مصر : «داعش» يتبرأ من «الواحات»... والكنائس المغلقة تفجر أزمة

• غرفة عمليات وقوات خاصة لتأمين «شباب العالم»
• إحياء ذكرى «الروسية» بزهرة لوتس عملاقة

نشر في 30-10-2017
آخر تحديث 30-10-2017 | 21:00
الرئيس السيسي خلال استقباله يوهانس هان المفوض الأوروبي بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس (الجريدة)
الرئيس السيسي خلال استقباله يوهانس هان المفوض الأوروبي بحضور وزير الخارجية المصري سامح شكري في القاهرة أمس (الجريدة)
بعد نحو 10 أيام من استشهاد 16 شرطياً في فخ نصبه إرهابيون في «الواحات البحرية»، نفض تنظيم داعش يده من العملية، عبر بيان نشرته صحيفة تابعة له، أمس الأول، في وقت سيطر الغضب على الأقباط بسبب استمرار إغلاق 4 كنائس في المنيا وسوهاج.
في الوقت الذي لم يعلن أي تنظيم إرهابي تبنيه مذبحة "الواحات البحرية"، التي وقعت 20 أكتوبر الجاري، والتي راح ضحيتها ما لا يقل عن 16 شرطيا، اكتفى تنظيم داعش، في العدد رقم 103 من دورية "النبأ" الأسبوعية التابعة له، بنشر خبر عن الحادث، دون إعلان تبنيه، وهو الأمر الذي لم يعتده التنظيم من قبل.

وفسر خبير الجماعات الإسلامية نبيل نعيم الطريقة التي نشرت بها الصحيفة الداعشية الخبر بأن "داعش" لا علاقة له بالهجوم، معتبرا أن تنظيم "القاعدة" هو الذي نفذ العملية، وأضاف نعيم لـ"الجريدة": "عملية الواحات تحمل بصمات القاعدة، وتنظيم الشريعة في ليبيا حاليا من أنشط فروع القاعدة، خاصة أن ضابط الجيش المفصول، هشام عشماوي، ينتمي للقاعدة ويتمركز حاليا في ليبيا".

تأمين «شباب العالم»

في سيناء، ومع تواصل العد العكسي لانطلاق "فعاليات منتدى شباب العالم" السبت المقبل، والذي يستضيفه منتجع شرم الشيخ، برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، بدأ وصول الوفود الشبابية من مختلف المحافظات المصرية إلى مدينة شرم، أمس، للمشاركة في الفعاليات المقرر أن تبدأ من 4 إلى 10 نوفمبر المقبل.

وشهد المنتجع استعدادات أمنية مشددة، إذ أشار مصدر مطلع إلى مشاركة القوات المسلحة في تأمين المؤتمر، بالتنسيق مع وزارة الداخلية، وقال مصدر رفيع المستوى إن استعدادات أمنية غير مسبوقة تمت لتأمين المنتدى، بمشاركة قوات العمليات الخاصة، وتشكيل غرفة عمليات لمتابعة إجراءات التأمين، فيما تقوم قوات الأمن بإجراءات تفتيش مشددة في مطار شرم الشيخ، والكمائن المتمركزة بجميع شوارع المدينة.

من جهته، قال النائب البرلماني عضو لجنة العفو الرئاسية طارق الخولي إن انعقاد المنتدى في مصر حدث كبير واستثنائي بلا شك، مضيفا: "يتيح الفرصة أمام شباب العالم ليتحدثوا في القضايا والمشاكل التي تهمهم، والعمل على طرح تصورات الشباب للتحديات التي تواجه العالم".

في غضون ذلك، استقبل الرئيس السيسي أمس المفوض الأوروبي لسياسة الجوار، يوهانس هان، وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي بأن الرئيس أكد الأهمية الخاصة التي توليها مصر لعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي في ضوء ما يربطهما من تعاون وثيق، معربا عن ضرورة زيادة التنسيق والتشاور بين الجانبين إزاء الملفات الإقليمية.

ذكرى «الروسية»

إلى ذلك، شهد منتجع شرم الشيخ أمس مراسم وضع حجر الأساس لنصب تذكاري بالتزامن مع الذكرى السنوية الثانية لضحايا حادث سقوط الطائرة الروسية وسط سيناء، 31 أكتوبر 2015، ما أسفر عن وفاة 224 راكبا معظمهم من السياح الروس، وأعلنت جمعية الصداقة الروسية المصرية، في بيان، أنه من المقرر أن يكون النصب عبارة عن نسخة من زهرة اللوتس بارتفاع يبلغ 18 مترا.

ومنذ سقوط الطائرة الروسية يعاني قطاع السياحة المصرية غياب السياح الروس، ولم تقرر موسكو عودة حركة الطيران الروسي إلى مصر حتى الآن، ما رأى فيه نقيب السياحيين باسم حلقة خسارة مضاعفة للقطاع، لأن السياح الروس يشكلون أكثر من ثلث السياح الوافدين، وأضاف حلقة لـ"الجريدة": "بعد الحادث كانت هناك طلبات من الجانب الروسي بتأمين المطارات والركاب، وتم الانتهاء فعليا منها، لكن الأمور مازالت معلقة".

بيان مكاريوس

في سياق منفصل، بدا أن محافظ المنيا عصام البديوي متمسك باحتواء أي تصاعد في ملف الفتنة الطائفية، إذ شدد على أن المحافظة لن تسمح لأي من القوى المتشددة، مسلمة كانت أو مسيحية، بأن تفرض إرادتها على أجهزة الدولة.

وشدد البديوي، في بيان رسمي، على أنه يولي ملف بناء الكنائس أولوية، ولن يسمح بأي محاولة للاعتداء على الكنائس، مضيفا: "نثق بحكمة وعقلانية مطران المنيا وأبوقرقاص نيافة الأنبا مكاريوس، وحبه الشديد لبلده العظيم مصر".

وكان أسقف المنيا الأنبا مكاريوس أصدر بيانا أمس، عكس غضبا قبطيا يعترض فيه على إغلاق 4 كنائس في محافظتي المنيا وسوهاج، لعدم حصولها على ترخيص لإقامة الصلاة، جاء فيه: "التزمنا الصمت لمدة أسبوعين بعد إغلاق إحدى الكنائس، أملا في أن يقوم المسؤولون بدورهم الذي ائتمنتهم الدولة عليه، ولكن إزاء هذا الصمت تطور الأمر للأسوأ".

إغلاق عدد من دور العبادة المسيحية "المؤقتة" في المنيا، جاء بحجة عدم حصولها على تصاريح، بينما يرى الأقباط أن الحكومة تتعنت ضدهم عبر التلكؤ في إصدار "اللائحة التنفيذية" لقانون بناء الكنائس، ما عبر عنه صراحة الحقوقي القبطي نجيب جبرائيل لـ"الجريدة"، قائلا: "الحكومة أصدرت القانون لتجميل وجهها، لكنها لم تهتم بإصدار اللائحة التنفيذية لبدء العمل به فعليا، وكانت النتيجة أن القانون كأنه لم يصدر".

لن نسمح لأي قوى متشددة مسلمة كانت أو مسيحية بفرض إرادتها على أجهزة الدولة محافظ المنيا
back to top