«طلاب الثورة» يقودون تظاهرات طهران والنظام يهرب بالانقلاب على روحاني

نشر في 31-12-2017
آخر تحديث 31-12-2017 | 00:12
No Image Caption
مع توسع نطاق التظاهرات الرافضة لسياساته الاقتصادية، حاول نظام "الولي الفقيه" في إيران الهروب من تحمل المسؤولية بتأييد الانقلاب على الرئيس حسن روحاني، كما قام مؤيدو المرشد الأعلى علي خامنئي بالتجمع في نحو 1200 مدينة وقرية، دعماً لنظامه في تحركات تم تنسيقها بمناسبة الذكرى السنوية لكبت "الحركة الخضراء"، وهو ما قابلته المعارضة بنقل الاحتجاجات إلى قلب طهران.

وفي معظم المدن الكبرى، اكتفت الحشود الموالية للنظام بالتجمع في المساجد وأماكن تم تعيينها من قبل دون تنظيم مسيرات في الشوارع تقيداً بأوامر المجلس الأعلى للأمن القومي، خوفاً من استغلال معارضي النظام هذه التحركات.

وبعد ظهر أمس، عادت مسيرات المعارضة إلى الخروج في عدة مدن منها طهران وكرج وكرمان وخرم آباد وشيراز وملاير وآراك وساوه وزنجان وهمدان وكرمانشاه، لتشتد مع حلول الليل، كما كان الأمر في الليلة السابقة، حيث وصلت المسيرات والاحتجاجات إلى أوجها مساء.

اقرأ أيضا

وكان لافتاً أن طلاب جامعات طهران وأميركبير، الذين شكلوا نواة الثورة الإسلامية في إيران خلال حكم الشاه، هم من أطلقوا شرارة التظاهرات في العاصمة، حيث حاصرتهم القوى الأمنية، وعليه لم يتجرأ معظم المارة في شوارع "ولي عصر" وميدان "انقلاب" وسط مدينة طهران على الالتحاق بالطلاب، واكتفوا بالمشاهدة أو تصوير المتظاهرين بهواتفهم.

ورغم أن الأجهزة الأمنية حاولت التحكم في التظاهرات عبر محاصرتها فقط، فقد هاجمت في النهاية بعض قادتها وتصادمت مع المتظاهرين واعتقلت بعضهم، كما أوقفت حركة قطارات الأنفاق في مناطق التظاهر فيها بميدان انقلاب (الثورة) ومصلبية ولي عصر ومصلبية كالج، وسط طهران، حيث تقع المراكز الجامعية المشهورة وتعتبر منطقة طلابية.

ونظراً إلى احتشاد تظاهرات الجمعة مساء بعد تخفيف الأجهزة الأمنية، فقد زادت السلطات عناصرها مساء أمس، لاسيما في طهران، ولكن مع حلول الليل عادت التظاهرات واشتدت في مدن كرمانشاه وأصفهان وشهركرد ورشت وزنجان.

وعلمت "الجريدة"، من مصدر في المجلس الأعلى للأمن القومي، أن الأجهزة الأمنية قدمت مشروعاً بفرض منع التجول الليلي بعد الثامنة مساء، وقطع شبكات التواصل الاجتماعي.

وأضاف المصدر أن المجلس أصدر أوامره للأجهزة الأمنية بعدم التصدي للمتظاهرين حتى لو أطلقوا شعارات ضد النظام، على أن يسمح لها بالتدخل المحدود فقط إذا أقدم المتظاهرون على تخريب الأموال العامة.

وبالفعل لوحظ أن الأجهزة الأمنية أعلنت، عبر مكبرات الصوت، خصوصاً في المحافظات، أنها تساير الشعب في مطالبه الاقتصادية، لأن الشرطة منه، ولكن يجب على المتظاهرين ألا يخرجوا على الأصول كي لا تضطر الشرطة إلى الاحتكاك بهم.

وأفاد بعض المتظاهرين بأن الأجهزة الأمنية كانت تحاول مسايرة المحتجين، وكان عدد من العساكر يتقربون منهم، على أساس أنهم في نفس الخندق، وليسوا أعداء، مع توجيههم إلى الاكتفاء برفع مطالبهم الاقتصادية وتحاشي طرح شعارات سياسية أو معارضة للنظام، وأخبروهم أن هناك مندسين يحاولون معرفة قادة المجموعات الذين يطلقون شعارات ضد المرشد والنظام لاعتقالهم خارج التظاهرات ليلاً، وعملياً كان التصادم بين الأجهزة والمتظاهرين، بعد مساء الجمعة، في أدنى مستوياته.

وكان ملحوظاً أن التلفزيون الإيراني اتخذ موقفاً داعماً للاعتراضات الاقتصادية، معتبراً أنها اعتراضات محقة ولكن المتظاهرين يجب أن "ينتبهوا إلى المندسين وعملاء الأعداء بينهم".

واعتبر مؤيدو الحكومة، مثل معصومة ابتكار، مساعدة رئيس الجمهورية، وحسام الدين آشنا مستشار الرئيس روحاني، أن موقف الإذاعة والتلفزيون (التابعين لمكتب القائد) يعتبر "تحريضاً للشعب ضد حكومة روحاني".

ووسط اتهامات متبادلة، انقسم السياسيون الإيرانيون حيال الاحتجاجات، حيث اتهم أنصار الحكومة معارضيهم بتسيير هذه المسيرات للضغط على روحاني، وأن هذه المسيرات خرجت عن السيطرة، في حين اتهم الأصوليون الحكومة بالتقصير في أدائها، مبينين أن الشعب انتفض ضد روحاني.

وشملت الشعارات، التي رُفِعت في المسيرات، جميع شخصيات وأركان النظام من غير الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد الذي بدأ مؤيدوه بتشكيل مجموعات في وسائل التواصل تتهم حكومة روحاني بإيصال الوضع الاقتصادي إلى ما هو عليه اليوم، مع مهاجمة المرشد على أساس أنه لم يستمع إلى كلام أحمدي نجاد الذي أخطره بما يحصل في الشارع.

وقام محسن أراكي، رئيس منظمة تقريب المذاهب، الذي كان يتكلم بالنيابة عن المرشد أمام الجمهور المؤيد للنظام في مصلى الإمام الخميني بوسط طهران، بمطالبة الحكومة بالانسحاب من الاتفاق النووي ووقف تنفيذه، على أساس أنها دخلت هذه المفاوضات لوقف الضغوط الاقتصادية، ولكن الطرف المقابل لم ينفذ وعوده، وكل ما تواجهه البلاد من مشاكل اقتصادية أساسها عدم إيفاء الطرف المقابل بتعهداته. واتهم أراكي الحكومة بمخالفة أوامر المرشد بتسيير "الاقتصاد المقاوم"، معتبراً أن البلاد ما كانت لتواجه المشاكل الاقتصادية الفعلية لو أن حكومة روحاني امتثلت لتعليمات المرشد وفعلت هذا النظام "المقاوم".

back to top