«هجوم عفرين» يسير ببطء و«قسد» تطالب واشنطن بالتدخل

• تحرك بري من أعزاز
• إردوغان لن يتراجع
• مقتل 18 كردياً بينهم أطفال
• موسكو تؤكد مشاركة أكراد في «سوتشي»... وتركيز واشنطن منصب على «جنيف»

نشر في 23-01-2018
آخر تحديث 23-01-2018 | 00:00
جندي تركي يشرف على مقاتلين سوريين موالين لأنقرة يتجهون إلى المعارك أمس (أ ف ب)
جندي تركي يشرف على مقاتلين سوريين موالين لأنقرة يتجهون إلى المعارك أمس (أ ف ب)
بوتيرة بطيئة وكثير من الحذر، واصلت تركيا والميليشيات السورية المعارضة الموالية لها عملياتها العسكرية في منطقة عفرين، شمال سورية، التي تسكنها غالبية كردية، بينما بدأت قوات "قسد" ضغوطاً على حليفتها واشنطن للتدخل.
لليوم الثالث على التوالي وبوتيرة بطيئة، واصل الجيش التركي غاراته الجوية على منطقة عفرين شمال سورية، في إطار عملية "غصن الزيتون" التي اعلنتها أنقرة، مؤكدة ان هدفها طرد "وحدات حماية الشعب" الكردية منها، وإقامة حزام أمني على الحدود التركية.

وبينما أعلنت "الوحدات الكردية" أنها شنت هجوما مضادا على الميليشيات السورية الموالية لتركيا والمدعومة بقوات من الجيش التركي، أطلق الجيش التركي عملية برية بالتعاون مع الفصائل السورية الموالية له انطلاقا من مدينة أعزاز بريف حلب، باتجاه منطقة عفرين.

وذكرت وكالة "الأناضول" أن القوات المشاركة في العملية التي بدأت من أعزاز (شرق عفرين)، في اليوم الثالث لعملية غصن الزيتون، شرعت في دخول الأراضي المستهدفة، بينما قصفت وحدات المدفعية التركية المرابطة على خط الحدود، مواقع كردية في قرى جلمة وحميدية وحاجيلار وفريرية وتل سلور التابعة لناحية جنديريس بعفرين.

وقال متحدث باسم قوات سورية الديمقراطية (قسد)، كينو غابرييل، أمس، إن عدد القتلى بسبب هجوم تركي على منطقة عفرين بلغ 18 مدنيا بينهم نساء وأطفال. وأضاف غابرييل، في بيان وزع في مجموعة للرسائل النصية الفورية تديرها القوات، إن 23 شخصا آخرين أصيبوا في الهجوم.

ودعت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التحالف الدولي بقيادة واشنطن، أبرز داعميها في الحرب ضد تنظيم "داعش" الى "الاضطلاع بمسؤولياته"، بعد الهجوم التركي على منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية.

وقال غابرييل، في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي عقدته قيادة هذه القوات في قاعدة عين عيسى التي يوجد فيها جنود أميركيون (شرق)، إن "التحالف الدولي، شريكنا في مكافحة الإرهاب، والذي خضنا سوية معارك مشرفة لدحر الإرهاب (...) وشارف على إعلان النصر النهائي، يعلم بكل جلاء أن التدخل التركي جاء لإفراغ هذا النصر من مضمونه".

وشدد على أن "التحالف مدعو للاضطلاع بمسؤولياته تجاه قواتنا وشعبنا في عفرين".

ووصفت "قسد" في بيانها الهجوم التركي بـ"الهمجي"، وبأنه "دعم واضح وصريح لتنظيم داعش الإرهابي" هدفه "اتاحة الفرصة للتنظيم الإرهابي لالتقاط أنفاسه (..) من خلال استهداف مقاطعة عفرين وإشغال قواتنا بالدفاع عنها".

واعتبرت أن "روسيا الاتحادية وعبر مؤسساتها الرسمية مدعوة لتوضيح الموقف الصريح إزاء هذا العدوان التركي"، معربة عن قناعتها "الكاملة" بأن تركيا "ما كانت أن تتجرأ على قصف قرانا ومدننا (...) إلا لأن روسيا الاتحادية قد تنصلت من التزاماتها الأخلاقية ومنحت الضوء الأخضر لهؤلاء بتحليق طيرانهم في أجواء عفرين".

وأعلنت روسيا السبت مغادرة جنودها، الذين كانوا منتشرين في منطقة عفرين. وقالت وزارة الدفاع الروسية السبت إنها "اتخذت تدابير تهدف الى ضمان امن" جنودها.

واعتبر كثير من المحللين انه لم يكن بإمكان تركيا شن الهجوم لولا موافقة روسيا التي تسيطر على المجال الجوي في شمالها، ولديها وجود عسكري في عفرين وتقيم علاقات جيدة مع "وحدات حماية الشعب".

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أمس، إن بلاده ليس لديها أطماع في شبر واحد من أراضي الآخرين. وفي كلمة، خلال مشاركته في حفل توزيع جوائز غرفة صناعة أنقرة، تطرق إلى عملية "غصن الزيتون" مؤكداً انه "قريبا جدا أشقاؤنا الأكراد والعرب والتركمان في عفرين سيشكروننا كثيرا عقب زوال ضغوط المنظمة الإرهابية".

وشدد إردوغان على أن "عملية عفرين ستنتهي عند تحقيق أهدافها على غرار درع الفرات"، وأردف: "أود سؤال أميركا التي تقول بأن عملية عفرين يجب أن تكون لمدة محددة، هل تحددت مدة بقائكم في أفغانستان؟ قبل وصولنا (العدالة والتنمية التركي عام 2002) الحكم دخلتم العراق ومازلتم هناك".

وأكد أردوغان أن "تركيا ليست لديها مشكلة مع الأكراد، وأن الهدف من عملية غصن الزيتون هو القضاء على ممر إرهابي وليس كردي".

وقال الرئيس التركي إن تركيا مصرة على المضي قدما في العملية، مؤكدا انه "لا تراجع من عفرين".

موسكو

ولفت المتحدث باسم الرئاسة الروسية (​الكرملين)، ​دميتري بيسكوف،​ إلى أن "​روسيا​ تراقب عن كثب العملية العسكرية التركية​"، مؤكداً أن "​موسكو​ على اتصال بالقيادتين التركية والسورية".

وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن "ممثلين أكرادا هم على لائحة السوريين المدعوين للمشاركة في مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي ينعقد في سوتشي الاسبوع المقبل".

وإلى جانب إيران التي تدعم النظام السوري وتركيا التي تدعم فصائل مسلحة، تريد روسيا التي تدعم نظام الرئيس بشار الاسد، عقد مؤتمر سلام بهدف الاتفاق على دستور جديد لسورية في مرحلة ما بعد الحرب. ومن المقرر عقد المحادثات في 29 و30 الجاري.

وشدد لافروف على ان الأكراد السوريين يجب ان يلعبوا دورا في "العملية السياسية المستقبلية"، مضيفاً للصحافيين أنه "يجب ضمان هذا الدور حتما"، مؤكدا انه يتعين على جميع المجموعات العرقية احترام سيادة البلاد ووحدة اراضيها.

من جهة أخرى، اتهم لافروف واشنطن بتشجيع النزعة الانفصالية لدى الاكراد، وقال "إن واشنطن شجعت وتشجع بشكل نشيط النزعة الانفصالية لدى الاكراد" وتتجاهل الطبيعة "الحساسة" للمسألة.

وأضاف: "هذا الامر هو إما عدم فهم للوضع أو استفزاز عن ادراك تام"، معتبرا المبادرة الفرنسي لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سورية متحيزة، معبرا عن القلق بشأنها.

وغداة إعلانه دعمه عملية "غصن الزيتون"، وصل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الى موسكو لبحث مؤتمر سوتشي.

تيلرسون

ونسب تقرير ممثل عن وسائل الإعلام إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قوله، أمس، إن الولايات المتحدة قلقة من واقعة تركية في شمال سورية وتطلب من الجانبين ضبط النفس.

ووفقا للتقرير، الذي حصلت عليه "رويترز"، قال تيلرسون أثناء رحلة إلى لندن: "نحن قلقون من الواقعة التركية في شمال سورية"، مضيفا: "ندرك ونقدر بشكل كامل حق تركيا المشروع في حماية مواطنيها من العناصر الإرهابية".

وبين أنه طلب من الجانبين ضبط النفس وتقليل الخسائر بين المدنيين، وأن الولايات المتحدة تسعى "لمعرفة ما يمكن عمله لتهدئة المخاوف الأمنية المشروعة لتركيا".

وتابع تيلرسون: "نركز على إرساء الاستقرار في سورية، ونحاول التركيز على عملية جنيف لوقف الحرب الأهلية".

اعتقالات لمتضامنين مع الأكراد

قالت وزارة الداخلية التركية، أمس، إن الشرطة اعتقلت 35 شخصا بتهمة "نشر دعاية إرهابية"، على وسائل تواصل اجتماعي، تتعلق بالعملية العسكرية ضد مقاتلين أكراد في شمال سورية.

ولم تكشف وزارة الداخلية عن تفاصيل بشأن الاعتقالات، لكن وكالة الأناضول للأنباء قالت، في وقت سابق، إن الادعاء أصدر أوامر باعتقال 17 شخصا في مدينة ديار بكر، بجنوب شرق تركيا، و18 في اسطنبول، نشروا مواد على الإنترنت "لتحريض مواطنين من أصول كردية وتشجيعهم على الخروج إلى الشوارع". وجاءت هذه التحركات بعد أن فرقت الشرطة التركية احتجاجات موالية للأكراد في أنقرة واسطنبول، أمس الأول، واعتقلت ما لا يقل عن 12.

back to top