تطوير التعليم... لماذا اللوم دائماً على المناهج؟!

نشر في 12-01-2018
آخر تحديث 12-01-2018 | 00:05
 أحمد الفقم العازمي من أكثر الأمور الملاحظة في قضية التعليم في الكويت أنه دائماً ما تلقى اللائمة في أزمة تدني مستوى التعليم ومخرجاته على المناهج الدراسية، وتتعالى أصوات التربويين مطالبين بضرورة تغيير المناهج وإعادة صياغتها وحذف الجزئية الفلانية من هذا الكتاب وحذف الجزئية العلانية من ذلك الكتاب وهلم جرا، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فعلاً المناهج الدراسية هي السبب الرئيس في تدني مستوى التعليم في الكويت؟! من وجهة نظري الشخصية، فإنه من الظلم أن نقول إن مناهجنا الدراسية هي السبب الأساسي وراء سوء مخرجات التعليم في الكويت، وذلك لأن المناهج الدراسية هي من إعداد نخبة من أفضل الأساتذة الأكاديميين المختصين، كما أنها أخذت حظها من المراجعة والتدقيق من مختصين أيضاً كل في مجاله قبل أن تخرج إلى النور، وتصبح في متناول الطلبة، ولا ينبغي أيضاً أن تقحم الآراء السياسية وتفرض نفسها في المناهج الدراسية لأنها في النهاية هي مناهج دراسية تهدف إلى تعليم الطلبة بشكل عام لا توجيههم إلى تيارات وآراء سياسية محددة. إن توجيه أصابع اللوم كلها إلى المناهج الدراسية يجعلنا نغفل عما هو أهم في عملية تطوير التعليم في الكويت وتحسين مخرجاته ألا وهو "المعلم" الذي يشكل الأساس الصلب لأي منظومة تربوية، فإذا أراد المسؤولون في وزارة التربية تطوير التعليم يجب أن يكون ذلك عن طريق تطوير المعلم من خلال فتح المجال أمامه لحضور الدورات التدريبية والندوات العلمية واستكمال دراساته العليا بهدف تطوير ذاته وحصيلته العلمية بما يعود بالفائدة على الطلبة بشكل خاص وعلى التعليم بشكل عام. إن المعلمين في الكويت وخصوصاً معلمي ومعلمات المرحلة الابتدائية مازالوا يعانون ضغوط عملهم وإرهاقهم بأمور ليست من صلب عملهم؛ كتزيين المدرسة وتجميل الفصول وزراعة حدائق المدرسة وغيرها من الأمور التي تجعلهم غير قادرين على التركيز على التعليم بحد ذاته، ولهذا يجب على مسؤولي وزارة التربية تقدير دور المعلم والاهتمام به بما يؤدي في النهاية إلى تطوير التعليم وتحسين مخرجاته.
back to top