مصر| جدل بشأن قانون يجرّم إهانة الرموز التاريخية

السجن 5 سنوات وغرامة نصف مليون جنيه

نشر في 11-11-2017
آخر تحديث 11-11-2017 | 19:00
No Image Caption
أثار مشروع قانون يناقشه البرلمان المصري حالياً لتجريم إهانة الرموز والشخصيات التاريخية المصرية، موجة من الجدل في الأوساط السياسية، بين مؤيد ومعارض، فالمعارضون اعتبروه "مكمماً للأفواه"، بينما المؤيدون يرون أنه سيحفظ مكانة الرموز الوطنية، ويحد من التطاول عليها.

يحظر القانون إهانة أي من الرموز الوطنية، ويعاقب مرتكبها بالحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد على 5 سنوات، كما ينص على غرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تزيد على 500 ألف.

أمين اللجنة الدينية في البرلمان، عمرو حمروش، وهو النائب الذي تقدم بمشروع القانون، في تصريح لـ"الجريدة" دافع عن مشروعه قائلاً، إن "أهمية القانون تكمن في الحفاظ على التراث التاريخي، الذي أصابه التشويه أخيراً عبر وسائل إعلام عدة".

وتابع حمروش: "القانون لا يصادر على المجهود البحثي المنظم، وسيسمح بالاختلاف وتعدد الرؤى في الدراسات العلمية، حول أية شخصية تاريخية، فالنقد البناء متاح لكن دون الإضرار بصور وسير القامات التاريخية".

عضو اللجنة التشريعية والدستورية في البرلمان، صلاح حسب الله، قال إن هناك حاجة لمواجهة التصريحات المتزايدة، والتي تتعمد الإساءة للرموز الوطنية المصرية، وتتضمن قيادات الدولة ورجال الدين والفكر، والرموز الوطنية والتاريخية، مشيراً إلى أن القانون سيساعد على ضبط التصريحات غير المسؤولة التي تعج بها البرامج التليفزيونية، وصفحات التواصل الاجتماعي التي تهين رموز الدولة.

إلى ذلك، انتقد مساعد وزير الخارجية الأسبق، القيادي في "تحالف التيار الديمقراطي"، معصوم مرزوق مشروع القانون وقال: "للأسف هذا القانون كفيل بسجن كل الشعب المصري، لأن كل سلطة سياسية سيكون لها رموزها التي ستختلف عن السلطة السابقة أو اللاحقة عليها"، معتبراً في تصريح لـ"الجريدة" أن "هدفه تكميم أصوات المعارضة بما فيها المعارضة على مواقع التواصل الاجتماعي".

في السياق، يطالب المحامي الحقوقي، طاهر أبوالنصر، بتعريف المقصود بالإهانة وتوضيحها وبيان الفرق بينها وبين الانتقاد، مضيفاً لـ"الجريدة": "هذه التعريفات فضفاضة، لذا يجب وضع مفاهيم دقيقة لها، لأن هذا القانون سيضاعف جرائم السب والقذف ويقوض البحث العلمي، لأن من يخرج بنتيجة عكس المتعارف عليها سيتم اعتبار ذلك إهانة".

يُذكر أن حالة جدل اندلعت في مصر أخيراً، على خلفية هجومات متكررة من جانب المفكر يوسف زيدان بحق عدد من الرموز التاريخية، مثل صلاح الدين الأيوبي وأحمد عرابي، وصلت إلى حد وصف الأيوبي بأنه "أحقر شخصية في التاريخ".

back to top