نهاية المسلسلات الصادمة... ضرورة أم لرفع نسب المشاهدة؟

• مقتل الشخصيات الرئيسة أو انتحارها

نشر في 12-01-2018
آخر تحديث 12-01-2018 | 00:00
ينتظر المشاهدون الحلقات الأخيرة من الأعمال الدرامية لأنها تحمل نهاية الأحداث التي تابعوها على مدى أيام طويلة، وبغض النظر عن بعض الاستثناءات، يحرص الصانعون على اعتماد النهاية السعيدة غالباً.
ولكنّ أعمالاً عدة عُرضت أخيراً وأخرى قيد التصوير، لجأ صانعوها إلى نهايات صادمة، تحلّق بعيداً عن السائد في مُحاولة لجذب انتباه المشاهد، لعل أبرزها وفاة الأبطال الرئيسين.
هل المصادفة وحدها فرضت إنتاج مسلسلات عدة بنهايات صادمة، أم أننا إزاء محاولات حقيقية من الصانعين لاعتماد هذه الطريقة بهدف تحقيق نسب مشاهدة عالية؟
يعتمد مسلسل «الطوفان» نهاية صادمة، إذ أدّت حلقاته الأخيرة إلى كثير من الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب موت معظم أبطاله، وفي مقدمهم الابن البكر «كمال».

جسّد الشخصية فتحي عبدالوهاب، وهو في النهاية يقتل نفسه وزوجته بعد تسريب الغاز في شقته وتفجيرها. كذلك «حنان» التي أدت دورها روجينا، فضلت وفقاً لأحداث العمل، الانتحار بقطع شرايين يدها، فيما قتلت الأخت الصغيرة «داليا» أو آيتن عامر زوجها بتسميم الطعام، وسلمت نفسها للشرطة، لأنها تريد أن تُعدم.

بدوره، يقتل «عمر» الذي يؤديه أحمد زاهر زوج أخته الحاج خالد (ماجد المصري) بأن يطلق عليه الرصاص وعلى نفسه ضمن الأحداث، لينتهي المسلسل بوفاة الأخوة الأربعة وشركائهم في مقتل الحاجة صفية.

يتولّى بطولة «الطوفان» كل من: ماجد المصري، وأحمد زاهر، وروجينا، وآيتن عامر، ومحمد عادل، وإيهاب فهمي، وفتحي عبدالوهاب، ووفاء عامر، ورامي وحيد، وروجينا وعبير صبري، وعدد آخر من النجوم، وهو من تأليف بشير الديك، وسيناريو وحوار محمد رجاء، ومن إخراج خيري بشارة.

لم تقتصر النهاية الصادمة على «الطوفان»، فقد سبقه «الأب الروحي» الذي شهد الجزء الأول منه وفاة شخصيات رئيسة عدة، ما سبب صدمة للمشاهدين، بالإضافة إلى الحلقة الأخيرة التي كان عنوانها وفاة من تبقى من نجوم، إذ انتهت بتوجيه الأسلحة النارية نحو الأبطال الآخرين الذين لم تشهد الأحداث سابقاً موتهم وكأنه إنذار بالموت، لتبدأ أحداث الجزء الثاني الذي يُصوَّر راهناً بأبطال جدد.

«الأب الروحي» من بطولة: محمود حميدة، وأحمد فلوكس، ومحمد عادل، وسوسن بدر، ومي سليم، وعايدة رياض، وأحمد عبد العزيز، وإيهاب فهمي، وأحمد حلاوة، ومن إنتاج «مجموعة فنون مصر» (ريمون مقار، ومحمد محمود عبد العزيز)، ومن تأليف هاني سرحان ومحمد جلال، وإخراج بيتر ميمي.

ولم تخرج نهاية «رأس الغول» الذي عُرض في رمضان 2016 من الأجواء المأساوية، إذ اعتمد كل من المؤلف شريف بدر الدين والمخرج وائل حمدي، عنصر الصدمة في أحداث النهاية بوفاة شخصية «أمجد الديب» التي قدمها فاروق الفيشاوي، بالإضافة إلى انتحار «نعمة» التي جسدتها ميرفت أمين.

«رأس الغول» من بطولة: الراحل محمود عبد العزيز، وفاروق الفيشاوي، وميرفت أمين، ولقاء الخميسي، ومن تأليف شريف بدر الدين، ووائل حمدي، وإخراج أحمد سمير فرج.

وتشابهت أيضاً نهاية «7 أرواح» بالنهايات السابق ذكرها بوفاة عدد من أبطالة الرئيسين في الحلقة الأخيرة، كذلك شهدت الحلقة نفسها وفاة شخصية «عيسى السيوفي» التي قدّمها إياد نصار بأن قتل نفسه، وقُتلت أيضاً «كاريمان» التي جسّدتها رانيا يوسف، على أيدي سجينة معها كلّفها بهذه المهمة اللواء الكبير الفاسد «محمد غنيم»، ذلك أثناء ترحيلها للتحقيق معها. كذلك تُوفي بطل العمل خالد النبوي الذي جسد شخصية «معتز الفرماوي» أثناء خضوعه لجراحة خلال السياق الدرامي.

«سبع أرواح» من بطولة: خالد النبوي، وإياد نصار، ورانيا يوسف، ووليد فواز، ونبيل عيسى، وحمزة العيلي، ومحمود حمدان، إلى جانب مجموعة من الوجوه الشابة والجديدة، وهو من إنتاج تامر مرسي وياسر سليم وعاطف كامل، وتأليف محمد سيد بشير، وإخراج طارق رفعت.

كذلك فوجئ الجمهور بمسلسل «واحة الغروب» الذي عُرض خلال دراما رمضان 2017، إذ انتحرت شخصية خالد النبوي، بعبوة ناسفة فجّرت القسم حيث يعمل.

آراء

يرى مؤلف «الطوفان» محمد رجائي أن النهاية الصادمة مقصودة، وتحمل كثيراً من المنطق، وهو سعيد جداً بردود الفعل حولها، خصوصاً أن الحلقة الأخيرة صنعت ارتباكاً لدى المشاهد بين مؤيد يرى أنها منطقية، ومعارض يقول إنها غير منطقية. تابع: «ولكنني مقتنع بأن الجدال على الحلقات الأخيرة يعني أن الجمهور تابع العمل حتى النهاية».

وأضاف أن مقتل الأبطال (الأبناء) جاء منطقياً، «رغم إشفاقي عليهم تحديداً لندمهم خلال الأحداث، ولكن كان لا بد من إيصال رسالة وجاء ذلك في إطار السياق الدرامي».

في هذا السياق، أكّد الناقد محمود قاسم أن النهايات الدرامية تنقسم بين منطقية وغير منطقية، فثمة مسلسلات يموت أبطالها لهدف واضح من دون مبالغة كنوع من العقاب الإلهي، وفي أخرى بسبب إسناد الأجزاء الجديدة إلى وجوه أخرى بشكل يبدو متناسقاً مع طبيعة العمل الدرامي نفسه، ولا نجد افتعالاً في الأمر. لكن على صعيد آخر، ثمة نهايات مفتعلة الهدف منها تحقيق نسب مشاهدة على مواقع التواصل مشيراً إلى أن هذه النوعية من النهايات تضرّ بالعمل نفسه، لأن الجمهور حتماً سيلحظ الافتعال وعدم منطقية الأحداث.

back to top