الوقت ليس متأخراً لتبدل مهنتك لكن عليك معرفة هذه الحقائق

نشر في 09-12-2017
آخر تحديث 09-12-2017 | 00:02
No Image Caption
كنت في عامي الثاني من عملي في شركة محاماة حين استدعاني اثنان من رؤسائي إلى اجتماع كي يخبراني أن أدائي كان متدنياً وأن عليّ تحسينه... وإلا. والحقيقة أني كنت أشعر أنني قد لا أصلح لهذه المهنة. ولكنني كنت مترددة وكنت أقول لنفسي انما أحتاج إليه هو فقط بذل المزيد من الجهد – ولكن المشكلة كانت أن المزيد من الجهد ليس كافياً ولن يكون كافيا على الإطلاق. وما لبثت أن تركت عملي بعد فترة وجيزة من تلك المحادثة وقبل أن أضطر إلى مواجهة "وإلا".

وانتقلت من المحاماة إلى الصحافة، ولكن كأي فتاة بسيطة وساذجة في الخامسة والعشرين من عمرها، كانت هناك ثمة أشياء تمنيت لو عرفتها قبل أن أترك عملي في شركة المحاماة. فعلى سبيل المثال، كنت أشعر بقلق من كوني أكبر سناً من نظرائي الذين كانوا في بداية عملهم في الصحافة. كما أنني ضغطت بشدة أيضاً على نفسي كي أبدع في مهنة الصحافة بسرعة، ولكنني تعلمت حقيقة قاسية وهي أن الطريق للابداع في أي شيء ينطوي حتماً على أخطاء وعثرات نتعلم منها.

وأعرب العديد ممن غيروا عملهم عن مشاعر مماثلة، وفيما يلي بعض الأمور التي تمنوا لو أنهم عرفوها قبل إقدامهم على تلك الخطوة.

التقدير الممتاز لا يسعدك لكنه يعزز سمعتك

ثمة سبب يدفع الناس إلى الاستمرار في وظائف مرموقة عالية الأجر رغم كرههم لها. كتب جوزيف ليو وهو استراتيجي تغيير مهن غير عمله ثلاث مرات في حياته المهنية كتب الى "فاست كومباني" يقول انه أصبح مطلوبا للعمل كمسوق عندما عرف عملاءه عن خلفيته في شركات كبرى.

وقال "احتجت إلى بعض الوقت كي أكف عن التشكيك في قيمة ما أعرضه على الآخرين من دون دعم من اسم شركة مشهورة، ولكن بصورة بطيئة وبمرور الوقت بدأت التمكن والبناء على الدروس التي تعلمتها من شركات أخرى تركتها ورائي.

مخاطر النقد الذاتي

قبل أن أغيّر عملي كانت واحدة من الأفكار الخاطئة لدي هي أنني اذا لم أكن ناجحة في شيء ما فسوف أكون أقل احتمالاً للنجاح في كل شيء آخر. ويبدو هذا سخيفاً الآن ولكني تربيت على المبدأ القائل إن الموهبة يبالغ في تقديرها وأن العمل الجاد يجعل كل شيء ممكناً. وعندما لا أتقن عملاً ما كنت أفترض دائماً أنني لم أعمل بما يكفي من الجهد.

ثم أدركت في وقت متأخر أهمية تجاهل ذلك الصوت في داخلي. وكان تيموثي بتلر، وهو مؤسس موقع كارير لادر دوت كوم، أبلغ فاست كومباني أن "النقد الباطني" يمكن أن يكون نشيطاً بشكل خاص عندما نشعر بورطة وهو ما يدفعنا الى تغيير عملنا. ولكن الاستماع الى ذلك بكثرة أو مقارنة أنفسنا بمن حولنا ينطوي على خطورة كبيرة، وقد يعوق أيضاً تقدمنا عندما يحين وقت اتخاذ الخطوة التالية.

لم يتأخر الوقت مطلقاً لتغيير رأيك

مع تقدمنا في السن يسيطر علينا التفكير في أننا تأخرنا كثيراً. وعندما كنا أصغر سناً كان يمكن أن نشعر أننا لم نستمر في مهنة ما فترة طويلة بما يكفي للتغيير. ولكن الكثيرين ممن غيروا مهنتهم يؤكدون أن الحال ليس كذلك –خصوصا عندما يعلمون بشكل أكيد أن ما يقومون به كان خطأ أو أنهم لم يعودوا راضين عن مهنتهم الحالية.

كتب غوينز يقول إن تغيير رأينا في اقتصاد اليوم هو القاعدة: الناس ليسوا روبوتات مبرمجة لعمل شيء واحد مراراً وتكراراً، ونحن مخلوقات لدينا الكثير من الاهتمامات والقدرات. وعلى الرغم من أننا نشأنا على الاعتقاد أننا كبرنا لعمل شيء واحد بقية حياتنا فإن تطور الاقتصاد العصري لا يبدو أنه سيسمح لنا بذلك.

عليك أن تفهم أن البواعث تتغير

نحن نولي أهمية أكبر لأشياء مختلفة في العشرينيات مما نفعل في الثلاثينيات والأربعينات من العمر. وفي بعض الأحيان تصبح المهنة التي كانت ملائمة في سن أصغر غير صالحة لنا عندما تتغير الأولويات.

وأبلغ تشستر التون وهو مؤلف كتاب "ما الذي يحفزني: اجعل عواطفك تعمل" فاست كومباني أن أحد أكثر الأشياء أهمية التي يتعين التفكير فيها عندما نقوم بتغيير المهنة هو "فهم موقعك اليوم وما الذي سيحركك حقاً". وبكلمات اخرى كن صادقاً مع نفسك –واذا لم تفعل ذلك قبل التغيير فأنت تجازف بمواجهة القضايا ذاتها في مهنتك التالية.

إذا استطعت جرب قبل التنفيذ

كانت بولا ديفيز-لاك قد أنهكت في عملها في المحاماة ولكنها لم تكن متأكدة من مهنتها التالية. وكي تعرف ذلك استعملت مبادئ تفكير التصميم. وعمدت أولاً الى "الملاحظة" وسألت نفسها ما الذي تحب أن تقوم به اثناء العمل، ثم "وضعت فكرة". وكان أول أفكارها العمل على شكل "شيف" معجنات. وهكذا تدربت مدة أسبوع ولكنها كرهت التجربة وعادت الى كتابة الأشياء التي تحب القيام بها في حياتها مثل الكتابة والبحث والتحدث الى الناس والسفر، وبدأت التحدث الى الأشخاص الذين اشتملت وظائفهم هذه الأهداف.

وفي نهاية المطاف استقرت على العودة الى الدراسة لنيل درجة الماجستير في العلوم النفسانية الإيجابية، وشرعت في أعمال تساعد المهنيين والشركات على التعامل مع الضغوط والجهد. وقالت إن ذلك وفر عليها 40 ألف دولار على شكل رسوم طهي دراسية.

لديك معارف أكثر مما تظن – استخدمها

ذلك يشمل أصدقاء فيسبوك ممن قابلتهم في حفلة مرة أو مرتين. وكان المؤلف وندي ساكس كتب الى "فاست كومباني" يقول إن "المجموعات الضيقة التي تنتمي اليها تزخر بأشخاص يعرفون بشكل تقريبي الأشياء ذاتها التي تعرفها، وعليك الخروج من ذلك الفضاء".

وطرحت مديرة المشروع ايلينا جيولاندو كيفية استخدامك بصورة استراتيجية لشبكات فيسبوك، وهي تنصح أولاً بإجراء "جردة منهجية" للأشخاص الذين يقومون بأعمال تهمك ثم تنظيمهم والاتصال بهم والعثور على طرق لمساعدتهم، وتؤكد أنه من خلال مساعدتك للآخرين ستدفعهم الى الرد بالمثل حتماً – ربما ليس الآن إنما في مرحلة ما في المستقبل.

back to top