الغانم: شعارات الإصلاح يرفعها المصلح والمفسد وعلينا التمييز

«نواب الشعب هم لسانه ومناقشاتهم يجب أن تتجرد من الأهداف الدعائية والبحث عن المكاسب السياسية»

نشر في 24-10-2017 | 11:28
آخر تحديث 24-10-2017 | 11:28
في كلمته خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل الـ15 في مجلس الأمة
أكد رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم أن نواب الأمة معنيون بتجسيد روح التعاون مع السلطة التنفيذية بما فيه خدمة للمواطن وتحقيق مصالحه "فليست السلطتان التشريعة والتنفيذية ضدين متنافرين بل هما كيانان متكاملان يلتقيان لتحقيق خير الوطن والشعب".

وقال الغانم في كلمته خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الخامس عشر في مجلس الأمة اليوم الثلاثاء "إننا اليوم نقف أمام تحديات كبيرة واستحقاقات وطنية جديرة في طليعتها الإصلاحات الاقتصادية الضرورية لرفع معدلات النمو وتوفير فرص العمل وتحسين مناخ الاستثمار".

وأشار إلى أن ذلك لا يتأتى إلا بضبط المالية العامة وإيقاف الهدر وتعزيز الترشيد وتحسين التخطيط الإنمائي وتطوير الأداء المؤسسي وهذا أمر لا مناص منه لتأمين حاضرنا والحفاظ على مستقبل أجيالنا.

وفيما يلي نص كلمة رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم خلال مراسم الإفتتاح:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد اﻷمين ، وعلى آله وصحابته الميامين .

حضرة صاحب السمو أمير البلاد ، حفظكم الله ورعاكم .

سمو ولي العهد ، حفظكم الله .

سمو رئيس مجلس الوزراء الموقر

الإخوة والأخوات

ضيوفنا الكرام .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وبعد : فيسرني - أصالة عن نفسي ، ونيابة عن زملائي وزميلاتي ، أعضاء مجلس اﻷمة - أن نرحب بكم في مستهل هذا اللقاء ، وفاتحة هذا الإلقاء ، أجمل ترحيب وأبهاه ، وأكمله وأزهاه .

نرحب بكم يا سمو اﻷمير في قاعة عبد الله السالم ، الذي ترعرت يافعا بين يديه .

في بيت الشعب ، الذي بسطت ظل رعايتك عليه .

في مؤسستنا التشريعية التي رفعت عاليا بناءها، وأرسيت دعائمها، فراحت في ظل برك بها ( تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ) .

نرحب بك قائدا حكيما لمسيرتنا، وربانا ماهرا لسفينتنا ، التي حفظت لها توازنها واتزانها ، وعززت مكانتها ووزنها ، فإذا هي تمخر العباب ، في سلاسة وانسياب، غير متأثرة بأعاصير السياسة العاتية ، وتقلباتها المتوالية ، وإذا هي في ظل هذا النهج المتين ، تأوي "إلى ربوة ذات قرار ومعين " . وعضيدك في ذلك سمو ولي عهدك الأمين صاحب الرأي الرشيد والنظر السديد .

نرحب بك - يا سمو الأمير - ومآثِرُكَ تتزاحم في أذهاننا ، وتتسابق إلى ألسنتنا ، فلا ندري ما نأخذ منها وما ندع ، ويضيق الوقت بذكرها وإن اتسع .

تمتزج بمشاعر شعبك ، حتى كأنه نبض في قلبك ، وتدنو منه ، حتى كأنك شيء فيه ، فلا يفقد تهنئتك في فرح ، ولا مواساتك في ترح .

وتتخذ من بالغ حكمتك ، سياجا حاميا من الأخطار ، ومن ثاقب رأيك ، معراجا مُبلِّغا للأوطار ، ومن ماضي شجاعتك ، ضمانا للأمن والاستقرار .

نبذتَ نهجَ الإفراط والتفريط ، واخترت نهج الاعتدال الوسيط ، وسرت بشعبك على طريق قويم الاستواء ، وجمعتهم على كلمة سواء .

تتقدم بك الأيام ، فتزيدك حكمة ، وتثقلك الأعباء ، فترفعها بعزمة ، فلا تنال من عزيمتك الأيام ، ولا تقف دون عطائك الأعوام ، بل تذللها بإرادة ماضية ، ونفس إلى العلياء متسامية.

فلك - يا سمو الأمير - من مجلس اﻷمة ، كل الشكر والعرفان ، ولك من سائر اﻷمة ، كل التقدير والامتنان ، ودعاؤنا لله تعالى ورجاؤنا ، أن يمدك دائما بظهير من التأييد ، ونصير من التسديد .

الإخوة والأخوات

نفتتح في هذا اليوم المبارك ، دور الانعقاد الثاني ، للفصل التشريعي الخامس عشر ، وسط جملة من التحديات والملمات ، والمستجدات والتطلعات ، والمهام والالتزامات ، التي سأحاول أن أتناول بعضها ، وأتحدث بما يتيسر عنها .

واسمحوا لي أن أتجاوز الهم المحلي ، وأنتقل إلى الهم الخليجي ، الذي نحن جزء لا يتجزأ منه ، وبعض لا ينفصم عنه ، وأعني بذلك اﻷزمة الخليجية ، التي هي - في هذه اﻷيام - الشغل الشاغل لنا ، والهم المسيطر علينا .

لقد مثل مجلس التعاون الخليجي منذ بداية تأسيسه أنموذجا متميزا فريدا ، ببنائه المتماسك ، ونسيجه المتجانس ، وعاداته المتماثلة ، وتقاليده المتناغمة ، فإذا هو لحمة واحدة ، وعلاقة رائدة ، وأخوة حميمة ، وصلات كريمة ، ومودة وتحاب ، ومصاهرة وأنساب .

لقد كان مجلس التعاون الخليجي ، هو أعظم منجز تأريخي ، يحققه قادته العظام ، لأبنائه الكرام .

إذ هو حصننا المنيع ، ودرعنا الواقي ، وبيتنا الجامع ، وأسرتنا الكبيرة .

وما المرء إلا بإخوانـــــــــــه كما يقبض الكف بالمعصم

ولا خير في الكف مقطوعة ولا خير في الساعد الأجذم

هو السند والعماد ، والثروة والاقتصاد ، والوحدة والاتحاد ، والعمق والامتداد ، والقوة والمهابة ، والحصانة والمناعة .

هو مجلس التعاون الخليجي الحبيب ، الذي تجذر في نفوسنا ، وامتزج بمشاعرنا ، وخالط بشاشة قلوبنا .

هو منجزنا الكبير ، ورمزنا اﻷثير ، الذي لا نقدر على تصور أن نفقده بأي حال ، أو أن يكون عرضة للتفكك والزوال .

من أجل هذا ، وغير هذا ، كان الحفاظ عليه ، والاستمساك به ، يقع في أولى أولوياتنا ، ويحتل الصدارة من اهتمامنا .

ومن أجل هذا ، وغير هذا ، كان ما تعرض له من اهتزاز ، وما حدث بين بعض دوله من توترات ، أمرا صادما لنا ، وضعنا معه أيدينا على قلوبنا ، إشفاقا على مجلسنا ، الذي هو اﻹطار الجامع لوجودنا ، والرمز العظيم لوحدتنا وقوتنا .

ومع أنه آلمنا ويؤلمنا ما حدث ، ووددنا أنه لم يحدث ، إلا أننا - مع ذلك - على يقين بأنه لن يعدو أن يكون خلافا واقعا بين أشقاء ، والشأن في خلاف أهل البيت الواحد ، والأسرة الواحدة ، أنه مهما ارتفعت حدته ، وبلغت شدته ، فإنه لن يلبث أن يزول .

لسنا نفترض ألا يقع خلاف بين الأشقاء ، لكننا نفترض إن وقع أن نبادر إلى معالجة أسبابه ، وسد منافذه وأبوابه ، حتى تعود المياه إلى مجاريها ، والصلات إلى طبيعتها .

ولقد كنتَ - يا سمو اﻷمير - سباقا إلى هذه الغاية ، مبادرا إليها ، إذ ما كادت اﻷزمة الخليجية تلقي بظلالها ، حتى سارعت إلى العمل على احتوائها ، فكان أن أعلنت عن الوساطة الكويتية ، التي حظيت بدعم دولي ، واهتمام محلي وإقليمي ، والتي هي الوساطة الوحيدة ، التي علَّقت الشعوب العربية آمالها بها ، وعوَّل المجتمع الدولي عليها .

ورحت - على إثر ذلك - تجوب اﻷجواء ، وتنتقل من عاصمة إلى أخرى ، وترسل المبعوثين ، وتبعث الرسائل ، وتوالي الاتصالات ، على نحو يشد الاهتمام ، ويستثير الإعجاب ، فكنت - بحق – رجل السلام والمساعي الحميدة ، والمباحثات الرشيدة ، وما زلت حتى اﻵن تواصل سعيك المشكور ، وعملك المبرور ، تستلهم في ذلك قوله تعالى : " إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم " .

وإنا لنرجو الله العظيم القدير ، العلي الكبير ، أن يكلل بالنجاح مسعاكم ، ويسدد بالتوفيق خطاكم ، ويجمع بكم الشمل ، ويجبر بكم الكسر ، ويعيد بكم اللحمة ، ويلهمكم وباقي قادة الخليج ، ما فيه خير شعوبهم ، ومصلحة أوطانهم .

اﻹخوة و اﻷخوات

إن الهموم المحلية ، وأعباء الأزمة الخليجية ، التي يضطلع بها صاحب السمو الأمير ، لم تنسه هموم مجتمعه العربي وعالمه الإسلامي ، فلم يغب عن نظره ما يحدث في سوريا والعراق والروهينغا وغيرها ، وكذلك لم يفارق دائرة اهتمامه الأقصى السليب ، ومسرى الرسول الحبيب ، الذي حل من نفسه ، محل نبضه من قلبه .

وحين قمنا - نحن ممثلي مجلس الأمة ، أبناءَ الشيخ صباح الأحمد ، وتلاميذ مدرسته بما يمليه علينا واجبنا الإيماني ، وضميرنا الإنساني ، وإباؤنا العربي ، من نصرة قضية الروهينغا والتصدي الرادع ، لممثل الكنيست المتطاول ، حين قمنا بذلك تلقينا على الفور ، رسالة عزيزة كريمة ، هي أغلى رسالة تصلنا ، من أغلى إنسان ارتبطت به مشاعرنا ، نزلت بردا وسلاما على قلوبنا ، وأشعرتنا كم هو إنسان عظيم من أرسلها إلينا ، ومنَّ بها علينا ، إنها رسالة سمو أمير البلاد ، التي عكست دقة متابعته ، وكريم عنايته ، وعظيم تفاعله ، ونبل نفسه .

أجل يا سمو اﻷمير ، تلك الرسالة كانت أغلى وسام تضعه على صدورنا ، وأبهى تاج تتوج به رؤسنا ، وأثمن هدية تضعها في أيدينا .

لقد شددت بتلك الرسالة أزرنا ، وأشعرتنا بصواب موقفنا، لكنك

- في الوقت نفسه - شللت قدرتنا على التعبير ، وأعجزتنا عن التصوير ، فلم ندر بم نرد عليك أيها الكبير .

الإخوة و اﻷخوات

نعود إلى شأننا الداخلي ، ووضعنا المحلي ، لنتطرق إلى جملة من الأمور ، التي يحسن بنا الوقوف عليها ، واﻹشارة إليها .

إننا اليوم أمام تحديات كبيرة ، واستحقاقات وطنية جديرة ، تأتي في طليعتها الإصلاحات الاقتصادية الضرورية ، لرفع معدلات النمو ، وتوفير فرص العمل ، وتحسين مناخ الاستثمار ، وهذا لا يتأتى إلا بضبط المالية العامة ، وإيقاف الهدر ، وتعزيز الترشيد ، وتحسين التخطيط الإنمائي ، وتطوير الأداء المؤسسي ، وهذا أمر لا مناص منه لتأمين حاضرنا ، والحفاظ على مستقبل أجيالنا .

ومن الاستحقاقات الضرورية تطوير البنية التحتية ، والمرافق الخدمية ، والارتقاء بالخدمات الصحية ، ورفع جودة التعليم ، ودعم مرفق القضاء ، وغير ذلك من الاستحقاقات ، التي أصبحت هما يشغل بال المواطنين، وهاجسا لا يغيب عن خاطرهم .

أيها الأخوة والأخوات :

إن نواب الشعب هم لسانه المعبر عنه ، ومحاموه المدافعون عن حقوقه ، ووكلاؤه المراقبون لحكومته .

تلك هي مهمتهم ، وذلك هو شأنهم ، والواجب يستلزم أن تدور اهتماماتهم في هذه اﻷفلاك ، وأن تكون مناقشاتهم أمينة عادلة ، لا تتنازل عن الحق ، ولا تذعن للباطل ، وأن يتجردوا عن حظوظ أنفسهم ، فلا تكون مناقشاتهم ضربا من الاستعراض ، لدغدغة عواطف الجمهور ، بحثا عن مكاسب سياسية ، وتحقيقا لأهداف دعائية ، ومآرب انتخابية .

إن نواب الأمة معنيون بتجسيد روح التعاون مع السلطة التنفيذية ، بما فيه خدمة للمواطن ، وتحقيق لمصالحه ، فليست السلطتان : التشريعة والتنفيذية ، ضدين متنافرين ، بل هما - إن صلحت النوايا - كيانان متكاملان، يلتقيان لتحقيق خير الوطن والشعب .

وحين تكون الملفات المطروحة للنقاش ، ذات صبغة فنية ، وصيغة تقنية ، فإن اﻷولى بالنواب ، إحالتها إلى ذوي الاختصاص ، لتقديم الرأي الفني ، والإرشاد التقني ، حتى لا نقع في خطأ ندفع فيه ثمنا غاليا ، كما حدث في قضايا سابقة كثيرة .

أيها الإخوة والأخوات :

إن الحكومة ، هي المعنية بضبط الحركة العامة للحياة ، هي التي ترسم خطط المستقبل ، وتنفذ خطط الحاضر ، وترعى شؤون المواطن ، وتوفر الخدمات له ، وتحفظ حقوقه ، وتوفر أمنه ، هي فريق العمل المتكامل ، الذي يحمي الوطن من خارجه ، ويرعى المواطن في داخله .

وهي - لذلك - بحاجة إلى مواكبة حركة الحياة ، برسم الخطط التي تستوعب المستجدات ، وتساير التطورات ، بما يحقق للشعب حياة طيبة رخية ، آمنة مستقرة .

وكل ذلك يحتاج إلى مراجعة شاملة ، واستنفار كامل ، حتى تتكامل الجهود ، ويتظافر الأداء ، وحتى تلتقي السلطتان التشريعية والتنفيذية ، التقاء تكامل وتعاون ، يجعلهما - بحق - كعينين في رأس ، أو كجناحين في طائر .

ولا يفوتني أن أعبر عن تقديري للجهود المشكورة التي يبذلها سمو رئيس مجلس الوزراء وحكومته في خدمة الوطن والمواطنين ، وإن كان المأمول أكبر من المبذول ، والمستحق أعظم من المحقق .

أيها الإخوة والأخوات :

رسالتنا إلى شعبنا الكريم ، الذي نحن في مجلس اﻷمة جزءٌ منه ، ولسانٌ معبر عنه ، تتمثل في أمرين اثنين ، نوردهما فيما يلي :

اﻷمر اﻷول : وحدتنا الوطنية

إن حراسة وحدتنا الوطنية ، هي أهم ما يمكن أن نضطلع به بعد حراسة ديننا ، وهي واحدة من ثوابتنا ، ومقدس من مقدساتنا ، هي خط أحمر ، لا يجوز الاقتراب منه ، ورمز مقدس ، لا يصح المساس به ، إذ هي صمام أماننا ، وضمان بقائنا ، ومكمن قوتنا ، وأساس استقرارنا وأماننا.

إن من الممكن أن تختلف رؤانا ، وتتعدد آراؤنا ، وتتباين مفاهيمنا وأفكارنا ، وربما مشاربنا ومذاهبنا ، لكن من غير الممكن بحال ، أن نختلف على وحدتنا الوطنية ، مثلما أنه من غير الممكن بحال ، أن نختلف على مقدساتنا الدينية ، أو أن

نتطاول على الذات اﻷميرية ، فكل ذلك من الثوابت الراسخة اﻷساس ، التي يقال لمن يحاول الدنو منها " لا مِسَاس " .

إن اللحمة الوطنية ، والوحدة المجتمعية ، هما من أبرز ما يميز شعب الكويت اﻷصيل ، ومعدنه النبيل ، إذ هو يتداعى في الملمات ، وتتجلى وحدته عند المدلهمات ، فإذا هو جسد واحد ،إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .

ولقد رأينا صورة هذا التوحد جلية واضحة ، حينما حصل ذلك الاعتداء اﻷثيم ، في بوركينا فاسو ، على حياة الشيخين الجليلين : وليد العلي ، وفهد الحسيني .

لقد انتفضت يومها ، الكويت كلها ، بكل شرائحها وكل أطيافها ، وأبدت تأثرها وتضامنها ، وكان على رأس المتضامنين ، قيادتنا الرشيدة ، وفي مقدمتها سمو الأمير ، فهذه هي الكويت حرسها الله ، وهذا ما نريد لشعبها الكريم أن يلزمه ، وأن يَعَضَّ عليه بالنواجذ .

الأمر الثاني : الحذر من الشعارات الزائفة والخطابات المحبطة

إن شعارات اﻹصلاح ، بات يرفعها المصلح والمفسد على السواء ، وهذا يستدعي أن يستخدم الشعب قدرته على الفرز ، ليميز الخبيث من الطيب ، والمفسد من المصلح ، إذ كل من اﻻثنين يُعرف بسمته ، فمجرد دعوى اﻹصلاح ، لا تدل على أن صاحبها من أهل الصلاح ، فقد رفعها من قبل المفسدون ، يزايدون بها على المصلحين ، ففضح الله دعواهم ، وقال متحدثا عنهم : " وإذا قيل لهم لا تفسدوا في اﻷرض قالوا إنما نحن مصلحون ● ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون " .

وكما يعمد أناس إلى رفع شعارات كاذبة ، يعمد آخرون إلى بث أراجيف محبطة ، يريدون بها إدخال الحزن إلى القلوب ، واليأس إلى النفوس ، فيجحدون الإيجابيات ، ويضخِّمون السلبيات ، ويحاولون إيهام الناس أنهم على شفا الهلكة ، وقد ذم رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الصنف من الناس ،

وحذر منهم ، فقال : " من قال هلك الناس فهو أهلكهم "

وآخرون لا هم لهم إلا أن يوجهوا إلى الدولة السهام ، ويؤلِّبوا عليها العوام، لا يعجبهم صنيعٌ مهما سما وارتفع ، ولا إنجازٌ مهما أفاد ونفع ، يجرِّئون الناس على نظامهم ، ويدفعونهم للاستطالة على ولي أمرهم ، غير ناظرين في عواقب هذا السعي الأثيم ، وكأن النعمة خصمهم ، والاستقرار عدوهم .

وآخرون مرضت نفوسهم بحب الإشاعات ، واستهداف ذوي الهيئات ، لا يطيب لهم حال ، ولا يسعد لهم بال ، حتى يلتمسوا الذنب للبُرَآء ، ويلحقوا النقائص بالكرماء ، لا يتثبتون فيما يشيعون ، ولا يعدلون فيما يقولون ، ولايرومون الإصلاح ، ولا يرمون إلا ذوي الصلاح .

على أن هذه الأصناف من الناس ، شرذمة قليلون ، ونفر محدودون ، شذوا عن النسق العام ، بما أصاب نفوسهم من أسقام ، وعسى الله أن يقيهم ، ويقي منهم .

نرجو الله أن يلهمنا رشدنا ، ويسدد خطوَنا ، ويبصرنا بعيوبنا ، ويوفقنا لخدمة وطننا ، ورعاية ديننا ، وطاعة ولي أمرنا .

وختاما ، نجدد الترحيب بكم سمو اﻷمير ، وسمو ولي العهد ، شاكرين لكم تفضلكم بالحضور معنا ، ورعايتكم لافتتاح دورتنا.

كما نجدد الترحيب بجميع اﻹخوة الكرام ، واﻷخوات الكريمات ، والضيوف اﻷعزاء ، سائلين الله تعالى لنا جميعا التوفيق والسداد ، والهداية والرشاد .

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحفاظ على مجلس التعاون والاستمساك به أولى أولوياتنا ويحتل صدارة اهتمامنا

رسالة الأمير بعد التصدي لممثل «الكنيست» أغلى وسام نضعه على صدورنا وأبهى تاج تتوج به رؤوسنا

أقدر الجهود التي يبذلها رئيس الوزراء وحكومته في خدمة الوطن وإن كان المأمول أكبر من المبذول

هناك من يوجه السهام إلى الدولة ويؤلب عليها العوام ويجرئ الناس على نظامهم ويدفعهم للاستطالة على ولي أمرهم

السلطتان التشريعية والتنفيذية كيانان متكاملان يلتقيان لتحقيق خير الوطن والشعب
back to top