خــالد ديـــاب: «طلق صناعي» يتناول الإحباط لدى المصريين

• يؤكِّد أن فيلمه لا يشبه «الإرهاب والكباب»

نشر في 19-01-2018
آخر تحديث 19-01-2018 | 00:00
خــالد ديـــاب
خــالد ديـــاب
أثار فيلم «طلق صناعي» حالة من الجدل لدى جهاز الرقابة على الأفلام في مصر، ودار النقاش حول حذف بعض المشاهد منه أو منعه من العرض، إلى أن استقبلته الصالات أخيراً ولاقى ردود فعل طيبة.
و«طلق صناعي» من تأليف الأشقاء محمد وشيرين وخالد دياب، والتجربة الإخراجية الأولى للأخير.
«الجريدة» التقت خالد دياب للحديث حول هذه التجربة وكواليسها وأزمته مع الرقابة.
حدثنا عن فكرة «طلق صناعي».

أنتقي أفكار أفلامي عادة من أخبار ترد في الصحف أو نقاش مع صديق في موضوع ما، وهو ما حدث مع «طلق صناعي». وقد انشغلت أخيراً بالمواطن المصري وهمومه والضغوط التي يعانيها والتي دفعت البعض إلى التفكير في الهجرة أملاً في حياة أفضل، ومن هنا جاء الفيلم.

تحدث البعض عن تشابه بين فيلمك و«الإرهاب والكباب». ما رأيك؟

لا أرى أي مبرر لذلك، وأتحدى من يُثبت أي تشابه بين الفيلمين. فكرة احتجاز رهائن قُدمت أكثر من مرة في السينما المصرية، كذلك العالمية، والأفكار تتكرر عادة، لكن المعالجة والتفاصيل والمواقف الدرامية تختلف، ما يؤكد الفرق بين «طلق صناعي» و«الإرهاب والكباب».

بدأ الفيلم بعبارة أن الأحداث تدور في زمن الإخوان. لماذا؟

نال العمل موافقة الرقابة في عام 2013، وعند الحصول على تصريح عرضه أخيراً، طلب منا هذا الجهاز أن نشير إلى ذلك ما دام العمل كُتب فعلاً في عهد الإخوان. ولو عُدنا إلى تلك الفترة سنجد أن كثيراً من المصريين فكروا آنذاك فعلاً في الهجرة وترك البلاد، خصوصاً الإخوة المسيحيين بسبب الخوف. من ثم لم أجد مبرراً لرفض هذا الطلب.

رقابة

كيف تعاملت الرقابة مع الفيلم، خصوصاً أنها رفضت عرضه سابقاً؟

كان التفاوض مع الرقابة من خلال الشركة المُنتجة «نيوسينشري»، والتي وصلت إلى نسخة «توافقية» تُرضي الطرفين، وهي التي عُرضت.

ما حقيقة الـ 40 ملاحظة وحذف أغنية ومشاهد؟

كما قلت، شركة الإنتاج هي المسؤولة عن النسخة النهائية وهي التي تولت التفاهم مع جهاز الرقابة حتى وصلنا إلى النسخة النهائية، وأنا راضٍ تماماً عنها وعن مستوى الفيلم.

هل ترى أن ثمة رغبة من الرقابة في عدم وجود أعمال ترصد سلبيات المجتمع؟

إطلاقاً. الرقابة ليست من يُحدد الموضوعات التي نتطرق إليها في أعمالنا، ومهمتها وضع بعض الملاحظات التي تخضع للمناقشة ثم التوافق، كما حدث مع «طلق صناعي». ولا أحد يُنكر بعد مشاهدة الفيلم أن ثمة مساحة من الحرية سمح بها هذا الجهاز.

جدل وحذف

أدّت أفلامك الأخيرة إلى كثير من الجدل، كيف ترى ذلك؟

لم أتعمد إثارة أي جدل. نفذت مشروعاً تحمست له ودخلنا في جدل ونقاش مع الرقابة والإعلام والنُقاد. لكن في النهاية المشروع كان الهدف وليست الأزمة، ووجود هذا الحراك مع إطلاق أي عمل دليل نجاح وحضور وتأثير.

ماذا عن حذف مشاهد مي كساب؟

صوّرت مي كساب بعض المشاهد وهي حامل في الشهر الثاني، وتوقف الفيلم فترة ثم استكملت تصوير مشاهدها وهي في الشهر التاسع، وبالطبع كان الاختلاف كبيراً في الشكل، وهو أمر غير مقبول، خصوصاً أن الأحداث تدور في مكان واحد وزمن قصير لا يسمح بأن تظهر الشخصية بهذا التغيير. من ثم، خلال المونتاج قررنا حذف جزء كبير من دورها، وتواصلت معها وأبدت موافقة ومرونة كاملة ولم تغضب من الحذف لأنه كان ضرورياً وفي مصلحة العمل. وأشير هنا إلى أنها رغم ذلك لفتت الانتباه بعدد المشاهد القليلة التي قدمتها، وكان حضورها مميزاً وزادت من جرعة الكوميديا في الفيلم.

نهاية وديكور

نهاية الفيلم صادمة وكئيبة على عكس «عسل أسود». لماذا؟

على العكس، جاءت النهاية واقعية وتحتوي على كثير من الشجن. كلنا نغضب من الوطن بسبب الأزمات ونرغب في تركه والبحث عن حياة أفضل، ولكن بعد جلاء الصورة الحقيقية ينتهي هذا الغضب. يكشف الفيلم أن المواطن لا يشعر بالأمن، ويخاف على زوجته وأولاده، لذا يقرر الهجرة أو الاحتماء بالجنسية الأميركية. ولكن يظهر الجانب الأميركي على حقيقته، أي أنه ليس حامي الإنسان كما يدعي. وعموماً، كان لا بد من البحث عن نهاية مختلفة تناسب أحداث الفيلم وتكون مُقنعة للجمهور.

تدور أحداث الفيلم في ديكور واحد. كيف كانت التجربة؟

من الصعب جداً أن تُدير ممثلين كثيرين في ديكور واحد طوال مدة الفيلم، مع التصاعد الدرامي لكل شخصية، والحرص على عدم شعور الجمهور بالملل من عدم تغيير الموقع. ولكن إيقاع الفيلم وأحداثه والصورة والأطر المتنوعة ساعدت في تجاوز هذا الأمر.

سياسة ومنافسة

يؤكد خالد دياب أن «طلق صناعي» ليس فيلماً سياسياً، بل اجتماعي يتحدّث عن إحساس مواطن بالظلم وبحثه عن حياة كريمة في مكان آخر. يتابع: «كنا حريصين على عدم الإفراط في جرعة السياسة كي لا ينفر الجمهور منه، لذا غلبت الكوميديا عليه».

وحول استقبال الجمهور للفيلم والمنافسة مع أفلام تجارية كوميدية، يقول دياب: «سعيد بردود الفعل حول الفيلم واستقبال الجمهور له والتجاوب مع المشاهد الكوميدية، وأعتبره أحد الأعمال التي ستنافس بقوة في هذا الموسم».

مي كساب مميزة بمشاهدها في الفيلم وإن كانت قليلة
back to top