الإمارات ترحل شفيق إلى مصر على طائرة خاصة

● أبوظبي أبلغته أنه شخص غير مرغوب فيه... ومحاميته أكدت أنه غير مطلوب في قضايا
● ماتيس يجدد الدعم العسكري للقاهرة بعد إعلان موسكو مساعيها لاستخدام القواعد المصرية

نشر في 03-12-2017
آخر تحديث 03-12-2017 | 00:04
في خطوة مفاجئة، وصل رئيس الوزراء الأسبق الفريق أحمد شفيق إلى القاهرة مساء أمس، بعدما قررت دولة الإمارات المتحدة ترحيله إلى القاهرة، بعد يومين من اتهامه لها -في مقطع فيديو بثته قناة "الجزيرة" القطرية- بمنعه من العودة إلى مصر.
في غضون ذلك، زار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس القاهرة عدة ساعات، التقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيره المصري صدقي صبحي.
لاتزال تداعيات إعلان رئيس الوزراء المصري الأسبق، المرشح الرئاسي الأسبق، الفريق أحمد شفيق، عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، المقرر عقدها خلال النصف الأول من 2018 مستمرة، ففي خطوة مفاجئة، قررت سلطات دولة الإمارات العربية، أمس، ترحيله إلى القاهرة.

وقالت محامية الفريق، دينا عدلي، لـ«الجريدة»: «أميرة نجلة أحمد شفيق أخبرتني بتوقيف والدها وترحيله من الإمارات، عبر طائرة خاصة إلى مصر»، مشيرة إلى أنهم فوجئوا بالتصرف الإماراتي، على الرغم من إعلان الفريق استعداده مغادرة الأراضي الإماراتية والقيام بجولة أوروبية قبل العودة إلى القاهرة، وشددت دينا على أن موكلها غير مطلوب في أي قضايا تجعله على قوائم ترقب الوصول، أو أن يكون عُرضة للاحتجاز.

وعلمت «الجريدة» من مصادر مصرية أن الأمن الإماراتي أمهل شفيق ساعات لتجهيز أغراضه، وأنه لن يسمح له بدخول الإمارات مجدداً، حيث طلب السفر إلى فرنسا، لكن السلطات رفضت وقررت ترحيله إلى القاهرة على متن طائرة خاصة.

وقال الرئيس السابق لمجلس قضايا الدولة، محمد حامد الجمل، لـ«الجريدة»: «الترحيل قانونيا لا يعني أن الشخص مخالف أو ارتكب جرماً ما، لكن من حق السلطات في مصر التحقيق معه، والكشف عن سبب وجوده على ذمة قضايا من عدمه».

لقاء ماتيس

إلى ذلك، وبعد ساعات من اختتام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو للقاهرة، زار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس القاهرة لساعات، أمس، والتقى والوفد العسكري المرافق له الرئيس السيسي، كما التقى وزير الدفاع المصري، صدقي صبحي، ضمن جولة في منطقة الشرق الأوسط، تشمل الأردن وباكستان والكويت، لإجراء مباحثات مع رؤساء الدول، لتأكيد تمسك الولايات المتحدة بالتزامها بالشراكة في الشرق الأوسط.

وناقش ماتيس خلال لقائه السيسي وصبحي مجمل علاقات التعاون المشترك بين البلدين، لاسيما ما يتعلق بجهود مكافحة الإرهاب، وتطورات الأوضاع في المنطقة، خصوصا في اليمن وسورية وليبيا والعراق.

وقالت وزارة الدفاع المصرية، في بيان أمس، إن صبحي اتفق مع نظيره الأميركي على تنسيق الجهود لمواجهة التحديات المشتركة في مقدمتها الحرب على الإرهاب، وإرساء دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.

من جانبها، علمت «الجريدة» من مصدر رفيع أن مصر أبلغت وزير الدفاع الأميركي رفضها أي خطوة أميركية يتمخض عنها إعلان الرئيس دونالد ترامب أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل، وتابع المصدر: «الرئيس أكد أن الخطوة ستشعل المنطقة، وستقضي على جميع جهود المفاوضات بين الطرفين».

ولفت المصدر إلى أن اللقاء ناقش كذلك ضرورة توحيد جهود مكافحة الإرهاب، والعمل على منع التدخلات الإيرانية في المنطقة، وسبل حل الأزمة السورية.

تعاطف دولي

على صعيد آخر، وفيما يتعلق باستمرار التعاطف الدولي مع مصر في أعقاب حادث «مسجد الروضة» الإرهابي في سيناء، والذي أودى بحياة 310 مصلين أثناء الصلاة يوم الجمعة قبل الماضي، قال الناطق باسم الخارجية، المستشار أحمد أبوزيد، إن وفد مصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك نجح في استصدار قرار بتوافق الآراء من الجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة الحادث.

كما علمت «الجريدة» أن القرار المصري تبنته 78 دولة، وقال مصدر دبلوماسي، إن «القرار هو الأول من نوعه للجمعية العامة الذي يتم الإجماع عليه بكل هذا الجمع، الأمر الذي يعطي رسالة قوية الى المجتمع الدولي بوقوفه بشكل قوي ومتحد خلف مصر في معركتها ضد الإرهاب».

في السياق، وفي إطار العلاقات الاستراتيجية بين مصر وروسيا والحرص على دفعها، عقد وزير الخارجية سامح شكري ونظيره الروسي سيرغي لافروف جلسة مشاورات ثنائية في ختام مشاركتهما في فعاليات منتدى الحوار المتوسطي، أمس الأول الجمعة، وقال المستشار أحمد أبوزيد: «اللقاء بحث الجهود التي بذلتها مصر لتعزيز أمن المطارات المصرية، وتوفير الحماية لجميع ضيوف مصر، وفي مقدمتهم السائحون الروس».

إلى ذلك، التقى سامح شكري نظيره السعودي عادل الجبير، على هامش مشاركته في منتدى الحوار المتوسطي في العاصمة الإيطالية روما، وقال أبوزيد: «اللقاء تناول أيضاً مجمل التطورات في المنطقة، خصوصا الأوضاع في سورية ولبنان واليمن وليبيا وقطر، فضلا عن تطورات ملف سد النهضة، وجهود مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية، وتمكين الحكومة الوطنية من القيام بمهامها في قطاع غزة».

فتح وحماس

في الأثناء، تسعى القاهرة إلى العمل على تثبيت التهدئة بين فرقاء المشهد الفلسطيني حركتي (فتح وحماس)، بعدما تصاعدت حدة التلاسن بينهما، مؤخراً، ما ترتب عليه إرجاء خطوة تمكين حكومة الوفاق الفلسطينية بقيادة رامي الحمدالله من قطاع غزة، حيث رعى مسؤولو جهاز المخابرات العامة المصرية، أمس، اجتماعا بين مسؤول ملف المصالحة الفلسطينية بحركة فتح عزام الأحمد، ورئيس المكتب السياسي لـ»حماس» في قطاع غزة يحيى السنوار، لاستكمال المناقشات، وتذليل العقبات أمام المصالحة الفلسطينية.

وكان رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء خالد فوزي، وجه الدعوة إلى ممثلي الحركتين للوجود في القاهرة، للوقوف على تطورات ملف المصالحة وسبل المضي بها، بما يحقق طموحات ومصالح الشعب الفلسطيني، لاسيما ما يتعلق بتمكين الحكومة من مباشرة مهامها في قطاع غزة دون معوقات.

back to top