خاص

البحيري لـ الجريدة•: عسكرة القبائل خطيرة ولاجدوى من تكفير «داعش»

نشر في 05-12-2017
آخر تحديث 05-12-2017 | 00:06
الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أحمد كامل البحيري
الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أحمد كامل البحيري
حذر الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أحمد كامل البحيري، من مغبة الإقبال على مواجهة القبائل السيناوية الإرهاب بنفسها، واصفاً ذلك ـ خلال مقابلة مع "الجريدة" بـ«الخطير»، والذي يقوض مواجهة الدولة للإرهاب، لافتاً إلى أن مطالبات البعض للجامع الأزهر بتكفير «داعش» عديمة الجدوى، مشدداً على ضرورة إلغاء مصطلح التكفير من قاموس استخداماتنا.. وفيما يلي نص المقابلة:


• ما الرسائل التي أراد التنظيم الإرهابي توصيلها جراء تنفيذ مجزرة مسجد الروضة؟

- من الخطأ التصور أن العملية كانت تستهدف في المقام الأول قبيلة بعينها أو جماعة، فالعملية بلاشك تطور نوعي في الشريحة المستهدفة، وتصعيد كبير من قبل التنظيمات الإرهابية، والجريمة محاولة من التنظيم الإرهابي لبث أكبر قدر من الرعب في نفوس السيناويين.

• هل لك أن تطلعنا على خريطة التنظيمات الإرهابية في سيناء؟

- بعد قرار تنظيم "أنصار بيت المقدس" مبايعة زعيم تنظيم "الدولة" أبوبكر البغدادي، وتغيير اسمه إلى "ولاية سيناء" في 2014، حدثت العديد من قرارات الاندماج بين الفصائل والتنظيمات الإرهابية، لكن المجموعة التي كان يقودها هشام عشماوي وعماد عبدالحميد ووليد بدر وأغلبهم ضباط مفصولون من الجيش، رفضت مبايعة البغدادي وقررت الانتقال من سيناء إلى المنطقة الغربية ثم إلى ليبيا، وأعلنت المجموعة هناك تدشين جماعة جديدة تحمل اسم "المرابطين"، وهناك مجموعة أخرى تنتمي إلى "تنظيم القاعدة" أطلقت على نفسها "جند الإسلام" وهذا التنظيم لم يقم بأي عمليات نوعية باستثناء استهداف مقر المخابرات الحربية في منطقة رفح عام 2012، ليعود منذ أيام ويتوعد عناصر داعش بالقتل، ويصفهم بـ"خوارج البغدادي".

• كيف رأيت جدوى العمليات الأمنية للجيش والشرطة في سيناء؟

- مصر لا تمتلك استراتيجية مكتوبة لمواجهة الإرهاب في سيناء كالاستراتيجية الأميركية والكندية، لذلك لا أستطيع الإخبار بجدوى هذه الاستراتيجية، لكن مواجهة الإرهاب في سيناء مرت بثلاث مراحل، الأولى من (30 يونيو 2014 إلى 1 يوليو 2015) كان هناك تفوق نوعي كبير لتنظيم "ولاية سيناء" تجسد في القدرة على تنفيذ عمليات نوعية كبيرة ضد قوات الجيش والشرطة، مثل عملية "كرم القواديس" وهجمات العريش والهجوم على الكتيبة 101، أما المرحلة الثانية (منتصف 2015 حتى نهاية 2016 تقريباً) فيها بدأ حدوث حالة من التوازن في العمليات التي تشنها الأجهزة الأمنية والتنظيمات الإرهابية، أما المرحلة الثالثة، فبدأت من ديسمبر 2016 حتى الآن، وفيها حدث تقدم لمصلحة قوات الجيش والشرطة وتراجع نسبي في عمليات الإرهابيين.

• كيف قرأت توعد اتحاد قبائل سيناء بمواجهة الدواعش عسكرياً؟

- إعلان القبائل مواجهة الدواعش عسكرياً سيؤدي إلى مزيد من العنف، فضلاً عن أنها خطوة تهدد بنية الدولة المصرية واستراتيجية مواجهة الإرهاب.

• البعض يرى أن فتح معبر رفح يسهل دعم الجماعات الإرهابية لوجستياً؟

- كلام ليس له علاقة بالمنطق، ويعبر عن مراهقة فكرية، فهل يعقل أن يمر الإرهابيون من المعبر بأسلحتهم وقنابلهم، ومصر بشكل عام تحرص على ضبط الحدود والتنسيق مع حركة "حماس" التي تسيطر على قطاع غزة، وكذلك دولة إسرائيل، وبشكل عام القضاء على الإرهاب في سيناء متوقف على القدرة على إحداث التنمية الشاملة فيها.

• لماذا يرفض الأزهر تكفير الدواعش؟

- تكفير الأزهر للإرهابيين بشكل عام ليس ذا جدوى، ولن يساهم في القضاء على الإرهاب، وعموماً لابد من العمل على إنهاء فتاوى التكفير التي تكون سبباً رئيسياً في القتل والدماء، فمن يقوم بالعمليات الإرهابية ويحمل السلاح ويقتل الأبرياء مجرم وإرهابي لابد من محاسبته أمام القانون.

back to top