الشاعرة هيفاء الأمين: الأدب اللبناني في الطليعة

• توقع ديوانها «قصائد سرية جداً» في معرض الشارقة للكتاب

نشر في 01-11-2017
آخر تحديث 01-11-2017 | 00:03
ترى الشاعرة والإعلامية اللبنانية هيفاء الأمين أن الأدب اللبناني يشهد تطوراً عن غيره في بعض البلاد العربية، إذ تقام ندوات وحفلات أدبية وشعرية في مختلف المناطق اللبنانية، فضلاً عن المهرجانات والمعارض، وثمة كم هائل من المؤلفات للبنانيين تدل على نشاط ثري ملحوظ.
صدر لك أخيراً ديوان «قصائد سرية جداً». ماذا عنه وهل يحمل تطوراً من وجهة نظرك عن ديوانك الأول «دهشة الحكايا»؟

أنوه هنا بأن ديوان «قصائد سرية جداً» سيوقع في معرض الشارقة الدولي للكتاب الشهر الجاري. يقع الديوان في 110 صفحات من القطع المتوسط، ويحوي بين طياته 28 قصيدة شعرية، ويحمل طبعاً تطوراً عن ديواني الأول حيث حاولت التجديد والتحديث مع الالتزام بالمسحة الرومانسية. هنا أرى أنه ربما كان الشعر المرسل أسهل على الشاعر من الشعر المقفى والموزون الذي تتجلى فيه جزالة اللفظ وفخامة المعنى، وهو ما حدث معي في ديوان «دهشة الحكايا»، ذلك أن للطبيعة التي ولدت في أحضانها أثراً في ميولي الآدبية، فطبيعة لبنان بجباله وسهله وبحره ومياهه وأرزه تحمل صوراً شعرية وإبداعية تصقل الموهبة والعطاء.

ماذا عن أعمالك الشعرية الأخرى؟

«تراتيل العشق» ديواني الثاني، وهو أحد أكثر الدواوين التي أحببتها، ففيه رهافة الحسِّ وصدق الوجدانِ الهامس بصدق في أذن المتلقي بأهميةِ الحبِّ في حياتنا وما له من تأثير عظيم في تهذيب الوجدان والشعور وإضفاء السعادة على القلب. بعد ذلك صدر لي ديوان «ضحكات وجع» وأبدو فيه كشاعرة أكثر إحساساً وشاعرية من الناس الآخرين، وربما انعكست تجربتي على العنوان، وهذه هي الحياة ضحكات ووجع وكلنا نمر بها.

الحركة الثقافية

كيف ترين الحركة الثقافية اللبنانية راهناً؟

أعادت الحركة الثقافية في لبنان إثبات وجودها الحضاري وشكلت رافداً طليعياً للاستمرار بعد الحروب الداخلية والخارجية الطويلة، كذلك عبرت عن طموحات وآمال الشعوب التي تعاني الظلم والتي لجأت إلى لبنان. كذلك أرى أن المثقف اللبناني أكثر عطاء وأكثر حرية لأنه مع الحروب المُتناسلة، والتحوّلات البنيوية التي أنتجت صراعات اجتماعية وسياسية وثقافية، وهزائم وانقسامات، اتّخذ مسارات مختلفة وفقاً لحساباته، ووفقاً لإرادة تمثيل مَنْ وماذا وكيف. صب هذا كله في تجربة ثرية، وثمة كم هائل من مؤلفات تدل على نشاط كبير وثري.

هل يهمك أمر القارئ عندما تكتبين؟ وماذا تعني لك الكتابة الشعرية في حدود تلقيها بين الطرفين: المبدع والمتلقي؟

نعم من المهم جداً أن يفهم المتلقي النص وأن يستمتع به كي أشعر بقيمة كتابتي. وأرى أن على المبدع أن يعرف ما الذي سيحرك إحساس المتلقي، وينحت المعنى ويرسي الدلالة لتوطين القيمة، أي أن يكشف بواطن الشعور التي تولد الأثر بعد التمعن. ولا يغيب عنا أن للأحداث تأثيرها الكبير في نفس المتلقي وإدراكه الحسي.

النثر والرواية

كيف تقرئين قصيدة النثر؟ هل تظنين أن الإشكالية في مصادمتها هي مجرد إشكالية مصطلح أم أنها أعمق من ذلك؟

تختلف القصيدة العمودية عن القصيدة النثرية بسهولة الشرح وتبسيطه للمتلقي، فإن إيصال الفكرة إلى القارئ أمر ليس بالسهل، خصوصاً إذا كان الشاعر ملتزماً بقافية وعروض وقواعد، ولكن مع سلاسة اللفظ والقدرة على التعبير يمكن للشاعر إيصال فكرته. وربما كان الشعر المرسل أسهل على الشاعر من الشعر المقفى والموزون الذي تتجلى فيه جزالة اللفظ وفخامة المعنى.

أيهما أعمق شعوراً من وجهة نظرك الرجل أم المرأة؟

المرأة في بعض الحالات العاطفية والوجدانية، ذلك بحكم تكوينها الرباني.

ثمة شعراء تحولوا إلى روائيين. ماذا عنك، وكيف ترين مقولة «زمن الرواية»؟

تحوّل كثير من الشعراء إلى كتابة الرواية بحثاً عن الشهرة أو المردود المادي أو غيرهما. تتعدد الأسباب في هذا المجال، ونسأل: هل يخون بذلك الشاعر قصيدته، وهل يتمكن من خلع عباءته الشعرية والتحول إلى السردية والنجاح فيها؟ فهذا ليس صراعا بين الأَجناس الأَدبيَّة، بل هو الإبداع الكتابي وعمل متكامل متشابك يسعى إلى تحقيق مجموعة من الأَهداف الإنسانيَّة بعينها.

نعم راودتني الفكرة وبدأت بكتابة القصص كتجربة أولية من أجل التنويع بكتاباتي. ففي كل زمان ثمة متلقٍ يحب الشعر وآخر يفضل الرواية، فإن كان اليوم يوم الرواية فربما غداً يأتي زمن الشعر، وهو في رأيي سيد الأزمنة لأننا ما زلنا نقرأ للمتنبي وشعراء الجاهلية إلى اليوم.

الحريات والترجمة

عن الحريات في العالم العربي قالت هيفاء الأمين: «الحريات ليست مجرد شعار، بل هي ممارسة لها أساسها في نظام الحكم وفي مستوى التطور الاجتماعي والاقتصادي والثقافي للمجتمع. ثمة قيود كثيرة على الحريات، ونحن بحاجة إلى تمرين متعدد الجوانب لنتقن التعامل مع الحريات ونعيشها على نحو صحيح». وعن تأثير الترجمات الشعرية السيئة في الوعي الأدبي العام، توضح: التأثير قليل، ولكن بعض المناهج النقدية والأساليب المعتبرة هو ثمرة التلاقح مع الأدب الغربي، والتلاقح ينجب ثمرات مختلفة ووعياً وفكراً أوسع».

سهول لبنان وجباله وبحره وأرزه تلهم المبدعين وتصقل الموهبة
back to top