الجيش اليمني يطهر آخر معقل للحوثيين في الشرق

• طهران ترفض أدلة واشنطن حول «إيرانية» صواريخ الحوثيين... وظريف يتخوف من مصير نظام صدام
• الرياض وأبوظبي ترحّبان بالحزم الأميركي
• قرقاش: «الإصلاح» قطع ارتباطه بـ «الإخوان المسلمين»

نشر في 16-12-2017
آخر تحديث 16-12-2017 | 00:00
هيلي تستعرض أدلة جمعت من بقايا صاروخ أطلق على الرياض خلال مؤتمر صحافي عقدته بواشنطن مساء أمس الأول (أ ف ب)
هيلي تستعرض أدلة جمعت من بقايا صاروخ أطلق على الرياض خلال مؤتمر صحافي عقدته بواشنطن مساء أمس الأول (أ ف ب)
نجحت قوات الجيش اليمني في تحرير آخر معاقل الحوثيين بشرق البلاد واستعادة السيطرة على مديريتي بيحان وعسيلان في شبوة بعد معارك عنيفة، في حين أكد وزير الدولة الإماراتي أنور قرقاش أن بلاده منحت حزب "الإصلاح" فرصة لاختبار النوايا وتوحيد الجهود ضد النفوذ الإيراني بعد فك ارتباطه بجماعة الإخوان.
في حين يكثف الجيش اليمني الوطني جهوده على 3 جبهات رئيسية بالعاصمة صنعاء ومحافظتي صعدة والحديدة، تمكنت قواته أمس من تحرير آخر معاقل الحوثيين في محافظة شبوة، شرق البلاد.

وأعلن تطهير شرق البلاد من عناصر جماعة "أنصار الله" الحوثية عقب سيطرة الجيش على مديريتي بيحان وعسيلان في شبوة، بعد معارك عنيفة دارت بين الطرفين استمرت ساعات.

وذكرت مصادر، أن المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المتمردين، إلى جانب أسر نحو 30 فردا من الحوثيين، في حين قتل سبعة من أفراد الجيش وأصيب نحو 20 آخرين.

وشنت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات جوية على مواقع وتجمعات الميليشيات في شبوة خلال الساعات الماضية، خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوفهم.

ووصلت قوات الجيش إلى حدود محافظة البيضاء، في حين لا تزال الاشتباكات مستمرة لاستكمال تحرير المحافظة الواقعة وسط البلاد من قبضة الحوثيين.

ويسيطر الحوثيون على معظم مناطق محافظة البيضاء، وهي احدى المحافظات المحاذية لمحافظة شبوة النفطية.

في غضون ذلك، قصفت مقاتلات التحالف مستودع أسلحة خفيفة للحوثيين في منطقة الجراف شمال العاصمة صنعاء.

وسمع دوي انفجارات متتالية وقعت داخل حديقة الثورة العامة ناتجة عن تخزين أسلحة في أحد مرافق الحديقة. وتسببت الانفجارات في هلع كبير لسكان الأحياء المحيطة بالمنطقة.

من جانب آخر، دارت مواجهات جديدة أمس عند أطراف بلدتي حيس والتحيتا في محاولة جديدة من القوات الحكومية لاقتحامهما والتقدم نحو مدينة الحديدة الاستراتيجية.

وأعلنت مصادر أمنية وطبية مقتل 28 وإصابة 17 من الحوثيين في غارات شنها التحالف ليل الخميس- الجمعة، واستهدفت مواقع للمتمردين جنوب المدينة المطلة على البحر الأحمر.

وأوضحت المصادر المقربة من المتمردين أن المواقع المستهدفة تقع في بلدات الجراحي وزبيد وحيس والدرهمي والتحيتا الخاضعة جميعها لسيطرة الحوثيين على بعد نحو 70 كلم جنوب الحديدة.

وتمكنت القوات الحكومة في وقت سابق من السيطرة على مدينة الخوخة الواقعة بين المخا، المدينة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والخاضعة لسيطرة القوات الحكومية، والحديدة الخاضعة لسيطرة المتمردين والتي تضم ميناء يشكل نقطة رئيسية لوصول المساعدات الانسانية.

وفي تطور آخر، عادت الاشتباكات مجدداً بمديرية كرش في محافظة لحج الجنوبية بين الجيش والمقاومة الشعبية من جهة وبين الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران.

من جهة اخرى، عرضت مندوبة الولايات المتحدة نيكي هيلي أدلة قالت إنها تثبت تورط إيران في دعم الإرهاب وتزويد الحوثيين بصواريخ بعيدة المدى، وأعلنت أن واشنطن تسعى إلى تكشيل تحالف دولي لمواجهة خطر سلوك طهران العدواني.

وكشفت المندوبة الأميركية، في مؤتمر صحافي عقدته بقاعدة عسكرية أميركية خارج واشنطن، مساء أمس الأول، عن أن أجزاء من الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على السعودية تؤكد أنه صنع في إيران، لافتة إلى أن الحوثيين استهدفوا مطارا مدنيا في الرياض لإسقاط ضحايا بين المدنيين.

وفيما كانت تقف داخل مستودع في واشنطن أمام أجزاء تعود إلى صاروخين تم انتشالها وإعادة تجميعها، قالت هيلي "خلفي بقايا تم العثور عليها لصاروخ أطلقه المقاتلون الحوثيون في اليمن على السعودية"، وأضافت: "لقد صنع في إيران ثم أرسل إلى الحوثيين في اليمن".

وتابعت السفيرة الأميركية: "من هناك، أطلق على مطار مدني، حيث كان يمكن أن يسفر عن مقتل مئات من المدنيين الأبرياء في السعودية".

ولفتت إلى أنه "لا يوجد تحسّن في سلوك إيران، ودعمها للإرهاب متواصل". وأضافت أن وزير الدفاع الأميركي سيعلن إجراءات جديدة ضد طهران، بسبب سلوكها العدائي.

وتابعت: "لا توجد جماعة إرهابية في الشرق الأوسط ليس لإيران بصمات عليها"، مشيرة إلى أن طهران تعمل على إشعال الحرائق في منطقة الشرق الأوسط.

وشددت هيلي على أن تهديد الصواريخ الإيرانية يشمل الجميع، وليس فقط السعودية والإمارات، موضحة أن القرارات الأممية تمنع طهران من تصدير السلاح أو الصواريخ.

ورأت أن "انتهاكات إيران تتوسع من اليمن للبنان والعراق وسورية".

وأكدت ترحيب واشنطن بتقرير الأمم المتحدة الذي أشار إلى تورط إيران بتزويد الحوثيين بأسلحة خطيرة.

ترحيب ودعوة

وعقب كشف الأدلة الأميركية، دعت السعودية والإمارات، أمس، المجتمع الدولي إلى التصدي بـ "قوة أكبر" لنشاطات النظام الإيراني وأعماله العدوانية في المنطقة.

ورأت دولة الإمارات، من جهتها، أن على المجتمع الدولي "التصدي بقوة أكبر للتهديد الذي تشكله إيران"، متهمة طهران بانتهاج سلوك "توسعي ومزعزع للاستقرار" وبتأجيج "نيران العنف الطائفي" في الشرق الأوسط.

وفي المنامة جددت البحرين اتهام طهران بالتدخل في شؤون دول المنطقة، وبمساندة "الإرهاب وتدريب الإرهابيين وتأسيس جماعات إرهابية".

نفي إيراني

في المقابل، سارعت طهران إلى نفي الاتهامات الأميركية والعربية "بشكل قاطع"، مؤكدة أن أدلة هيلي التي عرضت "مفبركة من جانب واشنطن".

واعتبرت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، في بيان، أن الاتهام "لا أساس له وغير مسؤول واستفزازي ومدمر".

وأضافت أن الحكومة الأميركية "تمضي وقتها في تضليل الرأي العام بقضايا" تصب في مصلحة أجندتها السياسية.

وتابع البيان: "ليست مصادفة أن المؤتمر الصحافي الذي عرض فيه الأدلة يأتي بعد يومين من مقابلة مع شبكة سي إن إن أكدت فيها هيلي أن المعركة المشتركة ضد إيران أكثر أهمية بالنسبة إلى حلفاء الأميركيين في المنطقة من وضع الفلسطينيين الدقيق والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل".

ونشر وزير الخارجية محمد جواد ظريف على "تويتر" صورة لهيلي إلى جانب صورة شهيرة جدا لوزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول أمام مجلس الأمن، وكان باول يمسك بما قال إنها أدلة استخباراتية تدين النظام العراقي قبيل إسقاط نظام صدام حسين. وكتب ظريف "حين كنت أعمل في مقر الأمم المتحدة، شاهدت هذا العرض وما الذي خلفه". ويعكس تعليق ظريف تخوّف طهران من أن تواجه مصير نظام صدام.

دفاع حوثي

وتناغم الرد الحوثي على الأدلة الأميركية مع النفي الإيراني، حيث نفى متحدث باسم الجماعة اليمنية المدعومة من طهران الاتهامات، قائلا إنها "محاولة لصرف الانتباه عن قرار واشنطن الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لإسرائيل".

واستغرب المتحدث عثور الولايات المتحدة على أدلة تدين إيران بدعم الحوثيين "بعد 3 سنوات من الحرب".

ترتيب إماراتي

في سياق آخر، أعلنت الحكومة الإماراتية رسميا فتح صفحة جديدة مع حزب "الإصلاح اليمني" والتحالف معه عقب حالة من القطيعة استمرت 3 سنوات.

وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية بدولة الإمارات أنور قرقاش إن حكومة بلاده قررت منح "الإصلاح" فرصة لاختبار النوايا.

وأضاف على "تويتر": "حزب الإصلاح أعلن أخيرا فك ارتباطه بتنظيم الإخوان الإرهابي، أمامنا فرصة لاختبار النوايا وتغليب مصلحة اليمن ومحيطه العربي، نعمل بمرونة، وهدفنا أمن المنطقة واستقرارها".

وتابع قائلا: "لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد مع قادة حزب الإصلاح يسعى إلى توحيد الجهود لهزيمة إيران وميليشياتها الحوثية، نراهن على الحمية والولاء الوطني" لترتيب البيت اليمني.

وأكد قرقاش أن شراكة بلاده مع السعودية، تعتبر "وجودية ومبدئية، ومعا سننجح وننتصر".

الخارجية الأميركية تؤكد أن خطر الصواريخ الإيرانية لا يشمل فقط السعودية والإمارات بل الجميع
back to top