فلسطين 6/0

الحالة الأدبية التي تتطور فنيا، وتستحق الإشادة، هي الرواية العربية، وهي الجنس الأدبي الذي يستحق أن نرفع له القبعة، لا ندعي أننا وصلنا إلى مستوى عالمي، لكننا بالتأكيد في الطريق إلى ذلك، ونرفع القبعة للروائيين الذي يعملون بجد لرفع شأن هذا الجنس الأدبي. وحين تكون هناك جائزة للرواية، فيجب أن يكون هدفها خالصا من أجل الرواية، فلا يشعر الروائي الجيد بالغبن والجور وهو يرى أسماء لا تستحق وكتابا من الدرجة الثالثة عربيا والعاشرة عالميا تحتل أماكنهم. هذه الجائزة تستحق الهجوم عليها، لأنها لم تكن مقنعة؛ لا للروائي ولا للناقد، وحوَّلت القراء إلى جمهور بقية الأجناس من أغنية وسينما ومسرح. لا يمكن أن يقنعنا القائمون عليها بأنهم يمتلكون قدرات نقدية تفوق قدرات بقية النقاد والروائيين وهم يقدمون للقائمة أسماء لم يعترف بها أبناء بلدها. ولا يمكن أن نقتنع أننا لسنا أمام هيمنة فلسطينية غامضة، وبحاجة لإعادة نظر. ياسر سليمان رئيس مجلس الأمناء، محمود شقير عضو لجنة التحكيم، عاطف أبوسيف من القائمة الطويلة، إبراهيم نصرالله كذلك، وليد شرافا وحسين ياسين أيضا. هذا التكريس الفلسطيني يجعلنا نشك في نزاهة العمل النقدي الذي اعتمدته لجنة الجائزة. فلم تجد في المغرب عملا يستحق، ولا في عُمان، وليس في مصر، سوى عملين وهكذا. خضعت اللجنة، للأسف، لدور النشر من جهة، فاحتلت دور النشر اللبنانية نصف القائمة، وخضعت لمواطنيها، والذين ربما سنراهم جميعا في القائمة القصيرة. الأكثر مرارة، أن اللجنة الموقرة أدخلت من العراق كاتبة لا تمتلك أدبيات التعبير المدرسي لتكون ممثلة لبلد كالعراق، ولتقنعنا بأنه خالٍ من روائي يستحق أن يقرأ.بالمناسبة، إذا كان إبراهيم السعافين وأمجد ناصر من أصل فلسطيني، فالعنوان يصبح "فلسطين 0/8".