«آفاق السينما العربية»... قضايا عربية ساخنة تتصدّرها معاناة الحرب

نشر في 01-12-2017
آخر تحديث 01-12-2017 | 00:00
حظيت أفلام عدة عرضت ضمن برنامج «آفاق السينما العربية»، أحد البرامج الموازية ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي، بإعجاب الحضور، وهي من ست دول عربية: المغرب، وسورية، والكويت، وتونس، ولبنان، وفلسطين.
برز ضمن برنامج «آفاق السينما العربية» بمهرجان القاهرة السينمائي الفيلم الفلسطيني «اصطياد الأشباح» للمخرج رائد أنضوني، إذ أبدع الأخير في التعبير عن معاناة آلاف الفلسطينيين الذين خضعوا لأشكال مختلفة من الاحتجاز، والاعتقال في السجون الإسرائيلية.

وأحد العوامل التي ساعدت صانعي العمل على إتقان الحبكة الدرامية، نجاح أنضوني في اختيار فريق الممثلين ومعظمهم من السجناء السابقين، ذلك بعدما وضع إعلاناً صغيراً في إحدى الصحف برام الله. كذلك جاء في الأحداث ، ذلك الخلط بين الخاص والعام، وسرد حكايات السجناء التي رواها البعض لأول مرة إزاء الكاميرا، التي رصدت انفعالاته وحجم المعاناة، ما ترك حتما أثراً في الجمهور.

يذكر أن الفيلم فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي الدولي هذا العام.

كذلك من الأفلام التي حازت إعجاب الجمهور السوري «طريق النحل» لمُخرجه عبد اللطيف عبد الحميد، وفيه رصد كيف يولد الحب وسط الحوادث المأساوية، وكيف تضع الحرب آلاف أو ملايين السوريين يومياً إزاء خيارات صعبة.

كان مخرج الفيلم ومؤلفه عبد اللطيف عبد الحميد الذي يشارك أيضاً في بطولته اعتذر عن عدم حضور الفعالية لأسباب صحية.

ومن سورية أيضاً شارك «مطر حمص» للمخرج جود سعيد، ويتناول قيمة الحياة بالنسبة إلى الشعب السوري، ويعكس المعاناة التي يعيشها من خلال «يوسف» البطل الذي يروي ما مرّت به مدينته حمص القديمة التي باتت مجرد صور في ذاكرته، إذ رحلت ورحل معها كل شيء.

جاء ضمن العروض أيضاً الفيلم المغربي «عرق الشتاء» للمُخرج حكيم بلعباس، ورصدت أحداثه فكرة التمسك بالأرض «الوطن» عن طريق مبارك، الفلاح البسيط الذي يعيش في إحدى القرى النائية بمدينة «أبي الجعد» وسط المغرب، وهي مسقط رأس حكيم بلعباس.

يحاول الفلاح الذي يؤدي دوره الممثل المتألق أمين الناجي، إنقاذ أرضه من الحجز، بعدما عجز عن سداد القرض الذي أخذه من البنك، خصوصاً بعدما امتنعت السماء وقررت ألّا تحن عليه بالأمطار، لتبلغ ديون مبارك أقصاها، إزاء جشع مدير البنك الذي لا ينتهي.

وحصل الفيلم على إشادة الحضور، وهو كان حاز جوائز مهمة قبل حضوره في المهرجان، من بينها الجائزة الكبرى في مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان طنجة السينمائي الـ18، فيما حصل الممثل أيوب الخلفاوي على جائزة أحسن دور ثان رجالي في المهرجان ذاته، وسبق أن عرض العمل دولياً في مسابقة «المهر» الطويل بمهرجان دبي الدولي السنة الماضية.

«سرب الحمام»

مثّل دولة الكويت فيلم «سرب الحمام» من إخراج رمضان خسروه، وبطولة الفنان داود حسين، واستطاع مُخرجه لفت الانتباه إلى بعض القيم الإنسانية والمفاهيم الوطنية خلال فترة الغزو العراقي مستعرضاً بطولات المُقاومة الكويتية والدفاع عن الأرض.

وواجه الفيلم خلال عرضه مشاكل تقنية أدت إلى استياء مُخرجه، الذي لفت إلى أن القاعة غير مجهزة لعرض العمل، ما دفع الناقد أحمد شوقي الذي أدار ندوة تلت الفيلم إلى الاعتذار إلى الموسيقار خالد حماد (واضع الموسيقى التصويرية)، لأن كثيراً من الموسيقى لم يظهر، كذلك المؤثرات الخاصة بالتفجيرات.

جدل

أثار الفيلم التونسي «الجايدة» للمُخرجة سلمى بكر الجدل لحساسية القضية التي رصدها، وهي حقوق المرأة داخل المجتمعات الشرقية، عن طريق أربع نساء تحدين هذه الأعراف الاجتماعية الظالمة، كل على طريقتها، فعوقبن بوضعهن في «دار جواد» حيث تعرضن لأشكال عدة من التعذيب الجسدي والنفسي.

ونجحت المخرجة سلمى بكر من خلال الأحداث في تجسيد واقع النساء في تلك الفترة، وكيف تحاول قوى الظلام الآن إعادتهن إلى هذا الواقع المرير.

وتنتهي فعاليات برنامج آفاق السينما بعرض الفيلم اللبناني «نصر» لبديع مسعد وأنطوان واكد، ويتناول الرحلة الشاقة للمخرج اللبناني جورج نصر، الذي صنع أفلاماً بارزة، ورغم بلوغه سن التسعين، فإن عينيه لا تزالان تلمعان عند ذكر حبه الأعظم وهو السينما.

لا مشاركة مصرية

لوحظ أن هذا العام لم يشهد مُشاركة مصرية خلال عروض المُسابقة، وهو ما تحدث عنه الناقد أحمد شوقي، مدير برنامج آفاق السينما العربية، قائلاً إن «الفكرة تتلخّص في رفض صانعي الأعمال الجيدة المُشاركة في المهرجان لأسباب خاصة بهم، أو لأهداف ومُشاركات أخرى»، مؤكداً أن القيمين قاموا بواجبهم.

المخرج رائد أنضوني أبدع في التعبير عن معاناة آلاف الفلسطينيين
back to top