5 محاذير تبعث المخاوف من تعافي الاقتصاد العالمي

خفض الضرائب الأميركية قد يغري دولاً أخرى

نشر في 06-01-2018
آخر تحديث 06-01-2018 | 00:03
No Image Caption
لم تعد اليابان مثالاً مقبولاً للفشل وتظهر أوروبا نشاطاً مستحقاً، كما لم تعد الصين لغزاً، والبرازيل تبدو أفضل.
أين مكامن التعثر المحتمل إذن؟ في هذا السياق ثمة أمور تستحق التحفظ.
بدأ الاقتصاد العالمي سنة 2018 بقوة تفوق توقعات العديد من الاقتصاديين والمستثمرين. وتحسن النمو في كل مكان تقريباً، ولم يعد الانكماش مصدر خوف، كما أن البنوك المركزية جعلت نفسها أقل هيمنة من دون إحداث مخاوف في الأسواق.

ولم تعد اليابان مثالاً مقبولاً للفشل وتظهر أوروبا نشاطاً مستحقاً، كما لم تعد الصين لغزاً، وحتى البرازيل تبدو أفضل.

أين مكامن التعثر المحتمل إذن؟ في هذا السياق ثمة أمور تستحق التحفظ:

1 – هل يرتكب مجلس الاحتياط الفدرالي الأميركي خطأ في سياسته في ظل رئيسه الجديد جيرومي باول؟ لقد قررت جانيت يلين بنجاح ثلاث زيادات في معدلات الفائدة وبداية خفض في الميزانية.

وسوف تبرز التوترات إذا استمرت معدلات البطالة في تجاوز تنبؤات مجلس الاحتياط الفدرالي واستمر التضخم في التخلف وراءها.

وفي تلك الحالة، قد يشعر مجلس الاحتياط الفدرالي بإغراء لرفع معدلات الفائدة بما يزيد عن المتوقع في حال عودة التضخم. وسوف تكون تلك غلطة تفضي الى هزة في أوساط المستثمرين، الذين كانت افتراضاتهم ازاء أسعار الأصول تتوقع معدلات فائدة متدنية.

2 – هل يتماسك اقتصاد الصين؟ كان يفترض أن يتباطأ نمو الصين قليلاً في سنة 2017 لكن ذلك لم يحدث، وأضاف نموها إلى الانتعاش العالمي.

وأعرب معظم الاقتصاديين عن توقعهم لحدوث تباطؤ طفيف في هذه السنة مع دعوة الحكومة إلى الشركات المملوكة للدولة لتخفيف ديونها. ولكن انفجار الديون، الذي توقعه الكثير من الرافضين لم يحدث ما أعطى الصين مرونة للقيام بدور أكبر في الازدهار العالمي.

وعلينا الانتباه إلى ليو هي وهو مساعد اقتصادي للرئيس الصيني زي جنبنغ، الذي حقق سلطة ضخمة على جهاز صنع السياسة، ولن نستغرب تعيين حاكم جديد للبنك المركزي.

3 – هل نشهد سباقاً إلى قاع معدلات فائدة الشركات؟ خفض الضرائب إلى 21 في المئة، الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليصبح قانوناً في شهر ديسمبر، قد يغري دولاً متقدمة أخرى للتفكير في اتخاذ خطوة مماثلة أو خفض الضرائب.

ومعدلات الضرائب المشتركة للشركات الأميركية (الفدرالية والولائية) سوف يهبط بقدر بارز عن دول مجموعة السبع، بحسب كريشنا غوها لدى ايفركور آي اس آي. وقد كتبت في الشهر الماضي أقول، إن خفض الضرائب هو جزء محتمل من تحول توسعي في السياسة المالية العالمية.

4 – هل يتعرض ترامب الى استفزاز؟ رغم كل ما يقال عن الشعبوية والمزاج المناوئ للتجارة في الولايات المتحدة، قد تمثل الانتخابات الرئاسية في المكسيك خطراً مماثلاً لاتفاقية التجارة الحرة في أميركا الشمالية مع تردد البيت الأبيض بين العداوة والتأرجح.

ومرشح اليسار في الانتخابات الرئاسية في المكسيك أندرس مانويل لوبيز اوبرادور لن يحجم عن مواجهة ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي وليست مبالغة أن نتصور أن يعلن ترامب عن نيته في الانسحاب من الاتفاقية، وإذا خرجت الولايات المتحدة يمكن أن تنتهي ولايات حزام المزارع بسهولة الى حالة ركود.

5 – هل تلحق السياسة الضرر بالنمو في نهاية المطاف؟ لم تكن الولايات المتحدة المكان الوحيد الذي كانت فيه اليد العليا للأسواق والنمو على الاضطرابات الجيوسياسية عام 2017.

وتستعد إندونيسيا وماليزيا لاجراء انتخابات كما أن الإسلام السياسي يستعرض عضلاته في الدولتين المعروفتين تاريخياً بالعلمانية.

وسوف تجري الانتخابات المحلية في إندونيسيا في شهر يونيو ثم ينتقل التركيز إلى سباق الرئاسة في العام المقبل.

وقد نجحت المجموعات الإسلامية في إقالة محافظ مقرب من الرئيس جوكو ويدودو ولديها القوة للخروج من التصويت وانزال الناس الى الشوارع.

ويواجه الحزب الحاكم في ماليزيا الناخبين في شهر أغسطس، ويحتمل أن يعول على تقسيم المناطق إلى وحدات سياسية تحبذ المقاطعات الريفية ذات الأكثرية الماليزية والمحافظة ثقافياً.

وقد حاول رئيس الوزراء نجيب رزاق رسم خطّه في سنة 2016: سوف يتحول «المالايو Malays» إلى «متسولين» في بلدهم وتسقط المؤسسات الإسلامية إذا سيطرت المعارضة.

وتعتبر عائلة نجيب رزاق جزءاً من المؤسسة السياسية العتيقة، لكنه مع كتلته توددوا بازدياد الى الوطنيين المالايوين والإسلاميين منذ التفجر في أوساط الحزب في أواخر تسعينيات القرن الماضي.

back to top