نكهات السيجارة الإلكترونية تعوق وظائف عضلة قلبك

نشر في 27-11-2017
آخر تحديث 27-11-2017 | 00:00
No Image Caption
ربما يكون استخدام جهاز تبخير (vaping) بديلاً أفضل للصحة من السجائر، إلا أن هذا لا يعني أن لا أضرار له. هذه الرسالة التي حملتها دراسة جديدة اكتشفت أن بعض النكهات التي تُضاف إلى سائل السجائر الإلكترونية يلحق الأذى بالقلب.
حدّد فريق من الباحثين عدداً من المواد الكيماوية التي تُستخدم في سائل السجائر الإلكترونية (من بينها الليمون الحامض والقرفة) والتي ربما تعوق عمل خلايا عضلة القلب.

قدّم الباحث المشرف على الدراسة

د. ماثيو نيستورياك من جامعة لويسفيل بكنتاكي وزملاؤه اكتشافاتهم هذه أخيراً خلال جلسات جمعية القلب الأميركية العلمية لعام 2017 التي عُقدت في كاليفورنيا. حققت السيجارة الإلكترونية منذ نزولها إلى الأسواق الأميركية قبل عقد تقريباً شعبية كبيرة، خصوصاً بين الشباب. يشير تقرير الجراح العام لعام 2016 إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية بين طلاب المدارس الثانوية في الولايات المتحدة ازداد بنسبة ضخمة بلغت 900% بين عامَي 2011 و2015.

يُروَّج غالباً لهذه الأجهزة، التي تعمل بالبطارية، على أنها بديل أفضل للسجائر التقليدية، حتى إن بعض البحوث يدعم هذا الطرح. لكن العلماء بدأوا يكتشفون تدريجياً مخاطر «التبخير» المحتملة.

على سبيل المثال، ربطت دراسات حديثة نُشرت في مجلة Medical News Today استعمال السيجارة الإلكترونية بارتفاع خطر الأمراض القلبية الوعائية ونشاط القلب غير الطبيعي. وتوجّه هذه الدراسات إصبع الاتهام إلى النيكوتين في سائل السيجارة الإلكترونية، مرجحةً أن يكون المسؤول.

تقدّم الدراسة الجديدة، التي أجراها نيستورياك وفريقه، أدلة إضافية على الطرائق التي تؤذي بها السجائر الإلكترونية القلب. لكن المذنب هنا النكهات الكيماوية.

تأثيرات «مفاجئة»

اختار نيستورياك وزملاؤه 15 نكهة مختلفة تُستعمل في السجائر الإلكترونية واختبروها على خلايا عضلة قلب بشرية مأخوذة من خلايا جذعية مستحثة وافرة القدرة.

خلايا عضلة القلب هي الخلايا التي تتألف منها هذه العضلة والتي تُعتبر مسؤولة عن عملية انقباض القلب، ما يتيح لهذا العضو ضخ الدم في الجسم.

راقب الفريق تأثير كل نكهة في وظائف خلايا عضلة القلب عند تسخينها وانخفاض حرارتها مجدداً.

يذكر الباحثون: «صحيح أن كثيراً من النكهات الكيماوية التي تُضاف غالباً إلى المواد الغذائية يُعتبر آمناً عموماً، لكننا لا نملك معلومات وافرة عن تأثيرها في وظائف قلب الإنسان. علاوة على ذلك، نجهل تماماً تأثير تسخين/ احتراق هذه المركبات في سميتها».

حدّد الفريق عدداً من النكهات كانت لها تأثيرات متفاوتة في وظائف خلايا عضلة القلب، فاكتشف أن السينامالدهيد، أو نكهة القرفة، تمنع خلايا عضلة القلب من الانقباض طوال 24 ساعة بعد الاحتكاك بها، في حين تدفع مواد الأوجينول (القرنفل)، والسيترونيلول (الأزهار)، والليمونين (الحمضيات) خلايا عضلة القلب إلى النبض بسرعة أكبر.

يؤكد نيستورياك: «تُعتبر تأثيرات هذه المواد الكيماوية مفاجئة إلى حد ما لأنها تُظهر أن هذه المركبات، إذا تفاعلت مع عضلة القلب بحد ذاتها، قد تترك تأثيراً يبدّل مباشرةً طريقة عمل هذه الخلايا».

أما النكهات التي أدت إلى أبرز تغيير في وظائف خلايا عضلة القلب، فكان لها أكبر تأثير عندما عاودت درجة حرارتها الانخفاض.

ولكن ثمة آلاف النكهات المستعملة في سائل السيجارة الإلكترونية. ويوضح الفريق أنه لم يتوصل بعد إلى تحديد كم من هذه النكهات يتفكك عند تسخينه.

تشمل حدود الدراسة واقع أن التجارب أُجريت في الجسم الحي. لذلك ما زلنا بحاجة إلى مزيد من الدراسات بغية تحديد تأثير تنشّق نكهات سائل السيجارة الإلكترونية في وظائف عضلة القلب.

رغم ذلك، يذكر د. ماثيو سبرينغر، الذي لم يشارك في هذا البحث إلا أنه درس تأثير التبغ في عمل الأوعية الدموية، في تعليق على ما توصل إليه الفريق أن على مستخدمي السجائر الإلكترونية أن يأخذوا هذه الاكتشافات في الاعتبار.

يضيف: «يجب ألا يفترضوا أن السجائر الإلكترونية لا تسبب أي ضرر لمجرد أنها لا تولّد الدخان. يبقى الهواء النظيف أفضل ما يمكنك تنشقه».

back to top