كوريا الشمالية: استكملنا «النووي» ونستطيع استهداف أميركا

• اختبرت صاروخاً بالستياً حلّق 50 دقيقة وسقط في المياه الاقتصادية لليابان
• ترامب يتوعد

نشر في 30-11-2017
آخر تحديث 30-11-2017 | 00:05
صورة وزعتها كوريا الشمالية قالت إنها لتجربة الصاروخ الجديد (رويترز)
صورة وزعتها كوريا الشمالية قالت إنها لتجربة الصاروخ الجديد (رويترز)
أعلنت كوريا الشمالية، أمس، أنها استكملت قوتها النووية وأصبحت قادرة على ضرب «القارة الأميركية برمتها»، بعد اختبارها صاروخاً غير مسبوق سقط بالمياه اليابانية، في وقت أكدت وزارة الدفاع الأميركية أن الصاروخ العابر للقارات حلق على ارتفاع يثبت خطورته، وتوعد الرئيس دونالد ترامب بالرد على التجربة.
ادعت كوريا الشمالية، أمس، أنها حققت ما وصفته بـ"هدفها التاريخي" المتمثل في أن تصبح دولة نووية، بعد أن اختبرت بنجاح صاروخا جديدا عابرا للقارات يمكنه استهداف "القارة الأميركية برمتها".

وقال الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون بعد إشرافه على إطلاق صاروخ "هواسونغ-15" إنه يشعر بالفخر "لأننا تمكنا في نهاية المطاف من تحقيق هدفنا التاريخي الكبير وهو استكمال القوة النووية للدولة".

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية أن "هواسونغ -15" البالستي العابر للقارات مزود بـ"رأس حربي كبير جداً".

وشددت الوكالة على أن تطوير الصاروخ سيحمي كوريا الشمالية من "سياسة الابتزاز والتهديد النووي للامبرياليين الأميركيين".

وجاء الإعلان الذي يمثل أحدث تحد من بيونغيانغ للأسرة الدولية والولايات المتحدة، بعد إطلاق الصاروخ في وقت باكر أمس بتوقيت كوريا الشمالية من موقع سان-ني قرب بيونغيانغ، وتحطم في البحر قبالة اليابان.

رصد ووعيد

ودفعت التجربة الصاروخية الكورية الشمالية الجديدة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى توجيه تحذير لبيونغيانغ، متوعدا بالرد، غير أنه بدا غامضا في رده الأول، إذ اكتفى بالقول: "سنهتم بالأمر"، مضيفاً أن إطلاق الصاروخ لم يغير نهج الولايات المتحدة حول مسألة كوريا الشمالية.

وأدان وزير الخارجية ريكس تيلرسون التجربة، مطالبا بزيادة الضغط الدبلوماسي والسياسي على كوريا الشمالية.

من جانبها، أكدت وزارة الدفاع الأميركية أنها كشفت وتتبعت الصاروخ الذي سقط شرقا في بحر اليابان، داخل المنطقة الاقتصادية الخاصة باليابان، موضحة أن الصاروخ لم يشكل أي خطر لا على الولايات المتحدة القارية ولا على الأراضي الأميركية الأخرى، أو أراضي الدول الحليفة.

وأضاف وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي كان موجوداً إلى جانب ترامب في البيت الأبيض أن الصاروخ قطع مسافة نحو ألف كلم وصل إلى أعلى ارتفاع مقارنة بكل الصواريخ التي اطلقتها كوريا الشمالية في السابق، معتبراً أن ذلك يمثل "خطراً على العالم أجمع ويظهر جهود بيونغيانغ الساعية لتطوير برنامج تسلحها".

وردت كوريا الجنوبية بإجراء مناورات عسكرية خاصة بها، وأطلقت ما وصفته هيئة الأركان المشتركة بصاروخ "الضربة الدقيقة".

وقال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي إن الصاروخ بلغ ارتفاعا "تجاوز 4000 كلم"، مضيفاً أن الصاروخ الكوري الشمالي يشكل "عملا عنيفا لا يمكن التسامح معه".

وتابع آبي: "لن نخضع لأي عمل استفزازي. سنضاعف ضغطنا" على بيونغيانغ،

وبعيد ذلك أجرى ترامب وآبي محادثة هاتفية طارئة، وجاء في بيان لـ"البيت الأبيض" أن "الزعيمين اعتبرا أن الأعمال الاستفزازية للنظام الكوري الشمالي تعرّضه للخطر وتزيد من عزلته عن المجتمع الدولي".

وطلبت طوكيو وواشنطن وسيول عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي، الذي فرض العديد من العقوبات على كوريا الشمالية.

في سيول، يعبر البعض عن قلقهم من ان يتطور اي عمل عسكري اميركي محتمل ضد كوريا الشمالية الى حرب واسعة النطاق.

والتوتر بسبب الطموحات النووية لبيونغيانغ تضاعف بعد تجربتها النووية السادسة، الاقوى حتى الان، في 3 سبتمبر الماضي.

تحد وإثبات

وفي وقت تشكل التجربة تحديا للرئيس ترامب الذي أعلن في الآونة الأخيرة عقوبات جديدة ضد بيونغيانغ، وأعاد ادراج كوريا الشمالية على اللائحة الأميركية للدول الراعية للإرهاب، قال خبير غربي إن مسار الصاروخ العمودي يحمل على الاعتقاد بأن مداه 13 ألف كلم، أي الأبعد لصاروخ تختبره كوريا الشمالية، وبالتالي فهو قادر على بلوغ كبرى المدن الأميركية. ويقول خبراء مراقبة الأسلحة إن الصاروخ العابر للقارات "سيكون مداه كافيا ليبلغ العاصمة واشنطن وأي جزء من الولايات المتحدة".

لكن لا يزال يتعين على بيونغيانغ اثبات انها تملك تكنولوجيا عودة الصواريخ إلى الغلاف الجوي من الفضاء، لكن الخبراء يعتقدون أنها باتت على وشك تطوير قوة ضاربة عبر القارات.

فرحة وتطمين

وعمت أجواء الفرح في بيونغيانغ، ونزل السكان إلى الشوارع وتسمروا أمام شاشة عملاقة لمتابعة أخبار التجربة الصاروخية.

وقالت بيونغيانغ إن الصاروخ حلق حتى علو 4.475 كلم قبل أن يتحطم على بعد 950 كلم من مكان الإطلاق.

وكتبت وسائل الإعلام الرسمية أن الاسلحة الكورية الشمالية "لن تشكل أي تهديد لأي دولة أو منطقة، ما لم يتم تهديد مصالح كوريا الشمالية. هذا إعلاننا الرسمي".

والبيان الكوري الشمالي يطرح فرضية حل دبلوماسي للازمة الحالية مع الولايات المتحدة.

الصين وموسكو

في غضون ذلك، عبرت الصين التي تسعى إلى التوصل لـ"تجميد مزدوج"، اي تجميد التدريبات العسكرية المشتركة بين واشنطن وسيول مقابل تجميد البرامج العسكرية الكورية الشمالية، وهو ما ترفضه الولايات المتحدة، عن قلقها.

وكررت الصين اقتراحها للتسوية، داعية واشنطن وبيونغيانغ إلى الحوار.

من جهته، رأى الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن التجربة الصاروخية الجديدة "استفزاز يثير توترا اضافيا، ويبعدنا عن بداية تسوية الازمة".

وأضاف بيسكوف: "نحن ندين هذه التجربة، ونأمل أن يتمكن الأطراف المعنيون من الحفاظ على الهدوء، وهو أمر ضروري لكي لا يصل الوضع في شبه الجزيرة الكورية إلى أسوأ السيناريوهات".

إدانة ألمانية

وتوالت ردود الفعل الدولية، إذ أدان وزير الخارجية الألماني زيجمار غابريل الاختبار الصاروخي، معتبرا إياه "تصرفا متهورا" وينطوي على "خطر كبير" للأمن الدولي، معلنا استدعاء سفير كوريا الشمالية إلى وزارة الخارجية للاحتجاج على الاختبار الصاروخي الأخير.

ونددت السلطات الأسترالية مستخدمة أشد العبارات بإطلاق كوريا الشمالية للصاروخ العابر للقارات.

ووصفت وزارة الخارجية الأسترالية، في بيان، اطلاق الصواريخ بـ"التهديد غير المقبول" للسلام والاستقرار العالميين.

ولاحقاً، وعد ترامب بفرض عقوبات "إضافية شديدة". وقال إنه تحدثت إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ في شأن الأعمال الاستفزازية لكوريا الشمالية.

ألمانيا تستدعي سفير النظام الكوري الشمالي وأستراليا تدين استفزاز كيم جونغ أون
back to top