توقعات الطاقة في 2018: البرميل إلى 70 دولاراً... وإنتاج قياسي جديد للنفط الأميركي

قنبلة الصقيع ترفع سعر الغاز وسهم «تسلا» إلى انخفاض

نشر في 13-01-2018
آخر تحديث 13-01-2018 | 00:03
No Image Caption
قطاع الطاقة يتعافى سريعاً، والرئيس الأميركي دونالد ترامب يواصل سياسات تعزيز إنتاج النفط وإنقاذ صناعة الفحم. كيف يمكن لكل هذا أن يتطور في سنة 2018؟ أعرض هنا توقعاتي بشأن عدد من الاتجاهات البارزة في حقل الطاقة هذه السنة:
1 – الولايات المتحدة ستتجاوز إنتاجها القياسي للنفط.

في شهري أكتوبر ونوفمبر من عام 1970 تخطى الانتاج الشهري من النفط في الولايات المتحدة 10 ملايين برميل يومياً لأول مرة. ولم يصل الإنتاج الشهري الى ذلك المستوى قط طوال الـ 47 سنة التي تلت ذلك.

وفي حقيقة الأمر فإنه قبل انتعاش الزيت الصخري هبط انتاج النفط في الولايات المتحدة الى أقل من خمسة ملايين برميل يومياً. ولكن بحلول عام 2014 تجاوز انتاج النفط 9 ملايين برميل يومياً وكان في مسار لتجاوز 10 ملايين برميل في اليوم في سنة 2015، ثم هبطت حصته من سوق النفط، وتراجع الإنتاج. ولكن الانتاج كان خلال العام الماضي في طريقه الى الارتفاع من جديد وبدأ يهدد ثانية بالوصول الى 10 ملايين برميل يومياً.

وأنا أظن أن انتاجا قياسيا شبه مؤكد في العام الحالي. وأتوقع رقم انتاج قياسي شهري جديد وربما خلال النصف الأول من هذه السنة، وأظن أيضاً أنه من المحتمل أن يتخطى الانتاج السنوي للنفط في 2018 مستويات عام 1970 التي بلغت 9637 برميلا في اليوم.

2 – أسعار النفط ستصل إلى 70 دولاراً للبرميل

كنت أشرت الى هذا التوقع في الشهر الماضي، ولكن بعد الارتفاع الأخير في الأسعار يبدو ذلك التوقع لي أقل تواضعا مما كان عندئذ. وعلى الرغم من ذلك، يشير البعض من الخبراء الى أن النفط يسعر بأكثر من قيمته الآن وأن التراجع مسألة محتمة. ولكن قلة من الأصوات المنفردة كانت تتوقع بلوغ سعر 80 دولاراً للبرميل بحلول نهاية السنة. وفي حقيقة الأمر اذا هددت الأزمة في ايران انتاج النفط في المنطقة فإن بلوغ سعر 100 دولار للبرميل ليس مستحيلاً في هذه السنة.

وكنت توقعت بلوغ 60 دولاراً لسعر برميل النفط في سنة 2017، وتطلب الأمر حتى الأسبوع الأخير من ذلك العام للوصول الى ذلك السعر. ويوجد الكثير من الريح المعاكسة حول النفط عند هذه النقطة. وبشكل خاص يتحوط الكثير من منتجي النفط عند الأسعار الحالية، كما توجد كمية كبيرة من الآبار التي حفرت ولم تكتمل، ويمكن لها أن تطرح انتاجاً جديداً للنفط بسرعة مع ارتفاع سعر النفط.

وعلى الرغم من ذلك، تتراجع المخزونات العالمية من النفط الخام فيما يستمر الطلب في النمو. وتعتبر المخاوف من أن تبدأ السيارات الكهربائية بأخذ حصة من سوق النفط سابقة جداً لأوانها. وأنا أعتقد أن أسعار النفط ستتداول عند مدى ضيق بشكل نسبي في هذه السنة، ولكنني أتوقع أن يصل سعر خام غرب تكساس الوسيط الى 70 دولاراً للبرميل –وقد بلغ السعر الحالي 61.59 دولارا للبرميل.

3 – لأول مرة منذ 2014 سيتجاوز متوسط سعر الغاز الطبيعي الثلاثة دولارات للمليون وحدة حرارية بريطانية

يمكن للطقس البارد أن ينشط أسواق الغاز الطبيعي. وفي سنة 2014 تعرضت الولايات المتحدة الى شتاء قارس، وتم سحب مخزون الغاز الطبيعي الى أدنى مستوياته في عدة سنوات. ونتيجة لذلك أمضى منتجو الغاز الطبيعي بقية السنة يحاولون اعادة ملء المخزون. ونتيجة لهبوط مستويات كان سعر هنري هب للغاز الطبيعي أعلى بـ0.67 دولار للمليون وحدة حرارية بريطانية في سنة 2014 عنه في سنة 2013.

وكان متوسط السعر السنوي في العام الماضي أقل من 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. وقبل موجة البرد الأخيرة كنت سأتوقع أن يتماشى العرض مع الطلب في هذه السنة، وأن يتم تداول الأسعار ما بين 2.50 دولار إلى 3 دولارات. ولكن في ضوء الارتفاع في الطلب الذي نجم عن "قنبلة البرد" التي ضربت الشمال الشرقي ستكون مستويات مخزون الغاز الطبيعي أدنى من المعدل لفترة.

وأنا أظن أن المخزون سيعود إلى المستوى العادي في وقت لاحق من هذه السنة، ولكن من المحتمل أن ترتفع الأسعار حتى ذلك الوقت. ونتيجة لهذا أنا أتوقع أنه ولأول مرة منذ سنة 2014 سيكون متوسط أسعار الغاز الطبيعي أكثر من 3 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية للسنة الكاملة.

4 – طلب الولايات المتحدة على البنزين سيرتفع الى مستوى قياسي جديد وصلت مبيعات السيارات الكهربائية الى مستويات عالية قياسية وهي تنمو بصورة سريعة. وقد ازداد توفير الوقود في سيارات الركاب الجديدة بمعدل خمسة أميال للغالون منذ عام 2007. وعلى الرغم من ذلك، وصل استهلاك البنزين في الولايات المتحدة الى أعلى مستوى على الاطلاق في سنة 2017. ويرجع السبب الرئيسي لهذه الزيادة الى أن أسعار البنزين المتدنية حفزت زيادة في عدد الأميال التي تم قطعها بالسيارات. وقد وصل إجمالي عدد الأميال التي قطعتها السيارات في سنة 2017 الى أعلى مستوى على الاطلاق. كما أن أسعار البنزين المتدنية دفعت مبيعات السيارات الرياضية إلى الارتفاع.

ومن المحتمل أن ترتفع أسعار البنزين في هذه السنة، وهو ما سيقلص نمو الطلب. ومن المحتمل أيضاً أن يفضي التباطؤ الاقتصادي الى تأثيرات سلبية على طلب البنزين.

وعلى الرغم من ذلك، أنا لا أتوقع أن ترتفع الأسعار بما يكفي لمنع الوصول الى استهلاك قياسي جديد أعلى من الذي تحقق في فصل الصيف.

5 – أسهم "تسلا" ستغلق منخفضة هذه السنة

أود أن أستهل هذا التوقع بالقول انني مؤمن بمستقبل السيارات الكهربائية، كما أنني أعتقد أن شركة "تسلا" ستزيد بقوة مبيعات هذا العام، وستصل الشركة الى بعض الإنجازات المهمة. ولكن هناك توقعات كبيرة في سعر السهم ولم تتم تلبيتها بعد.

ورأيت تقرير "تسلا" عن الأرباح الفصلية التي جاءت أقل كثيراً من توقعات المستثمرين، ومع ذلك فقد ارتفع سعر السهم. وشاهدت الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" ايلون ماسك يفرط في الوعد ويقصر في الوفاء. ولا يبدو أن المستثمرين يهتمون بذلك لأنهم يعتقدون أن ماسك سيفي بوعوده في نهاية المطاف.

وفي السنة الماضية حدث انفصال متزايد بين سعر سهم "تسلا" وأداء الشركة المالي. وعكس سعر السهم توقعات ووعود ماسك ولكنها لم تتحقق، وذلك الانفصال لا يمكن أن يستمر الى الأبد. واضافة الى ذلك تواجه "تسلا" قائمة متزايدة من المنافسين في مجالها. وتنفق الشركة مليارات الدولارات في كل فصل، وستضطر بشكل شبه مؤكد الى جمع مزيد من المال في هذه السنة، وكل تأخير يسمح للمنافسين بسد الفجوة.

ولكن هذه عملية محفوفة بالمخاطر. وأسهم المجموعة يمكن أن تتداول عند قيم غير منطقية لوقت طويل. كما أن أسعار السهم تعكس القيمة الأساسية ونفسية المستثمرين. وتستطيع شركة السيطرة في بعض الأوقات على رسملة سوق بصورة منفصلة عن أدائها المالي ولفترة طويلة. ولكنني أظن أن 2018 هي السنة التي يبدأ فيها مستثمرو "تسلا" أخيراً بفقدان بعض صبرهم. وقد افتتحت الأسهم السنة عند 312 دولاراً، وأنا أتوقع أن تغلق السنة عند مستوى أقل.

المخزونات العالمية من النفط الخام تتراجع بينما يستمر الطلب في النمو
back to top