التقارب السعودي - العراقي... «المناورة الأكبر» لتيلرسون

نشر في 22-10-2017
آخر تحديث 22-10-2017 | 20:50
محمد بن سلمان والعبادي في الرياض أمس (واس)
محمد بن سلمان والعبادي في الرياض أمس (واس)
علقت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية في عددها الصادر أمس على مشاركة وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في أول اجتماع لمجلس التنسيق السعودي- العراقي في الرياض، مضيفة أن الوزير الأميركي يأمل في تحقيق شيء استعصى على كبار الدبلوماسيين الأميركيين لزمن طويل، وهو إبرام تحالف جديد بين الرياض وبغداد من شأنه سدّ أبواب العالم العربي المطلة على جارتهم إيران.

وقالت الصحيفة إنه «بينما تسعى الولايات المتحدة لرأب الصدع بين دول الخليج العربي وقطر، وحل أزمة الحروب الأهلية في اليمن وسورية، يُعتبر تيلرسون ذراع إدارة الرئيس دونالد ترامب اليُمنى في هذه المناورة، التي توصف بأنها أكثر طموحاً».

ويرى مسؤولون أميركيون التحالف الجديد الذي يوحّد صف الرياض وبغداد كمركزٍ لمواجهة تأثير إيران المتزايد والممتد من الخليج العربي وحتّى البحر المتوسّط، لاسيما أن الحكومة العراقية تكافح لإعادة تشييد البلد الذي تحرر مُؤخراً من تنظيم «داعش»، وتواجه حركة استقلال كردية صارت حقيقة لاجدال فيها مؤخراً.

لكن التاريخ والدين والكثير من الأمور السياسية تقف في طريق تيلرسون. وعلى الرغم من أن الجهد المبذول للفصل بين العراق وإيران، والربط بين العراق والسعودية ليس بجديد، إلا أن المسؤولين الأميركيين يشيرون بتفاؤلٍ إلى موضع قدم أكثر رسوخاً يعتقدون أنهم رأوه في الأشهر الأخيرة.

خطط تيلرسون

ويلتمس تيلرسون سخاءً مالياً ودعماً سياسياً سعودياً للعراق، البلد المجاوِر المنكوب شمال المملكة. وقال مسؤولان أميركيان إن تيلرسون يأمل أن يساهم السعوديون الأغنياء بالنفط في مشروعات إعادة الإعمار الضخمة التي يحتاج إليها العراق لاستعادة الحياة كما كانت عليه قبل «داعش» في مدن عراقية مثل الموصل، وأن يقدّموا دعمهم لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.

ويخطو وزير الخارجية الأميركي خطوات دقيقة بين مجموعة بلدان قوية على حدود العراق، وهي بلدان تحاول تشكيل مستقبل الأمّة المنقسمة عرقياً ودينياً. ويريد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يرى «عراقاً مستقراً، ولكنه لا يريد رؤية العراق مستقراً في صف إيران» بحسب تصريح لمستشار الأمن القومي الأميركي، ماكماستر، كان قد أدلى به الأسبوع الماضي، ورجّح أن السعودية قد تلعب دوراً محورياً في هذا الشأن.

وقد وضع ترامب وفريق أمنه القومي أغلب أجندة الأمن في الشرق الأوسط بشأن مواجهة إيران، التي يرونها بمنزلة «نفوذ خبيث، وتمثل تهديداً وجودياً لإسرائيل وحلفاء أميركا الآخرين في المنطقة». كما أنهم يتهمون إيران بتهديد الولايات المتحدة ومصالحها في الداخل الأميركي وفي أماكن أُخرى في العالم.

وبعد فترة وجيزة من تولّي وزير الخارجية الأميركي منصبه، وضع تيلرسون تحسين العلاقات السعودية- العراقية كأولوية في السياسة الأوسع لمواجهة واحتواء إيران، ويقول مسؤولون إنه كرّس نفسه لهذا الجهد.

وخلال زيارته الرسمية الثانية للخارج في فبراير، ألغى تيلرسون اجتماع «اللقاء والتحيّة» الذي كان من المقرر عقده مع الموظفين في السفارة الأميركية في المكسيك، للتحدّث عن طريق هاتف آمن إلى وزير الخارجية السعودي عادل الجبير بشأن التقارب مع العراق.

وبحسب المسؤول، طلب تيلرسون من الجبير أن يزور بغداد كعلامة على النوايا السعودية الطيبة، والالتزام بالجهود الرامية إلى إلحاق الهزيمة بـ»داعش»، الذي كان لايزال تسيطر على حوالي نصف الموصل.

وبالفعل وافق الجبير، وبعد يومين، قام بزيارة مفاجئة إلى العاصمة العراقية، وكان أول وزير خارجية سعودي يفعل ذلك خلال 27 عاماً.

back to top