جيش زيمبابوي يستعين بالشعب لاستكمال تنحية موغابي

آلاف المتظاهرين في الشوارع... والحزب الحاكم طالب الرئيس وزوجته بالاستقالة

نشر في 18-11-2017
آخر تحديث 18-11-2017 | 21:15
متظاهرون في حماية قوات من الجيش وسط هراري أمس يطالبون موغابي بالتنحي (رويترز)
متظاهرون في حماية قوات من الجيش وسط هراري أمس يطالبون موغابي بالتنحي (رويترز)
شهدت مدينة هراري عاصمة زيمبابوي أمس تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف تحت شعار "مسيرة التضامن"، وتحولت إلى فاعلية للضغط على الرئيس روبرت موغابي للتنحي عن السلطة، غداة مطالبة ثمانية من أصل عشرة فروع إقليمية تابعة للحزب الحاكم له بالاستقالة.

ومنح الجيش مسيرة هراري الترخيص فيما بدا أنه محاولة لإضفاء طابع الدعم الشعبي على لجوئه للقوة وسيطرته على السلطة الأربعاء الماضي، لتفادي الغضب الدبلوماسي الذي عادة ما يلي الانقلابات.

ورفع المتظاهرون لافتات تطالب موغابي بالرحيل، وعانقوا جنود الجيش الذي دعم التظاهرة السلمية وسط توقعات بقرب انتهاء حكم الرئيس الطاعن في السن الذي يحكم البلاد منذ 37 عاما، وهو الحاكم الوحيد المعروف للبلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1980.

وفي شوارع العاصمة، عبر السكان عن مشاعرهم بلا قيود، وهم يتحدثون عن التغيير السياسي والاقتصادي بعد عقدين من القمع والمصاعب.

وفي وقت سابق، أفادت صحيفة "ذا هيرالد" الحكومية الرئيسية بأن الحزب الحاكم دعا موغابي أمس الأول للاستقالة، في إشارة واضحة إلى أن سلطة الزعيم البالغ من العمر 93 عاما انتهت.

وذكرت الصحيفة أن أفرع الحزب في كل الأقاليم العشرة في زيمبابوي دعت إلى استقالة جريس زوجة موغابي التي كانت تتطلع إلى أن تخلف زوجها في المنصب، مما أغضب الجيش ومعظم من في البلاد بمن فيهم المقاتلون القدامى في حرب الاستقلال.

ويخضع موغابي للإقامة الجبرية، لكنه ظهر لأول مرة للعلن أمس الأول، خلال حضوره حفل تخرج بإحدى الجامعات.

وسُمِح للرئيس بالمشاركة في حفل التخرج حتى يظهر الجيش كأنه لم ينظم انقلابا ومن باب إظهار الاحترام الحقيقي لموغابي.

لكن موغابي رفض بشكل قاطع الخميس الماضي التخلي عن السلطة التي يمارسها بلا منازع منذ 37 عاما، وذلك خلال لقاء مع العسكريين الذين سيطروا على العاصمة.

وشهد موغابي المتحصن في مجمعه الفاخر في هراري المعروف باسم "البيت الأزرق" تبدد ما كان يحظى به من دعم حزب "الاتحاد الوطني الإفريقي الزيمبابوي- الجبهة الوطنية" الحاكم، والأجهزة الأمنية، والمواطنين في أعقاب سيطرة الجيش على السلطة.

وجاء تحرك الجيش بعد أن أقال موغابي نائبه السابق ايمرسون منانغاغوا الذي كان مرشحا ليكون خليفته، قبل أن يفر من زيمبابوي في 6 نوفمبر الجاري بسبب "عدم ولائه" للرئيس.

وينص دستور زيمبابوي على أن يتولى نائب الرئيس السلطة في حال استقالة الرئيس أو وفاته أو عجزه عن ممارسة السلطة حتى تنظيم انتخابات جديدة.

واستجاب مئات من المحتجين، الذين يسعون للإطاحة بموغابي لدعوة من الأمين العام لقدامى المحاربين بحرب التحرير فيكتور ماتيماداندا أمس، وتوجهوا في مسيرة نحو مقر إقامة الرئيس في العاصمة لـ"تقديم رسالة إلى الجد موغابي وزوجته، التي كانت عاملة آلة كاتبة، أن عليهما الرحيل".

ولاحقا، قال باتريك تسويو ابن أحد أشقاء موغابي إن الرئيس وزوجته "مستعدان للموت من أجل ما هو صحيح"، ولا يعتزمان التنحي لإضفاء الشرعية على ما وصفه بانقلاب عسكري في البلاد.

وقال تسويو الموجود في جنوب إفريقيا إن موغابي لم ينم تقريبا منذ استيلاء الجيش على السلطة، لكن حالته الصحية بخلاف ذلك "جيدة".

back to top