نجمة إدريس: نحن في مرحلة ترميم للذات لنستعيد إنسانيتنا

الملتقى الثقافي احتفى بصدور ديوانها الجديد «صباح يشرب البرتقال»

نشر في 31-10-2017
آخر تحديث 31-10-2017 | 00:05
الرفاعي وإدريس يتوسطان الوقيان والعنزي أثناء الندوة
الرفاعي وإدريس يتوسطان الوقيان والعنزي أثناء الندوة
أقام الملتقى الثقافي أمسية شعرية وورقة نقدية لديوان د. نجمة إدريس «صباح يشرب البرتقال»، شارك فيها فهد الهندال ود. سعاد العنزي.
احتفاء بصدور ديوان د. نجمة إدريس "صباح يشرب البرتقال"، أقام الملتقى الثقافي، أمسية شعرية بمناسبة صدور الديوان الجديد عن دار ضفاف، بحضور جمع من الأدباء والنقاد والأكاديميين.

استهل مدير الملتقى الأديب طالب الرفاعي الأمسية، قائلا: "نحتفي اليوم باسم عزيز على قلوبنا، د. نجمة إدريس، فهي ناقدة، وشاعرة، وأدبية، وعضوة في رابطة الأدباء، وتدرّس في جامعة الكويت، وقبل ذلك هي مبدعة".

بعدها قرأ الناقد فهد الهندال بعض قصائد الديوان الجديد، ومن بينها قصيدة "خفيفة تتنزه"، وأخرى بعنوان "أحلم"، التي تقول فيها: أحلم بشِعر أبيض / بلا لغة... وبلا بلاغة/ كقلب خوخة/ ألثغ كطفل/ وأملس كماء بيضة/ أحلم كما يحلم / عاشق صوفي / بشِعر بلا أبجدية/ يفر من غيمة إلى غيمة/ كأرنب بري/ متخم بالعشب والعافية.

قراءة نقدية

وقدمت الناقدة د. سعاد العنزي قراءة نقدية عنوانها "الأسلوب المتأخر في مجموعة صباح يشرب البرتقال للدكتورة نجمة إدريس"، ونتيجة لظروف طارئة منعتها من حضور الأمسية، قرأت ورقتها نيابة عنها الكاتبة عواطف العلوي.

وفي الورقة النقدية تطرقت العنزي إلى كثير من الرؤى الشعرية والمضامين التي بثتها الشاعرة خلال ديوانها الجديد لتقول العنزي: "يسطع اسم إدريس في سماء الإبداع في الكويت كواحدة من أهم الأصوات الشعرية والنقدية الرصينة واللافتة في المشهد الإبداعي الكويتي. وقد لفتت الأضواء إليها وهي لاتزال في سن مبكرة".

وأردفت قائلة: "يبدأ الأسلوب المتأخر عند الشاعرة من العنوان، ويظهر كذلك في طبيعة الموضوعات المطروقة، فمن الواضح من عنوان المجموعة أن هناك تحولا كبيرا في طبيعة التصورات والرؤى للحياة، فالعنوان يكسر أفق توقعاتنا لمجموعة شعرية لكاتبة تميزت بلغتها التصويرية الشعرية العالية. يتكون العنوان من جملة نحوية عادية في تركيبها، جملة اسمية من مبتدأ وخبر، ولكن ما هو غير مألوف هو تجسيد الصباح ككائن يشرب ويأكل مثل الكآبة التي تستيقظ قبلنا وتسبقنا في قراءة الجريدة".

تقهقر الشعر

وأضافت العنزي: "في أغلب نصوص المجموعة، تريد الشاعرة أن تنسف عالمها القديم وبلاغاتها السابقة، لتخلق عالمها الجديد، وبلاغتها الشعرية الجديدة المختلفة، حيث تكتب للأصدقاء القليلين جدا، الذين يقابلون الفكرة التقليدية عن صورة الشاعر، فكرة أن يحاط الشاعر بالأصدقاء الكثر وجمهور واسع وممتد.

نحن اليوم أمام مفهوم مختلف للشعر والشاعر، وحتى الأفكار المسبقة حول جمهور الشاعر".

وشكرت إدريس في كلمتها الرفاعي صاحب الملتقى، والحضور، كاشفة أن من شجعها على نشر ديوانها الجديد نشرها للمجموعة الأخيرة التي تحكي فيها عن الحياة البسيطة، وأنها كتبت مقالات عنوانها "يسألونك عن الشعر"، أجابت فيه إجابة خاصة عن أسباب تقهقر الشعر من خلال عرضها وجهة نظرها التي ترى أن السبب يعود إلى التقلبات السياسية التي جعلت الرواية تتقدم، لأن الإنسان يحتاج من يقص عليه القصص، بينما كان الشاعر في الخمسينيات والستينيات يعتقد أنه أكبر من الظروف، وباستطاعته تغيير الأحوال، ومع مرور الوقت استهلكت أدواته وسحبت السجادة من تحت رجليه، مؤكدة أن مسألة جلد الذات فقدت بريقها، كي يبدأ الشعر في الانكفاء على نفسه، بعيدا عن الأضواء، وقالت: "نحن الآن في مرحلة ترميم للذات، حتى نعود إلى إنسانيتنا"، وقرأت إدريس نصا شعريا يعبر عن رأيها في الشعر والمرأة.

مداخلات

وعند فتح باب المداخلات، كشف الشاعر د. خليفة الوقيان أنه عرف إدريس منذ كانت طالبة في الجامعة، وقد قرأ قصائدها في هذه الفترة المبكرة، وكان يتعجب كيف أن هذا الإبداع الراقي تكتبه طالبة جامعية، وأنه توقع لها النبوغ في الشعر، وأنها ستصبح شيئا له قيمة، وفعلا صدق التوقع.

واستذكر الكاتب المسرحي عبدالعزيز السريع عام 1978 حينما فقدت الكويت الرائد المسرحي صقر الرشود، ومن ثم وصلت إليه عن طريق ابنته أجمل قصيدة رثاء كتبتها إدريس، وكانت وقتها معلمة في إحدى مدارس الكويت، مؤكدا أنها تمتلك حسا مرهفا، ولها القدرة على اصطياد اللحظات المدهشة، وهي مكسب للكويت.

وأوضح الشاعر إبراهيم الخالدي أن إدريس تمتلك لغة بيضاء، ولها رؤيتها الخاصة مبتعدة عن المواضيع الكبيرة، لأن المواضيع الصغيرة تكون أكثر قربا من مشاعر الإنسان. وتحدثت الكاتبة فوزية شويش السالم عن لغة إدريس المتميزة والنقلة التي أحدثتها في ديوانها الأخير، في حين أشارت الفنانة الكاتبة ثريا البقصمي إلى سعادتها حينما طلبت منها إدريس لوحة لديوان شعري لها. وختمت المحتفى بها الأمسية بقراءة نص لها يتحدث عن أعباء الوظيفة من خلال طرح كثير من الأسئلة تحت عناوين لافتة.

خليفة الوقيان: توقعت لها النبوغ في الشعر منذ أن كانت طالبة بالجامعة
back to top