(الرجبية) و(الهدامة) و(الطبعة).. أحداث لا تنسى وثقها الكويتيون بالسنوات

نشر في 09-11-2017 | 13:14
آخر تحديث 09-11-2017 | 13:14
صورة قديمة للدمار الذي حل بالكويت سنة 1934 «الهدامة» بسبب الأمطار الغزيرة التي استمرت لمدة 3 أيام
صورة قديمة للدمار الذي حل بالكويت سنة 1934 «الهدامة» بسبب الأمطار الغزيرة التي استمرت لمدة 3 أيام
جرت العادة قديماً عند العرب على ربط وتوثيق الأحداث المهمة التي تمر عليهم بميلادهم ووفاتهم فيقال فلان ولد في «عام الفيل» مثلاً وآخر توفي في عام «فتح مكة» وهكذا الحال عند العرب جيلاً بعد جيل.

وامتداداً لتلك العادات درجت العادة لدى الكويتيين قديماً على توثيق الأحداث المهمة في الكويت بالسنوات فظهرت في تاريخها سنوات لا تنسى كـ «الطبعة» و«الطفحة» و«الدبا» و«البطاقة» و«الهدامة» وغيرها من السنين التي ارتبطت بحادثة ما ومن أهمها سنة «الرجبية» عام 1872.

وفي هذا السياق، قال الباحث في تاريخ الكويت فهد العبدالجليل لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس أن شهر أكتوبر من عام 1872 شهد هطول أمطار غزيرة في البلاد أسفرت عن هدم الكثير من المنازل المبنية من الطين وشردت الكثير من الأهالي وامتلأت «الفرجان» و«السكيك» أي «الأحياء والأزقة» والطرق بمياه الأمطار فأطلق أهل الكويت على هذه الأمطار اسم «الرجبية» لأنها تساقطت فى شهر رجب وكان ذلك في عهد حاكم الكويت الخامس المغفور له الشيخ عبدالله الصباح «عبدالله الثاني».

وأضاف العبدالجليل أن سنة «الهدامة الثانية» هي التي وثقت في غرة شهر رمضان في الثامن من شهر ديسمبر عام 1934 حيث تعرضت الكويت آنذاك إلى عاصفة قوية تخللتها أمطار غزيرة لم يسبق لها مثيل بلغت كميتها 3000 ملليمتر خلال ساعة ونصف الساعة مما أدى إلى تكون سيول جارفة تسببت بهدم أكثر من 500 منزل كانت مبنية من الطين لذلك أطلق عليها سنة الهدامة لما تهدم بسببها من بيوت.

وأوضح أن معدل الأمطار التي هطلت على البلاد في ذلك اليوم الشتوي قد تجاوز ما يهطل على الكويت خلال عام كامل واستمرت وتيرة هطولها ثلاثة أيام متواصلة وبلغ عدد المنكوبين من هذه الأمطار 18 ألف نسمة اضطروا إلى ترك منازلهم واللجوء إلى المدارس والمساجد والمباني الحكومية وبلغ عدد المصابين الذين سجلوا رسمياً في دائرة الصحة 11 شخصاً توفي منهم اثنان.

وأشار إلى أن الأضرار التي نتجت عن تلك الأمطار الغزيرة طالت معظم مناطق البلاد دون استثناء إلا أن المنطقة الأكثر تضرراً كانت الواقعة بين «دروازة العبدالرزاق» و«قصر نايف» في مدينة الكويت.

وقال إن سنة «الهدامة الأولى» حدثت في عهد المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح الحاكم العاشر للكويت، مبيناً أن لبلدية الكويت التي تأسست عام 1930 دوراً كبيراً في إنقاذ المنكوبين آنذاك حيث شكلت حكومة الكويت لجنة مشتركة بين البلدية ودائرة الأشغال لتقدير ومعالجة الأضرار التي خلفتها الأمطار وقامت اللجنة بالتعاون مع شركة نفط الكويت المحدودة باستخدام سيارات لسحب المياه المتراكمة في الشوارع وتقسيم البلاد إلى مناطق وتعيين مراقبين للطواف ومراقبة الأوضاع.

وبين أنه نتيجة للسيول التي شكلتها الأمطار الغزيرة ظهر نقص حاد في الاحتياجات الأساسية والحياتية لكثير من المواطنين ما أدى إلى تنادي الشعب طواعية لنجدة بعضهم بعضاً واعتبرها الناس من الحوادث النادرة التي لا تُنسى بتاريخ الكويت حتى قيلت فيها الكثير من القصائد الشعرية المعبرة التي توضح معاناة الكويتيين آنذاك.

وأضاف العبدالجليل أن سنة «الهدامة الثانية» حدثت عام 1954 في عهد المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر للكويت وكانت أقل أثراً من الهدامة الأولى بكثير حيث تم نقل المتضررين إلى المدارس وبعضهم إلى بيوت «منطقة الشامية» والتي كانت من أول المناطق النموذجية التي انتقل إليها الكويتيون بعد مغادرتهم بيوتهم في مدينة الكويت القديمة.

وأوضح أن المغفور له الشيخ عبدالله السالم الصباح أمر في ديسمبر 1954 بتشكيل لجنة خاصة سميت بـ «لجنة التعمير» برئاسة المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح وأوكل إليها مهمة إغاثة المواطنين وإعادة بناء بيوتهم وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم.

back to top