واشنطن ستبقي على التحالف الدولي بعد هزيمة «داعش»

إدارة ترامب تباشر تطبيق أجندتها السياسية والعسكرية في المنطقة

نشر في 26-10-2017
آخر تحديث 26-10-2017 | 00:08
رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جوزف دانفورد
رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جوزف دانفورد
ثلاثة أحداث سياسية لافتة شهدتها الساعات الثماني والأربعون الماضية دارت على الأرض الأميركية، بين واشنطن العاصمة، وولاية فيرجينيا، ومدينة نيويورك.

الحدث الأول، تمثل في تصويت مجلس النواب الأميركي على حزمة من أربعة قرارات تفرض عقوبات مشددة وغير مسبوقة على «حزب الله» اللبناني، في خطوة تلت تصويت مجلس الشيوخ على الحزمة نفسها قبل نحو أسبوعين، حيث سيتم بعدها توحيد قراءة المجلسين للمشروع، وإرساله على شكل قانون إلى الرئيس الأميركي ليوقعه في وقت لاحق.

أما الحدث الثاني، فكان الاجتماع الدوري لقادة جيوش دول التحالف الدولي ضد «داعش»، الذي انعقد في قاعدة «فورت بلفوار» بولاية فيرجينيا بالقرب من واشنطن، والذي اعتبر بمثابة اجتماع ما قبل النصر النهائي على التنظيم المتشدد.

وبحسب أوساط عسكرية أميركية فقد اتفق المجتمعون على كيفية تسريع عمليات القضاء على «داعش»، وخصوصاً في وادي نهر الفرات، حيث تقدر وزارة الدفاع الأميركية أعداد عناصره بنحو ستة آلاف مقاتل، إضافة إلى حماية الحدود العراقية- السورية، ومنع سيطرة مجموعات العنف المتطرف وقوى إرهابية أخرى عليها بالتعاون مع الدول الإقليمية الأعضاء في التحالف.

وأعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية الجنرال جوزف دانفورد، في مؤتمر صحافي، عقده مع المبعوث الرئاسي الأميركي إلى «التحالف» بريت ماكغورك بعد انتهاء الاجتماع، أن التحالف سيستمر قائماً فترة طويلة، لأن المعركة لم تنته بعد، للحفاظ على المكتسبات التي تحققت في هذه المعركة.

وكشفت مصادر مطلعة أن اجتماعاً خاصاً عُقِد على هامش اجتماع دول التحالف، جمع رئيس أركان الجيش الأميركي ونظيره الإسرائيلي مع قادة جيوش إقليمية خُصص لمناقشة استراتيجية مواجهة خطر إيران في المنطقة.

أما الحدث الثالث، فكان استخدام روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع أميركي- غربي- عربي للتمديد للجنة التحقيق الدولية في استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية، الأمر الذي اعتبر ضربة سياسية موجعة لموسكو، بعدما أُجبرت على البقاء وحيدة في مواجهة إجماع دولي أشار بأصابع الاتهام صراحة إلى مسؤولية النظام السوري عن استخدام هذه الأسلحة في بلاده، خصوصاً أن الصين وكازاخستان امتنعتا عن التصويت.

ورأت أوساط سياسية وعسكرية أن هذه التطورات تشكل عنصراً جديداً كلياً في المواجهة القائمة اليوم في المنطقة، ومنعطفاً كبيراً في الدور الذي كانت تلعبه الولايات المتحدة في الأزمات المندلعة فيها، من العراق إلى سورية ولبنان واليمن، وخصوصاً تجاه الاستعدادات لبدء تنفيذ استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب الجديدة في مواجهة إيران.

وأضافت تلك الأوساط أن مواقف ترامب التي أعاد فيها نبش ملفات تدخل إيران وميليشياتها، تمهد لمواجهات سياسية وغير سياسية معها في أكثر من منطقة، وتشكل منعطفاً سياسياً مع روسيا ودورها في المنطقة أيضاً.

وشددت على ضرورة الربط بين تلك التطورات والمواقف الإقليمية الأخرى، خصوصاً ما جرى ويجري في العراق، والأزمة التي نشأت مع إقليم كردستان، والزيارات الإقليمية التي أجراها رئيس الوزراء حيدر العبادي خصوصاً للسعودية، وتوقيعه اتفاق الشراكة الاقتصادية معها، والدور الذي ستلعبه المملكة في إعادة بناء مدينة الرقة السورية.

وأشارت الأوساط، في هذا الإطار، إلى ما أعلنه بريت ماكغورك بالنسبة إلى مستقبل مدينة الرقة وحوض الفرات، بعد السيطرة على حقول النفط في دير الزور، بما يوحي بأن الوجود الأميركي في تلك المنطقة سيكون طويلاً، مما سيشكل منعطفاً جديداً على الحضور الأميركي في سورية للمرة الأولى منذ تشكل هذه الدولة خلال الحرب العالمية الثانية.

back to top