القحطاني: «South is nothing» يركز على سلبيات اجترار الماضي

نشر في 21-01-2018
آخر تحديث 21-01-2018 | 00:04
خلف العصيمي وفيصل القحطاني أثناء الندوة
خلف العصيمي وفيصل القحطاني أثناء الندوة
يناقش فيلم "South is nothing" تأثير الحالة النفسية، التي يعيشها الفرد وانعكاسها على سلوكياته.
من ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي في دورته "24" أقيمت ليلة سينمائية، بالتعاون مع نادي "سين" لعرض الفيلم الإيطالي

"South is nothing" للمخرج فابيو موللو، مساء أمس الأول، على مسرح الدسمة، بحضور جمع من المهتمين ومحبي الأفلام الإيطالية.

تدور أحداث الفيلم في إطار درامي اجتماعي، وهو عندما يختفي "بيترو" شقيق "جرازيا" لفترة طويلة دون أن يترك وراءه أي خيط أو معلومة تمكنها من الوصول إليه.

ينتمي الفيلم إلى الواقعية الجديدة، وعرض للمرة الأولى في مهرجان "برلين"، وفاز بالعديد من الجوائز، الفيلم من تأليف فابيو موللو وأندريا باولو مسارا، ويتكون طاقم العمل من أليساندرا كوزتانزو، وفالينتينا لودوفيني، وأندريا بيليساريو، وفينيكيو مارشيوني، وميريام كالفويست.

وعلى هامش الفيلم، أقيمت ندوة أعقبت عن الفيلم قدمها د. فيصل القحطاني، وأدارها عضو نادي سين خلف العصيمي.

في البداية، قال د. القحطاني نحن أمام حالة إنسانية عميقة جداً، إذ حاول المخرج فابيو موللو، أن يطرح هذه الحالة عبر تساؤلات قام بافتراضها ووضعها من خلال شخصية الفتاة، وهذه الحالة المربكة نفسياً داخلياً انعكست على مجريات الأحداث، بالتالي العنوان أو المظلة العريضة هنا إن لم تكن من الداخل متصالحاً مع نفسك ومتهادناً مع ذاتك فلن تستطيع أن تتصالح مع الآخر، أو أن تفتح قناة أو قنوات حوار مع الآخر.

ورأى د. القحطاني أنها دعوة عريضة أطلقها المخرج، ووفق فيها، مما جعل الفيلم يأخذ حيزاً في الأفلام، والمهرجانات السينمائية العربية، وليس فقط الأوروبية، وهذه الحالة الإنسانية هي مفتاح هذا الفيلم.

وتابع: "نعم كان هناك مخرج يقف وراء هذه الحالة، ويتابعها بشكل دقيق جداً، من خلال إيقاع ومونتاج الفيلم، أما تداخل الأزمان أو تداخل الواقع بالخيال أو الحلم أيضاً كان جزء من هذا الصراع الداخلي للشخصيات

"الأب والبنت"، لأنهما ما زالا يعيشان على أطلال الماضي، ومازال الماضي، وهو فقدان الأخ مسيطراً على حياة هاتين الشخصيتين، بل معطل لهما، فقد أخذ التفكير الفتاة بشكل كبير بشقيقها، وهي نسخة مصغرة من والدها".

وأشار د. القحطاني إلى أن الفتاة فشلت في الدراسة بسبب الماضي، ووالدها خسر بيته بسبب الماضي، إذن هنا ارتباط الماضي لا يمكن أن يفصل عن الشخصيات، لافتاً إلى أن الحالة النفسية هذه، كثير من المخرجين يحب أن يغوص في النفس البشرية ويحاول أن يتلمس لماذا هذه المشكلات أو المعضلات، التي يوجدها الإنسان لنفسه؟

واعتبر أن تلك المعضلات يمكن أن تعالج أو تحل ببساطة، والدليل على ذلك النهاية، لأن الفتاة بالنهاية بمجرد ركوب "الدراجة" مع الشاب عادت لتكون فتاة، والآب بمجرد أن استعشر أن لديه إبنه فعلاً ، قبل لابنته بعد أن كان رافضاً أن تمسك القارب، وقام بدفع القارب معها، إذن هنا حالة الخلاص، وبين د. القحطاني أن الغوص في البحر، هو عبارة عن الغوص في أعماق النفس بشكل أو بآخر.

السينما البديلة

وذكر د. القحطاني أنه يريد أن يسجل ملاحظات على هذا الفيلم، أولها "السرعة"، فالإيقاع هو تماسك العمل من أداء تمثيلي، ومن نقلات في المونتاج، والتحول من زمان إلى آخر، والقطع والتنقل من وإلى، حتى الراوية بصوت الجدة كانت تماشي الحدث، مشيراً إلى أن هذه النوعية من الأفلام لا يمكن أن يقفز فيها الحدث قفزاً سريعاً، ولا يمكن أن تجد فيها عقداً كثيرة، هي فكرة واحدة، وأعماق تلك الفكرة هو المهم بالنسبة للمخرج، بالتالي حتى طبيعة التلقي هنا، تختلف عن طبيعة التلقي في الأفلام السينمائية، التجارية أو الأكشن، وعلق د. القحطاني " نحن أمام فيلم عميق جداً، ومؤثر، ويمكن أن يكون حلاً وعلاجاً، كما تنادي السينما البديلة أو ينادي المخرجون هؤلاء بأن ما يعيني هو مجتمعي، وأن أطرح مشكلة قائمة وموجودة، هي ليست فقط مشكلة أب وإبنه، هي مشكلة كبيرة جداً، وقد يعاني البعض لدينا هنا، وهي اجترار الماضي لعرقلة الحاضر".

back to top