«علي بابا» تفسد على «أمازون» حفلتها الهندية

نشر في 30-12-2017
آخر تحديث 30-12-2017 | 00:03
No Image Caption
هذه ساحة المعركة الجديدة لقدامى المتنافسين. لقد عززت مجموعة "علي بابا" ببطء وثبات بصمتها في الهند للتغلب على عملاق التجارة الإلكترونية شركة أمازون في ذلك البلد. وفيما تدير "أمازون" متجرها الخاص تدير شركة علي بابا محفظة استثمارات لاقتطاع شريحة من سوق التجارة الالكترونية.

ومنذ دخولها الى الهند في سنة 2013 أنفقت "أمازون" بسخاء في بناء البنية التحتية –وتملك هذه الشركة وحدة لوجستية خاصة بها وتشغل ذراع دفع ولديها 41 مستودعاً. كما أنها تكتسب عملاء محتملين من خلال أسعار جذابة. وبحسب معلومات تنظيمية أعلنت خدمات بيع أمازون عوائد بقيمة 3.129 كرور (الكرور 10 ملايين روبية) في السنة المالية 2017 مقابل 2.217 كرور في السنة المالية السابقة.

ومن جهة اخرى، ورغم أن "علي بابا" بدأت أعمالها في الهند في سنة 2007 فإنها لم تتمكن من اكتساح الهند. وفي حقيقة الأمر، فقد أحرقت أصابعها في استثمارات في سوق سنابديل اون لاين الذي يتخلف عن فليبكارت وأمازون بقدر كبير في المبيعات الاجمالية.

وعلى أي حال، تخلفت الشركة في عمليات الدفع مقابل شركة الخدمات المالية بيتم. وقد نالت "علي بابا" أولاً حصة في بيتم بقيمة استثمار من 575 مليون دولار عن طريق فرعها أنت فايننشال في شهر فبراير 2015 ما رفع قيمة الشركة الى حوالي ملياري دولار. وقد ارتفع تقييم بيتم منذ ذلك الوقت ثلاثة أمثال ليصل الى حوالي 7 مليارات دولار. ومع حصة بيتم لدى علي بابا الآن دور بارز في مجال الدفعات الرقمية في الهند، كما أنها برزت على شكل داعم كبير لوحدة التجارة الالكترونية الجديدة لبيتم –بيتم مول- مع استثمارات بقيمة 200 مليون دولار في ذلك الكيان في شهر فبراير من عام 2017.

أنشطة «علي بابا» الأخرى

وبخلاف بيتم حققت "علي بابا" استثمارات بقيمة 120 كرور في منصة تيكت نيو في تشيني اون لاين في شهر يونيو 2017، وتركز بيتم أيضاً على هذه الشريحة.

والأكثر من ذلك يقال ان "علي بابا" مع بيتم مول تعملان على استثمار 250-300 مليون دولار في أعمال بقالة بيغ باسكت اون لاين ما وضع قيمة الشركة عند 700-800 مليون دولار. وسيظهر هذا الاستثمار دخول بيتم الى شريحة أعمال البقالة الناشئة اون لاين في الهند، وهو قطاع استهدفته فليبكارت وأمازون معاً من دون تحقيق نجاح لافت.

لا يشكل اهتمام علي بابا المتزايد في الهند مفاجأة، نظراً لأن السوق الصيني وصل في الأساس الى ذروته. وبحسب تقرير صدر عن ديلوت في سنة 2016 يتوقع أن يتراجع نمو التجارة الإلكترونية في الصين من 46.9 في المئة في 2016 الى 25.4 في المئة في 2018.

وعلى العكس فإن الهند مهيأة للنمو بسرعة. وحسب تقديرات تقرير صدر في شهر أكتوبر الماضي عن "مورغان ستانلي" فإن سوق التجارة الإلكترونية في الهند سينمو بمعدلات تراكمية سنوية من 30 في المئة في الفترة ما بين 2017 و2026 ليصل الى 200 مليار دولار. وبحلول ذلك الوقت، يتوقع أن يتسوق نصف مستخدمي الانترنت في ذلك البلد اون لاين.

وسبق لعلي بابا أن أفسدت حفلة أمازون في الصين. ومن خلال هيمنة "علي بابا" وشركتها الفرعية تي مول منعت أمازون من اقامة متجر في سوق تي مول في شهر مارس 2015 للبقاء في الصين التي دخلتها قبل حوالي عقد من الزمن عن طريق الاستحواذ على مكتبة جويو دوت كوم اون لاين في مقابل 75 مليون دولار. والوضع ليس أفضل الآن.

حصة سوقية

وبحسب تقرير صدر في شهر فبراير 2017 عن مجموعة آي ريسيرتش الاستشارية تمتعت تي مول بحصة سوقية من 56 في المئة في الصين في سنة 2016 فيما كانت حصة أمازون 0.8 في المئة فقط.

وتختلف القصة هنا. وفيما خصصت أمازون خمسة مليارات دولار لشركتها الفرعية في الهند لمحاربة الشركة المحلية فليبكارت حرصت "علي بابا" على التروي، وكانت نيتها واضحة تماماً. كانت الشركة تريد قطعة من الكعكة في أوساط كل المتمكنين الرئيسيين في التجارة الإلكترونية سواء في دفعاتها أو أعمالها اللوجستية أو خدماتها ذات الاستعمال المتكرر مثل الغذاء أو توصيل طلبات البقالة.

ويقول فينود ميورالي، وهو الشريك المنتدب لدى ألتريا كابيتال وهي شركة ديون "كانت هناك مناقشات كثيرة، ولكن من الواضح أنه لا توجد حاجة ملحة لانهاء الأشياء. وهذه ليست لعبة قصيرة الأجل أو حتى متوسطة الأجل لشركة علي بابا بل استراتيجية أجل طويل جداً. ويبدو كما لو أن "علي بابا" تفضل أخذ وقتها والدخول في شراكات قوية تهدف الى أجل طويل بدلاً من القيام بعملية التجربة والخطأ ".

ويضيف ميورالي "المسألة تتعلق بكمية الأموال التي يستطيعون تحقيقها من العملاء. وكل منطقة من الانفاق تشكل خطاً عمودياً محتملاً وأي شيء متاح عند نقطة سعر لائقة حيث يبدأ استحواذ العملاء بدفع الكثير من الأرباح يمكن أن يمارس".

سوفت بنك الحليف

وإضافة الى ذلك فإن سوفت بنك الداعم الكبير للشركات الناشئة في الهند حليف لعلي بابا، وهو بين أوائل مستثمري علي بابا أيضاً – وكان استثمر أولاً في علي بابا في سنة 2000 – ويملك حوالي 25 في المئة من تلك الشركة.

وسوفت بنك مستثمر أيضاً في فليبكارت، ومن غير المحتمل أن تصدم محافظهما لفترة طويلة على الرغم من أن فليبكارت وبيتم لم يظهرا أي إشارة على العمل معاً بعد.

back to top