الغانم: أبناء الخليج عاجزون عن البقاء بعيداً عن بعضهم وإن اختلفوا

الزياني: المجالس التشريعية الخليجية حافظت على أمن المنطقة واستقرارها

نشر في 09-01-2018
آخر تحديث 09-01-2018 | 00:04
قال رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم، إن إيمان الكويت بأشقائها الخليجيين متجذر ومتأصل، وتلك القناعة تشكل ركناً أساسياً في العقيدة السياسية الكويتية.

وأضاف الغانم، في كلمة ألقاها في افتتاح الاجتماع الـ 11 لرؤساء المجالس التشريعية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انطلقت أعماله في الكويت أمس، برعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، أنه إذا كان البعض ينسب فضلاً للكويت وأميرها لما شهدته البلاد من ملتقيات خليجية عدة أخيراً فإن الحق والإنصاف يستوجب أيضاً الإشارة إلى فضل دول مجلس التعاون الخليجي جميعها قيادات وشعوباً فيما تم من بوادر خير خلال الفترة القليلة الماضية.

ولفت إلى التطورات الإيجابية، التي حدثت أخيراً على صعيد التلاقي الخليجي بدءاً من قمة قادة دول مجلس التعاون مروراً بإقامة كأس الخليج لكرة القدم انتهاء بمؤتمر رؤساء البرلمانات الخليجية الحالي رغم أن المشهد كان يبدو للبعض، باعثاً على اليأس وغارقاً في السوداوية».

وبين الغانم: «إذا كان البعض سينسب فضلاً للكويت، وعلى رأسها حكيمها صاحب السمو أمير البلاد، فإننا لن نتواضع وننفي هذه النسبة الجميلة لنا، لكننا ومن باب الانصاف والحق، وشهادة للتاريخ، سنقول، إن الفضل الكبير فيما تم من بوادر خير في الفترة الأخيرة، ينسب لهم جميعاً بلا استثناء، أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وشعوب الخليج قاطبة».

وقال الغانم: «لم نشك يوماً واحداً في أن أبناء الخليج سيعجزون عن البقاء بعيداً عن بعضهم، وإن اختلفوا... لقد خبرناهم قروناً من الزمن، وخضنا معهم الاختبار تلو الاختبار، فما وجدناهم إلا أخوة، وعرفنا أنهم الغيث والغوث، السند والعضد، لا يغلبون في امتحان الفزعة والحمية».

وتابع: «من تلك الحقيقة، كان إيماننا في الكويت بهم راسخاً ومتجذراً ومن التاريخ استمدينا تفاؤلنا في مقارعة السياسة، ومن الجغرافيا استلهمنا ايجابيتنا في مجابهة التفاصيل، ومن الثقافة ومزاجنا الجمعي الخليجي المتشابه، ترسخت قناعتنا، في مواجهة الحيثيات العابرة».

وأضاف «من هذا المتراكم بيننا والقديم والمتجذر والمتأصل والفطري والطبيعي، من هذا المشترك الواسع والعام والشاسع كان إيماننا بأن ما هو عرضي سيبقى عرضياً، وما هو عابر سيبقى عابراً، وما هو مؤقت سيكون مؤقتاً، فالأصل أننا واحد، وأن دولنا الخليجية الحبيبة والعزيزة بدءاً من قياداتنا المتمثلة في أصحاب الجلالة والسمو، مروراً بنخبنا السياسية والثقافية والإعلامية، انتهاء بأصغر مواطن خليجي، جميعهم بلا استثناء حريصون كل الحرص، ومؤمنون كل الإيمان، ومتمسكون كل التمسك بهذا الكيان الجميل، والبنيان الشامخ هذا الذي بناه جابر وفهد، وزايد وعيسى، وقابوس وخليفة».

وقال الغانم: «هذه قناعتنا بإخوتنا وهي قناعة لا تتزعزع، وإيمان

لا يضعف، ومن تلك القناعات الراسخة، والمتجذرة يتشكل منهجنا وعقيدتنا السياسية».

وأعرب في ختام كلمته بالشكر والعرفان لصاحب السمو أمير البلاد قائلاً « شكراً لأنك بيننا اليوم، شكرا لأنك لا تكل ولا تمل، في تجميعنا وتعضيدنا وتقويتنا برغم التعب والإجهاد، شكراً لأنه عندما لا تطاوعك الظروف، لا تيأس ، شكراً لأنه عندما تعاكسك المعطيات، لا تقنط، شكراً لأن إيمانك بنا كخليجيين ثابت ومتأصل ولا يتزعزع، شكراً لأنك تحافظ على ابتسامتك الواثقة، مهما شقت الأيام وادلهمت الليالي».

مسيرة التعاون

من جهته، أكد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية د. عبداللطيف الزياني أن "تفضل صاحب السمو بتشريف حفل الافتتاح تأكيد على رعايتكم السامية ودعمكم الكريم لمسيرة مجلس التعاون المباركة، وبرهان على اهتمامكم وحرصكم المعهود على أن تبقى هذه المنظومة الخيرة قوية منيعة صامدة بعون الله ورعايته أمام أصعب التحديات"،

وثمن الزياني، في كلمته، الدعم والمساندة التي يلقاها مجلس التعاون من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس، لتحقيق تطلعات وآمال مواطني الخليج.

وأضاف: "يشرفني يا صاحب السمو أن أتقدم الى مقام سموكم الكريم بخالص التهاني والتبريكات على النجاح الكبير الذي حققته القمة الخليجية التي استضفتم أعمالها في ديسمبر الماضي، وأكدتم بثاقب رأيكم وبالغ حكمتكم أن مسيرة مجلس التعاون المباركة لن تتوقف بل هي ماضية نحو أهدافها السامية النبيلة بعون الله وتأييده وبرعاية كريمة من سموكم وإخوانكم أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس".

وتابع: "كما يشرفني يا صاحب السمو أن أهنئكم وأبارك لكم استضافة دولة الكويت البطولة الثالثة والعشرين لكأس الخليج العربي لكرة القدم التي جمعت شباب دول الخليج في تنافس رياضي شريف عبر عن عمق العلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمعهم مقدرا ببالغ الشكر والعرفان ما بذلته حكومتكم الرشيدة واللجنة العليا المنظمة للبطولة من جهد متميز في الإعداد والتنظيم والاستضافة، مباركا لكم وللشعب الكويتي العزيز والجماهير الرياضية صدور قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم برفع الإيقاف عن مشاركة الكويت في البطولات الرياضية القارية".

ولفت الى ان "من حسن الطالع أن تنعقد أعمال هذه الدورة للمجالس التشريعية بدول المجلس بتشريف سام من حضرة صاحب السمو الأمير والكويت تترأس أعمال الدورة الثامنة والثلاثين لمجلس التعاون، ولتكون بذلك باكورة أعمال المجلس مع بدء دورته الجديدة"، سائلا المولى عز وجل "أن يكلل أعمالها بالنجاح والتوفيق والسداد".

واردف: "لا يسعني في هذا اللقاء المبارك إلا أن أشيد بالمساعي الطيبة التي قامت بها المجالس التشريعية على مدى الدورات الماضية، وما بذلته من جهود حثيثة لتعزيز التعاون والتكامل الخليجي في المجال التشريعي".

واستدرك: "كان لمجالسكم دور بارز في التسريع بإقرار القوانين والاتفاقيات التي يتم تبنيها من دول المجلس في إطار العمل الخليجي المشترك، كما كان لها مواقفها المشرفة تجاه مختلف القضايا والتحديات التي تواجه دول المجلس وعملنا الخليجي المشترك، وفي مقدمتها الحفاظ على الأمن والاستقرار في دول المجلس والمنطقة ومحاربة الارهاب والتنظيمات المتطرفة ومكافحة الفكر الارهابي البعيد كل البعد عن قيمنا ومبادئنا الاسلامية".

واضاف: "لا يفوتني في هذا المقام أن أنوه بالدور الفاعل والملموس الذي قامت به المجالس التشريعية لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين دول المجلس والدول والتكتلات العالمية عبر الزيارات الرسمية التي تقوم بها والمشاركات الايجابية والبناءة في اجتماعات الاتحادات البرلمانية العربية والدولية والمواقف المشرفة التي تتبناها دفاعا عن المصالح العليا لدول المجلس ومواطنيها".

واستطرد: "لا يسعني إلا أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير للاخوة أصحاب السعادة أعضاء لجنة التنسيق البرلماني والعلاقات الخارجية، على ما بذلوه من جهد ملموس في متابعة تنفيذ قرارات المجالس التشريعية، والتحضير المتميز لأعمال اجتماعكم المبارك، متطلعا إلى توصلكم لقرارات بناءة نأمل أن تسهم بمشيئة الله في تحقيق مزيد من التعاون والتكامل بين دول المجلس، تحقيقا لتوجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس يحفظهم الله".

تلاحم الشعوب

بدوره، أشاد رئيس مجلس النواب في مملكة البحرين أحمد الملا بجهود سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، ومساعيه الحميدة، وحرصه المستمر، على تعزيز قوة وتلاحم وتكامل ومستقبل دول وشعوب مجلس التعاون الخليجي، مع قادة هذه الدول.

وقال الملا: "يشرفني يا صاحب السمو أن أنقل لسموكم، تحيات أخيكم الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وتقديره العميق لجهودكم الكريمة في تعزيز الوحدة الخليجية، وتمنياته بنجاح هذا الاجتماع، ودعمه التام لدور المجالس التشريعية الخليجية، من أجل مستقبل دولنا وشعوبنا وأجيالنا القادمة، في خليجنا العربي كي ينعم بالأمن والاستقرار، والتنمية والازدهار".

وأضاف: "شكراً لسموكم... على تشريفنا ورعاية اجتماعنا هذا، ونسأل الله أن يسدد على طريق الخير خطاكم... من أجل وحدتنا الخليجية، ونعاهد سموكم أن توجيهاتكم السامية، ستكون الجامع لوحدة الصف، وتكامل العمل التشريعي مع العمل التنفيذي في دولنا الخليجية، ونبراس عملنا البرلماني، المحلي والدولي". شاكراً لدولة الكويت الشقيقة، كرم الضيافة، وحسن الاستقبال والتنظيم... والشكر موصول للأخوة الأفاضل، في الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي على تعاونهم المستمر، وجهودهم الكريمة.

توجيهات الأمير ستكون الجامع لوحدة الصف في دولنا الخليجية ... الملا
back to top