمات وهي: القدس عاصمة إسرائيل".

وفيما يتعلق بالسلام، قال: "لدي رسالة الى ابو مازن (عباس): لا يوجد بديل للزعامة الاميركية في قيادة عملية السلام"، مضيفا: "من لا يرغب في بحث السلام مع الأميركيين، لا يرغب في السلام".

وأشار الى ان زيارة بنس "تركز على مساعي الإدارة الأميركية للتصدي للنشاطات الإيرانية المعادية والمشروع النووي الإيراني، ودفع عملية السلام في الشرق الأوسط إلى الأمام".

وإسرائيل هي المحطة الاخيرة لبنس في أول جولة شرق اوسطية له شملت مصر والاردن ايضا.

وقرر الفلسطينيون مقاطعة زيارة المسؤول الأميركي، وعدم الاجتماع معه، احتجاجا على قرار الولايات المتحدة الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل.

وحظي بنس باستقبال حار أمام مكتب نتنياهو، مع حرس الشرف وفرقة عسكرية، وفرضت إسرائيل إجراءات أمنية مشددة لتأمين القدس حتى انتهاء الزيارة.

واليوم، من المقرر أن يزور بنس، المسيحي الإنجيلي المتشدد، نصب ضحايا محرقة اليهود في الحرب العالمية الثانية (ياد فاشيم) ثم حائط المبكى، كما فعل ترامب خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل في مايو الماضي.

في المقابل، دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أمس، الدول الأعضاء في الاتحاد الاوروبي إلى الاعتراف "سريعا" بفلسطين كدولة مستقلة، معتبرا ان ذلك لا يتناقض مع استئناف مفاوضات السلام مع إسرائيل.

وقال عباس، الذي يزور بروكسل سعيا للحصول على دعم الاوروبيين، "إن أوروبا شريك حقيقي للسلام في المنطقة، ونطالبها بالاعتراف بدولة فلسطين سريعا (...) من شأن هذا أن يشجع الشعب الفلسطيني على الأمل من أجل تحقيق السلام".

وشكر الاتحاد على الدعم المالي الذي يسهم به "من أجل بناء مؤسسات دولة فلسطين".

وشدد على أن "الطريق الوحيد للوصول إلى السلام بيننا وبين إسرائيل هو من خلال المفاوضات، بمشاركة وإشراف دولي (...) نريد تطبيق قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة على أرض الواقع".

من ناحيتها، أكدت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني لعباس أن الاتحاد يدعم تطلعه الى أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطينية.

وفيما بدا أنه إشارة خفية لاعتراف الرئيس دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، دعت موغيريني الضالعين في العملية إلى الحديث والتصرف "بحكمة" وإحساس بالمسؤولية.

على صعيد آخر، اعتقل الجيش الإسرائيلي، امس، عمر عبدالرازق النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني عن حركة حماس داخل منزله في بلدة في سلفيت في الضفة الغربية.

back to top