مواسم الدراما البديلة في مصر... كيف تحظى بالدعم المطلوب؟

نشر في 01-11-2017
آخر تحديث 01-11-2017 | 00:04
ظهرت خلال السنوات الأخيرة مواسم درامية في مصر خارج السباق الرمضاني عُرضت خلالها مجموعة من المسلسلات أحرزت النجاح أبرزها «الأب الروحي، وأريد رجلاً، وهبة رجل الغراب»، وغيرها. كذلك تعرض الفضائيات راهناً «بين عالمين، والطوفان، وعائلة زيزو».
«الجريدة» تبحث في كيفية دعم تلك المواسم، وجذب الجمهور، من ثم زيادة الإعلانات، وإقبال المنتجين على إنتاجها، والتخفيف من تكدس الأعمال الدرامية في شهر رمضان الفضيل.
يوضح المنتج الفني ريمون مقار أن كل محطة تعرض راهناً نحو ستة مسلسلات على مدار العام بعيداً عن موسم رمضان، مؤكداً أن الحفاظ على هذا السوق الذي يصفه بـ«الناشئ» يكمن في الاهتمام بجودة العمل الفني وعناصره، فضلاً عن دعم النجوم له من خلال مشاركتهم فيه، وعدم اقتصار وجودهم على موسم رمضان.

ويستطرد مقار: «إن شارك النجوم الكبار أمثال يحيى الفخراني، ويوسف الشريف، وأحمد السقا، في المواسم البديلة ستصبح قوية كما كانت عليه في الماضي، إذ كان الموسم الرمضاني يقتصر على عملين أو ثلاثة، فيما تعرض المسلسلات القوية طوال العام أيضاً».

ويشير المنتج إلى أن عرض القنوات الفضائية راهناً عملين جديدين يعد معدلاً طبيعياً وجيداً، وهي ستحقق من خلال ذلك نسبة مشاهدة طبيعية، وسيزيد اهتمام المشاهدين بالمواسم البديلة تدريجاً.

وحول طبيعة الموسم الرمضاني وارتباط الجمهور بالتلفزيون خلاله، والمكوث في المنزل على عكس بقية أشهر السنة، يعلق مقار: «لكل مشاهد محطته المفضلة، لذلك سيتابع مسلسلاتها على حسب الأوقات التي تعرضها بغض النظر إن جاء ذلك في رمضان أو غيره».

المحطات والجمهور

من جهته، يرى المؤلف هشام هلال أن قوة المواسم البديلة تأتي من خلال دعم المحطات الفضائية لها عن طريق الترويج الجيد، وتكريس وقت للأعمال بعيداً عن موسم رمضان، ما سيشجع شركات الإنتاج على إطلاق مزيد من المسلسلات في أوقات عادية.

وحول متابعة الأعمال الدرامية في المواسم البديلة، يشير المؤلف إلى أن الجمهور ينقسم إلى شريحتين: الأولى، ربات البيوت والمقيمون في المنزل وهؤلاء ليست لديهم مشكلة، إذ إنهم يتابعون التلفاز طوال الوقت.

أما الشباب الذين يمضون معظم يومهم خارج المنزل، فهم لا يعتمدون على التلفاز بل يتابعون العمل الدرامي على الإنترنت، إذ أصبح لكل فضائية قناة على «يوتيوب» يستطيع من خلالها المشاهد جمع حلقات عدة ومشاهدتها دفعة واحدة بعيداً عن الإعلانات.

ويؤكد المؤلف أن أحد أهم عناصر جذب المشاهدين الاتجاه إلى محتوى مختلف يدور بعيداً عما يعرض في موسم رمضان، موضحاً أن «للشهر الفضيل طابعاً مختلفاً، إذ تُفضل فيه الأجواء الأسرية، ويرتبط بالعلاقات الإنسانية أكثر».

يستطرد المؤلف: «لذا من الأفضل أن يتجه صانعو دراما المواسم البديلة إلى محتوى جريء من خلال الإقدام على قصص التشويق والإثارة والحركة».

ويلفت المؤلف إلى أن تلك الأنواع تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين لا يتوافران في موسم رمضان المزدحم غالباً، إذ يصور فيه الممثلون أثناء عرض المسلسل، لذلك فإن عرضها خارج رمضان سيعطيها جرأة أكثر وجودة أعلى في التنفيذ، من خلال إمكان إعادة تصوير المشهد إن لم يكن على المستوى المطلوب، وتغيير مواقع التصوير أكثر من مرة، على عكس ظروف العمل في الشهر الفضيل.

رأي النقد

في سياق متصل، يقول الناقد عصام زكريا إن التسويق الجيد يصنع مواسم بديلة قوية من خلال جذب الإعلانات، من ثم سيقدم المنتجون على بثها خارج رمضان.

ويشير إلى أن التسويق لا يتحقق من خلال تسويق القناة الفضائية التي يعرض عليها المسلسل فحسب، بل عبر شركة الإنتاج، واستخدام مواقع التواصل الاجتماعي كوسائل مهمة للدعاية، واختيار طبيعة الجمهور المستهدف للعمل.

ويوضح الناقد: «إن كان العمل موجهاً إلى فئة الشباب فتكون الدعاية من خلال الفيسبوك وتويتر، فضلاً عن ضرورة توافر المشاهدة عبر قنوات «يوتيوب» الخاصة بالفضائية، أو من خلال مراعاة مواعيد العرض لتكون متأخرة بعض الشيء. أما في حال كان العمل الدرامي موجهاً إلى فئة ربات المنزل فتكون مواعيد العرض متاحة على مدار اليوم».

يستطرد الناقد حديثه قائلاً: «أما إذا كان المسلسل أقرب إلى الميلودراما فيفضل عرضه في موسم الشتاء، ففيه يتقبّل الجمهور مشاهدة المآسي، بينما إذا كان كوميدياً خفيفاً فيجب إطلاقه في فصل الصيف تزامناً مع إجازة الطلبة».

ويؤكد الناقد أن الخروج من السباق الرمضاني بمسلسلات جديدة أمر في غاية الأهمية، لا سيما لتحطيم «تابو» الثلاثين حلقة، قائلاً: «يُشترط أن يكون المسلسل في رمضان 30 حلقة ليتسق مع أيام الشهر الفضيل، ويباع بالحلقة. أما الخروج من الموسم الرمضاني فسيفتح الأفق لعدد حلقات أقل أو أكثر للمسلسلات وعلى حسب الحاجة ومن دون مط وتطويل لا داع لهما».

ويستشهد الناقد بالمسلسلات الأجنبية التي حققت نجاحاً لافتاً لدى الجمهور العربي، ونسبة مشاهدة عالية مثل «صراع العروش» الذي تكون من 20 حلقة.

back to top